وصلت أمريكا إلي الرئيس العراقي السابق صدام حسين في السرداب الذي كان يختبئ فيه، ونفذت فيه حكم الإعدام شنقا. وكان صدام رئيس دولة تمتلك جيشا قويا، يحسب له ألف حساب.

وتمكنت أمريكا من تصفية الرئيس الليبي السابق معمر القذافي، واسقطت دولته، كما اسقطت من قبله دولة العراق في غياهب العنف والفوضي.

وتفشل الدولة العظمي الاقوي في العالم في القضاء علي تنظيم داعش، أو الوصول لزعيمه الارهابي ابوبكر البغدادي..

أليست مهزلة أن تفشل الدولة العظمي في القضاء علي جيش من المرتزقة، تكون من الخارجين علي القانون، وأصحاب العقول المريضة، ولا تخجل اقوي دولة في العالم من تصريحاتها التي تطلقها تتوعد فيها البغدادي وعصابته، دون أن تتمكن منه، كما فعلت مع رؤساء دول من قبل؟!

أليست تلك هي أمريكا التي تصدر للعالم أجمع قدرتها علي الوصول لأي شخص علي سرير نومه، وداخل حمام مسكنه، هل عجزت اجهزتها عن الوصول للبغدادي وعصابته في المكان الذي يتخذه مأوي له لشن غاراته علي الأبرياء وقتلهم واغتصاب نسائهم؟

أم أن البغدادي لم يتم مهمته التي كلف بها، وتنتظر أمريكا انتهاء المهمة، حتي تفاجئنا بأشرطة الفيديو لحظة اسقاطه له وأسره أو قتله ونشر مقاطع الفيديو علي العالم له، كما يفعل البغدادي وكل الجماعات التابعة له، فالاسلوب واحد نقله الارهابيون عن الدولة العظمي، دون أي إضافات عليه تماما كما استخدموا نفس الاساليب في التصوير وغيره من دقائق الامور المتشابهة.

مؤكد لا نستطيع التشكيك في قدرات أقوي دولة في العالم، والأرجح أن البغدادي لم يستكمل التكليفات التي صدرت له، ممن صنعوه وزودوه بالسلاح والعتاد ويواصلون دعمه حتي الآن، علي حساب العالم أجمع بعد أن اصبح الارهاب ليس مقصورا علي العالم العربي وحده، وامتد الي اوروبا ليقتل ويفجر ويحرق كيفما يشاء.

تلك الرؤية الأقرب للعقل، عن توعدات أمريكا التي لا تكف عنها بشأن ان البغدادي سيلقي مصير بن لادن وغيره ممن أجرموا وأرهبوا العالم.

الأمر الغريب والمؤسف هو موقف دول العالم مما يحدث حولها وبات يهدد شعوبها.. لماذا يلتزمون الصمت، ويصرون علي أن يكونوا أشبه بالقطيع الذي يسير حسبما يوجههم ماسك العصا