غرام ذوي الهمم| منال وهاني فقدا البصر وتزوجا على طريقة «حبيبي يا نور العين»

منال وهاني فقدا البصر
منال وهاني فقدا البصر

لا يغرنك أن ذوي الهمم عاجزون عن القيام بما تعتبره أنت فعل عادي، فالإعاقة لن تكون النهاية، بل تحدٍ جديد يجعل روحهم صلبة في المصائب رقيقة في المشاعر، فيكتبون قصص حب مع «النص الحلو» يدعمها التفاهم والتأقلم مع الواقع لتغييره.

«بوابة أخبار اليوم» ترصد الجانب الآخر المضيء لحياة من فقدوا حاسة أو طرف من أجسادهم، لييحكون قصصا عن غرام ذوي الهمم بطعم بيوتهم وجمال روحهم.

منذ 16 عاما، نشأت قصة حب بين منال بولس 36 سنة، وهاني نبيل 42 عاماً بسبب إعاقتهما البصرية التي خلقت فرصة تجمعهما سوياً في جامعة واحدة، ومكنهم القدر التعرف على  بعضهم البعض.
ولدت منال بإعاقة بصرية تسمى التهاب الشبكية الصباغي (RP) وهو عبارة عن اضطراب وراثي يحدث للعين ويتسبب في فقدان الرؤية، ولكن ليس بشكل كامل بل يوجد بقايا إبصار طفيفة تقل مع التقدم في العمر.
لم تمنعها إعاقتها البصرية من التقدم نحو استكمال الحياة الدراسية ودخول الجامعة، فبعد إنهاء منال مرحلة الثانوية العامة بمدارس النور والأمل، تمكنت من دخول الجامعة لتلتقي بشريك دربها وحب حياتها.

أجمل صدفة

ففي عام 2004، وأثناء امتحانات السنة النهائية لطلاب الفرقة الرابعة تعرفت منال على هاني عن طريق الصدفة، حيث قررت مد يد العون له، ومساعدته للوصول إلى مسكنه بالمدينة الجامعية بعدما تعثر الوصول إليه بمفرده.
وبالرغم من مرور اللحظات سريعاً على هاني ومنال، لكن لم يمر الموقف على هاني الذي قرر متابعة تلك الفتاة والتركيز معها لكي يعرفها عن قرب، حيث ولد «هاني» فاقد للبصر، ولكن تحصيله للمذاكرة جعله يلتحق بالكلية دون أن يرسب في أي عام، فلم تكن إعاقته سوى حافز للنجاح، وتحدي لخلق حياة طبيعية.


 

6 أشهر

ظل الثنائي يتبادل الأحاديث والمقابلات قرابة 6 شهور، حتى تحولت علاقة الصداقة إلى قصة حب قررا أن يكللاها بالزواج الأبدي، دون الالتفات للمجتمع وماذا سيقول عن زواج المكفوفين.

وبالرغم من مخاوف والدة «منال» التي كانت تراودها من زواجهما والمخاطر التي قد يواجهانها في الأعمال المنزلية بمفردهما دون مساعدة أحد، إلا أنها رضخت لقصة حبها، خصوصاً بعدما أصيبت منال بفشل كلوي قبل إتمام الخطبة بأسبوع وبدأت في مرحلة غسيل الكلى، واعتقاد البعض أن الخطوبة لم تكتمل بعد، ولكن حب هاني لزوجته جعله يقف بجانبها عاماً كاملاً حتى خضعت لعملية زراعة الكلى، وإتمام الزواج.

مشاركة بالمنزل

يروي هاني نبيل لبوابة أخبار اليوم قائلاً: «بدأنا حياتنا الزوجية دون المساعدة من أحد، وكنا بنشتغل في مدينة الـ 6 أكتوبر بالحي العاشر، وكنا بنروح مع بعض الشغل وبنرجع مع بعض، عشان نتسند على بعض».
وتابع: «مكنش في مشاكل بتقابلنا، حياتنا طبيعية جداً، زي أي اتنين متزوجين، وربنا كرمنا بعد فترة بشغل في نفس الشركة من البيت، وبرضو بنساعد بعض في الشغل».


المشاركة في كل شئ مبدأ يعيش عليه الثنائي، فكل شئ يَقُوْمَانِ به سوياً، في أثناء تحضير منال لوجبة الإفطار يبدأ هاني في إعداد الشاي، ثم يتشاركا في غسل الصحون، بينما يأخذ الزوج مهمة شراء كل ما يخص المنزل من طلبات، ليخفف على زوجته عبء النزول والصعود، وتتفرغ للأبناء.

ثمرة الحب

بعد سنوات من الزواج رزق الزوجان، بتوأم (كارن وكراس) لتتغير الحياة الهادئة التي اعتادا عليها، بحياة مليئة بالصخب وشقاوة الأطفال، ليتقاسما سوياً تربيتهما.

تقول منال بولس: «بعد ولادة التوأم شربنا العذاب مع بعض هو نص وأنا نص، مكنش في حد بيساعدنا في تربيتهما غيرنا والدتي ساعدتني في أول 3 شهور فقط لحد ما اتعودنا ناخد بالنا منهم إزاي، وساعدني أكتر باقيا الأبصار اللي كنت بحاول استغلها قدر الإمكان في إني آخد بالي منهم».

وتضيف: «أنا بذاكر ليهم كل دروسهم وباباهم يوصلهم المدرسة، وبعلم (كارن) الكمانجا هي حبيتها وأنا كان عندي خلفية موسيقية بسبب دراستي في مدرسة النور والأمل وكان فيها معهد خاص بالموسيقى».
 

أكثر من 13 عاما مرت على زواج هاني ومنال، يتشاركان كل المهام سوياً، تجمعهم أفلام القصص التاريخية في سماعها، واِسْتَبْدَلَا أعينهم الكفيفة بطاقة حب وغرام جعلت من الظلام حولهم نوراً.