«المرأة الحديدية».. بيان صفية زغلول يتسبب في إفلاس بنوك ومحلات الإنجليز

صفية زغلول أم المصريين في نافذة القطار قبل السفر
صفية زغلول أم المصريين في نافذة القطار قبل السفر

صفية زغلول أم المصريين وشريكة سعد زغلول في كفاحه، كانت قبل الثورة ربة بيت تلزم بيتها ولم تخرج منه إلا مع سعد أو خادم سعد الخاص الحاج أحمد.

وعندما قام سعد بالثورة قال لصفية: سأضع رأسي على كفي اليمنى، فقالت له: أضع رأسي على كفك اليسرى، كانت امرأة شجاعة تقف وراءه ويؤيده وتشجعه.

وعندما نفى الإنجليز سعد إلى سيشيل لم تجزع صفية وطلبت أن تصحبه إلى منفاه لكن الإنجليز اعترضوا، فأذاعت على الشعب بيان حسب ما تم نشره في جريدة «الأخبار» بتاريخ 2 أكتوبر 1954.

وكان البيان في 31 ديسمبر 1921 وقالت فيه: «أبناء وطني لما رأيت الجنود يطوفون بالبيت ويملؤون الحديقة وينتزعون سعدا كان أول شعور قام في نفسي أن أتبعه خطوة بخطوة أينما شاءت القوة أن تذهب به».

«فلما رأيتكم تقاتلون تحول إليكم فجأة كل حبي وإحساسي، وشعرت من أعماق قلبي بأني غير مستطيعة أن أترككم في مثل هذا الوقت الصعب، بأن واجبي أن أقاسمكم وإن كانت خدمتي لسعد لازمة، لكني أنا أعلم أنكم مستعدون لبذل دمائكم فداء للوطن ولو لم يكن في ذلك إلينا إلا أن تثبتوا للعدو أنكم بواسل تفضلون الموت على أن تعيشوا عبيدا أذلاء».

«ضموا صفوفكم، انتظموا أفئدتكم وتجاهلوا الإنجليز فلا معاونة ولا مساعدة لتكن جاليتهم بیننا كالجزيرة المنقطعة يفصلها عنا بحر من مظالمه».

«إننا عزل لكننا ندافع عن وطننا بشجاعة، الشجاعة أيها المصريون نحن الأربعة عشر مليونا شخصا واحدا بإرادة واحدة، وقلبا واحدا، ورجاء أن تدعوا لسعد ورفقاءه».

 ووزع بيان صفية على الشعب وفي 2 يناير 1922 وأقبل المصريون على جميع البنوك الإنجليزية يسحبون جميع أموالهم.

ووقف الطلبة أمام المحال الإنجليزية يمنعون الدخول إليها، وفي هذا العام أفلس عدد كبير من المحالّ الإنجليز وأغلقت شركات بريطانية.

اقرأ أيضا:أم كلثوم تسترد صحتها بـ«النكت والقفشات» في أوروبا.. صور

وترجم لورد اللنبي ترجمة بيان أم المصريين وأرسل إلى وزارة الخارجية البريطانية وقال:«التجار الإنجليز في قلق من هذه المقاطعة، ومدام زغلول نشرت بيان من نار، هذه المرأة أقوى من ألف رجل، وأرى أن وجودها في مصر خطر، وأرى السماح لها بالسفر مع زوجها».

وجاء رد وزارة الخارجية البريطانية بالسماح إليها بالسفر فورا إلى زوجها، ولكن رفضت صفية وقالت: «لا سعد ذهب وأنا هنا مكانه».

ودعت صفية زعماء الوفد إلى بيتها وقالت لهم:« اعتبروا أن سعد لا يزال بينكم وإنني مستعدة أن أقف بجانبكم وأذهب إلى المشنقة في سبيل قضية مصر».

المصدر: مركز معلومات أخبار اليوم