الأزهر الشريف : 12 شيخ عمود «إلكترونى» من كبار العلماء والخبراء وأساتذة الجامعة

د.هانى عودة
د.هانى عودة

حوار: أحمد جمال

الأزهر الشريف هو الأرض الخصبة لغرس القيم والأخلاق والمبادئ  والرائد فى المجال الفكرى والدعوى والتوعوى وصمام أمان للعالم كله عبر الزمان ولن يعيش بمعزل عن العالم ولن يكون منعزلا عن الواقع  ويشهد التاريخ على مدى العصور على ذلك وشاء ربنا ان يختار مصر ويكون بها الأزهر الشريف.. بهذه الكلمات بدأ الدكتور هانى عودة مدير الجامع الأزهر  حواره مع اللواء الإسلامى. 


وأكد عودة أن كل ما يتم تنفيذه الآن وخلال الفترة المقبلة بتوجيهات من فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر هدفها نشر الفكر الوسطى ومحاربة التطرف والإرهاب والأفكار المغلوطة المتشددة ومواجهة الأفكار الهدامة والتحديات المعاصرة الحديثة من خلال التوسع فى انتشار الأروقة الأزهرية بالأقاليم وإطلاق المنصة الألكترونية وتفعيل التعليم عن بُعد .. وإلى نص الحوار.

جامع الأزهر منارة العالم  فما أهم التطورات التى يشهدها فى وقتنا الحالى؟
يشهد الجامع الأزهر الشريف فى وقتنا الحالى تطورات فى شتى المجالات بفضل توجيهات د.أحمد الطيب  شيخ الأزهر الشريف  ليظل الأزهر  قائما برسالته  للأجيال القادمة منها إعادة هيكلة الإدارات العامة للجامع الأزهر  وإنشاء الأروقة الأزهرية على مستوى الجمهورية ليلتحق به كل من لم يحظ بالتعليم الأزهرى فى المجتمع المصرى  كبيرا كان أم صغيرا، ومواكبة التطورات العصرية خاصة  بعد انتشار فيرس كورونا ومنع الدراسة داخل الجامع الازهر والتجمعات فقمنا بتفعيل التعليم عن بعد والتخطيط لإنشاء منصة إليكترونية موجهة للعالم كله خلال الفترة المقبلة.

شيخ العمود وجائحة كورونا
> وماذا عن الدراسة بالجامع الأزهر فى ظل جائحة كورونا؟
فى الوقت الراهن لا يوجد دراسة داخل المسجد منذ بداية أزمة كورونا ففى الوقت الذى ظل الناس فى بيوتهم لفترة طويلة كان  لا ينبغي أن يترك الجامع  دون أن يقوم بدوره الذى يقوم به  خاصة ان الناس فى حاجة إلى العلم الشرعى ونحن لا نعيش فى معزل  عن الناس بل نتعايش معهم من خلال رواق القرآن الكريم  والقراءات والعلوم الشرعية وبرنامج الحديث ولا يترك الجامع أرض خصبة للأفكار المتطرفة وذلك من خلال شيخ العمود. 


> هل مازال شيخ العمود قائما؟
نعم مازال قائما ولكن فى صورته العصرية فهناك 67 محاضرة أسبوعية لـ67 عمودا  تبث عبر  الانترنت ويشرح  من خلالها أساتذة متخصصون
والآن هناك 12  شيخ عمود مع البث المباشر والتسجيلات وقد تقلص عددهم لكبر سنهم فمنهم من هيئة كبار العلماء وأساتذة جامعة الأزهر والخبراء على مستوى الجمهورية ونطمح ان يكون  التواصل مباشر أون لاين ومعظم الأساتذة يحبون ان تكون الدراسة شفهية أمام الدارس وندعو الله أن يرفع عنا البلاء. 


> التعليم عن بُعد ماذا عنه؟
أصبح التعليم عن بُعد حاجة تنزل منزلة الضرورة فى هذا الأمر ونحن لا نعيش بمعزل عن العالم فوجه فضيلة الإمام الأكبر بتدشين منصة إليكترونية تبث العلوم الشريعة والعربية ونقوم الآن  بإعدادها وتجهيزها بثوب يليق بحجم المؤسسة الأزهرية من خلال التفاعل مع أعضاء هيئة التدريس والطلاب ووقفنا على الكثير من الأمور التى تحتاج إلى ضوابط من الناحية التقنية لانها ليست اذاعة تبث المحاضرات فقط بل يكون فيها نظام تفاعلى  وهذا ما نقوم به فهناك بنوك أسئلة للمادة العلمية المعروضة وتنقسم المادة إلى أجزاء يستطيع الدارس ان يقف على كل جزء فيها وعمل أوراق بحث على غرار ما كنا نفعله فى الأروقة لأن الهدف من التعليم هو أعمال الفكر ونشر الصحيح منه ونبذ المغلوط والمنحرف والمتطرف.


