مجرد فكرة

هاييجى هاييجى !

محمود سالم
محمود سالم

الناس فى أنحاء العالم يكرهون أمرين هما الموت والضرائب كما قال اقتصادى فرنسى.. تلك الحقيقة - خاصة مايتعلق بالضرائب - يمكن ابتلاعها على مضض من جانب البسطاء ممن لا يمتلكون الكثير من الدخل مثل موظفى الحكومة، لكنها غير مقبولة من أصحاب الملايين كبعض التجار والمستثمرين وأصحاب المهن الحرة الذين يبالغون فى أتعابهم ولا يدفعون عنها ضرائب، ولاشك أن هؤلاء لا يستحقون سوى تهمة الجريمة المخلة بالشرف عما يقترفونه فى حق الوطن فهم يتصدرون مشهد المشاركين فى آفة الفساد.. تصوروا مصلحة الضرائب تقوم بمتابعة 20 ألفا من الممولين فى منطقة بالقاهرة فيتضح أن عدد المسجلين لديها أقل من 9 آلاف والباقى 11 ألفا غير مسجلين .. حدث ذلك بالعاصمة فما بالك بما يحدث فى المحافظات، وهو ما يعنى أن نحو 60 % من الاقتصاد المصرى غير رسمى. لقد اكتشف الحصر جرائم يندى لها الجبين، تصوروا متجرا يبيع ساعات من ماركات عالمية الواحدة بمليون جنيه ويتهرب من الضريبة، وكذا مولات ومطاعم شهيرة ومحال تجارية عديدة تتهرب من حقوق الدولة .. هؤلاء وصل عددهم إلى 1700 حالة تهرب قيمتها 800 مليون جنيه وبعد فحص تلك الحالات تم تحصيل 3 مليارات جنيه لخزينة الدولة وهو ما اكتشفه النظام الإلكترونى الجديد بالضرائب والذى يصل بالحصيلة الضريبية إلى تريليون جنيه هذا العام ترتفع إلى 3 تريليونات فى السنوات الثلاث القادمة فى ضوء تطبيق المنظومة الجديدة بالضرائب وفى المقدمة الإيصال والفاتورة الإلكترونية والتى تسد منافذ التهرب والتلاعب. هذه النماذج طرحها وزير المالية د. محمد معيط أمام حشد من أعضاء مجلس الأعمال المصرى الكندى برئاسة المهندس معتز رسلان وقد لخص مايريد قوله بأنه لن يتم فرض ضرائب جديدة ولكن من يتهرب «هاييجى هاييجى».. لكنه نسى القول «هاييجى من قفاه»! .. وكفانا مهربين وتهربا فى ظل ظروف تحتاج الوقوف إلى جانب الحكومة من الجميع، ويكفى الدولة ماقامت به خلال جائحة كورونا وتمكنها من تجاوز تلك الأزمة والتى أدت فى بدايتها إلى خروج 20 مليار دولار من مصر خلال 6 أسابيع مع تأثر السياحة والتجارة والصناعة، ولولا برنامج الإصلاح الاقتصادى وتخصيص 100 مليار جنيه لمواجهة تداعيات الأزمة لكانت مصر تعرضت لما تعرضت له العديد من دول العالم من كساد وركود، وهو ما شهدت به مؤسسات التقييم الدولية، وهو بالتأكيد كما قال معتز رسلان ما كان له أن يتحقق إلا بوجود رؤية وإرادة وإصرار على تحقيق النجاح، فإرادة النجاح مهمة لكن الأهم منها إرادة التحضير للنجاح على حد قول الأمريكى الشهير بوبى نايت.