> ما مدى الإقبال على الأون لاين خلال الفترة الماضية ؟
هناك إقبال كبير على الاون لاين وتأكدنا من هذا  بعمل استبيان وكشفنا عن حجم الاستفادة  منه والعدد فى زيادة لسهولة التعلم ورؤية المحاضرة فى اى مكان والرد على الاستفسارات ونحن نعمل على التغلب على البعد المكانى والزمانى ومراعاة أحداث  كورونا وهناك تفاعلا مع الدارسين والرد عليهم. 


> هل المنصة لها تأثير على البعثات الخارجية للأزهر؟
المناصب توجه للعالم كله وليس لها اى تأثير على البعثات ولا تقلل من أهميتها والبعثات لها اهداف واستراتيجيات ولها دور كبير فى الإسهامات الخارجية وتواجدها فى المكان يحدث ألفة ومودة بين المبعوث والدارس والمنصة هدفها نشر الفكر الأزهرى فى العالم كله وهذا ما نطمح اليه خلال الرؤية المستقبلية بفتح الفرص امام الوافدين من الدول الأخرى ممن لم تتح لهم الفرصة بالمجئ إلى مصر  فيتوجهون بالدراسة المنصة والاستفادة منها. 


> وكيف يتم معالجة الأفكار المتطرفة والتعامل معها  ؟
يتم معالجة الأفكار المتطرفة من ناحيتين الأولى تتمثل فى برنامج وقائى يلزمه ان يكون الشاب صاحب فكر وتعلم وسطى واعيا للأحداث الجارية  وملم بالقرآن الكريم وبعض العلوم الشرعية ونشدد فى هذا المقام على أن يستقى الإنسان علمه من شيخ مشهود له أو مؤسسة ولهذا وجه  فضيلة الإمام الأكبر بإعادة تطوير رواق العلوم الشرعية منذ أكثر من عامين ويعد هذا الجانب وقاية كبيرة من الانحراف الفكرى والعقائدى، والثانى برنامج علاجى يتمثل فى حفظ القرآن الكريم وبرامج موازية لتنشيط ورفع الناحية الفكرية لدى الدارس  ويتم عقد برامج وملتقيات فكرية فهناك ملتقى المرأة يناقش من خلاله جميع قضاياها من خلال نخبة من المتخصصين  وهذا بشكل أسبوعى وبرنامج شبهات وردود يواجه الأفكار الهدامة المنحرفة ويهدف إلى تحصين الشباب من الأفكار المتطرفة المنحرفة وإيضاح الصورة الصحيحة للإسلام وبناء صورة إيجابية للتطورات التى يشهدها الوطن فى الوقت الراهن. 

 

انتشار الأروقة على مستوى الجمهورية
> ما الهدف من إنشاء الرواق بالمحافظات  وشروط التقدم  ومدة الدراسة به؟
يهدف إلي تأهيل الشباب والطلائع والكبار والأجيال القادمة لحفظ القرآن الكريم  وتعليم العلوم الشرعية لمواجهة الأفكار المتطرفة  وعدم تركهم لغير المتخصصين من مشايخ الطرق المتشددة وتعليمهم  الدين الوسطى المستنير  وهذا ما يوجهنا إليه فضيلة الإمام الأكبر وتم إنشاء 35 فرعا للأروقة بالمحافظات على  مستوى الجمهورية  وبلغ عدد المستفيدين من الأروقة حوالى10 آلاف وعندما اكتظ الجامع بالدارسين أمرنا فضيلة الإمام بالتوسع والانتشار بالأقاليم. 

شروط الالتحاق
والدارس الذى يرغب فى تحصيل العلم فى أى نشاط يتم إعداد اختبار له لتحديد مستواه وإلحاقه بالمستوى الذى يناسبه حسب مقدار حفظه ووقته ومؤهلاته العلمية فهناك خريج أزهر عنده أرضية من العلم ولكنه يحتاج إلى جزء معين من العلوم فيلتحق به أما الخريج غير الأزهري فيدرس البرنامج كاملا ومدة الدراسة بالبرنامج تترواح بين سنة إلي خمس سنوات كلٌ حسب قدراته ومؤهلاته وفقا لضوابط منظمة وكل دارس له شيخ يناسبه. 


وهناك تقارير يومية تأتى من المحفظين وأسبوعية لمتابعة مستوى الدارس ومدى تقدمه فى الحفظ والتحصيل وكل 3 شهور اختبار تتبعى و6 شهور وسنوى ومن لم ينجح فى الاختبار بنسبة 50 فى المائه يرسب فى البرنامج وبعد الانتهاء من برنامج القرآن يدرس التجويد  بشكل ضمنى وتقوم لجنة مراجعة المصحف اختياره وإعطائهم شهادة باجتياز برنامج حفظ القرآن الكريم بالجامع الأزهر الشريف ويتم اعتمادها من مكتب شيخ الأزهر.


> كيف يتم اختيار المعلمين  العاملين بأروقة الأزهر؟
يتم اختيارهم من خلال نخبة من محفظى القرآن الكريم من لجنة مراجعة المصحف بعناية كبيرة وفقا لضوابط حددها فضيلة الإمام الأكبر بنفسه وتقوم  لجنة مراجعة المصحف الشريف باختيارهم ولا يجوز لأحد منهم ان يقوم بالتحفيظ إلا إذا تجاوز نسبة نجاح 80% فأكثر.
ويتم التأكد من سلامة الفكر من خلال التواصل مع جهات عمله ولابد أن يكون صاحب فكر وسطى وهذا من باب الاطمئنان وقد تقدم للمسابقة الأخيرة  ما يقرب من 80 ألف دارس.


> على أى أساس يتم اختيار مكان الرواق بالمحافظات وخطة الانتشار؟
الكثير من المعاهد والجامعات والمدارس يتم إنشاؤها ثم ينتظرون معرفة مدى الإقبال عليها وحسب الاقبال يتم البناء وفقا لتوجيهات فضيلة الإمام الأكبر وسوف يتم فتح رواق فى كل محافظة حتى يعرف القائمون عليه آلية العمل به لأن الرواق له لائحة خاصة ويخضع لإشرف فضيلة الإمام الأكبر وسوف نتفرع فى المحافظة نفسها حسب الاعداد  المتقدمة  ووصل عدد الأروقة الى35 رواقا فى 18 محافظة.


> هل هناك برنامج لإعداد الأطفال والأشبال لمن يريد الالتحاق بالمعاهد الأزهرية؟
شاء ربنا أن يكون الأزهر لمصر نبراسا للفكر الوسطى وللعالم أجمع والأيام القادمة سوف تشهد مدى الإقبال على الأروقة داخل القرى من الأطفال بعد تخصيصه أماكن تضم أكبر عدد منهم والمستفيدين من بينهم الأطفال والشباب من يحرص على تحصيل العلوم الشرعية ويريد إعداد نفسه للالتحاق بالتعليم الأزهري، ونحن نعمل على أن تكون مقرات الأروقة قريبة منهم لأن الطفل لا يمكن أن ينتقل لمسافة تزيد عن 10 أو 15 كيلو مترا فتكون فيها مشقة على الطفل والأهل.


> ظهور التطرف الفكرى بين الشباب والتشكيك فى العقيدة فما رسالة الأزهر لهم؟
لابد للشباب أن يكون لهم هدف فى الحياة وهذا ما نؤكد عليه فمن يريد أن يكون مهندسا أو مزارعا أو عاملا مدرسا أو طبيبا أى كان أن يسعى إلى تحقيق هدفه ويتحقق ذلك بالتعاون مع بعضنا البعض فكلنا خلقنا الله لحكمة ولغاية والجميع عليه أن يجد ويسعى للرقى والتقدم.


> ماذا تقول لمن يتكلم فى الدين من غير أهل الاختصاص؟
قال الله تعالى «فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون» أهل الذكر هم أهل الاختصاص من علماء الأزهر وعلماء الدعوة والأزهر هو الأرض الخصبة لغرس القيم والفكر الصحيح مع احترامنا لكافة المؤسسات التعليمية الأخرى التى تسعى نحو التعليم والتعلم فالأزهر هو الرائد فى هذا المجال من الجانب الفكرى والتوعوى والدعوى ويشهد التاريخ على مدار العصور على ذلك.