«منها المقلوبة والفتوش والتبولة».. ١٠ أطباق عربية مسلوبة الهوية

صورة موضوعية
صورة موضوعية

خلال السنوات الأخيرة انتشرت بعض المطاعم التي تقدم وجبات عربية شهيرة حول العالم، لكنها نسبت إلى ثقافات أخرى بشكل غريب، حتى أن بعض تلك الأطعمة يباع في التجمعات التجارية الضخمة، لكن للأسف مسلوبة الهوية، هويتها الثقافية على الأقل.


ويقول البروفيسور والعالم صامويل هنتنغتون من جامعة هارفارد، إن صراع الحضارات سيختلف ويأخذ أشكالا مختلفة، وهو ما نشاهده اليوم في أكثر من مكان بدءا من الصراع من أفغانستان إلى العراق وصولا إلى ليبيا وغيرها لكن أن يصل الصراع إلى وجبات أو أطباق الطعام، فهذا هو الغريب والعجيب.


وتابع صامويل، أن كل مجتمع يختلف بعاداته وتقاليده التي تميزه عن غيره من المجتمعات الأخرى ، فهناك الكثير من الأطباق أوالأطعمة المطبوخة والمحضرة والتي ورثتها الشعوب جيلا بعد جيل لأبنائها، لتدخل ضمن قوائم الإرث الثقافي غير المادي الخاص لهذه الشعوب.


 وتقول الكاتبة الفلسطينية ريم قسيس، أن ظاهرة نسب بعض الأطباق الفلسطينية للثقافة الإسرائيلية في المطاعم الأمريكية، هي وجبات شهيرة في الشرق الأوسط وقديمة جدا، مثل أطباق الحمص والتبولة والفريكة، ولا يقتصر هذا الفعل على تلك الوجبات بل يمتد إلى الكثير من الأطباق الشهية التي باتت منتشرة في أغلب دول العالم، مثل الكبة والكباب، وذلك حسب ما نشرت صحيفة "washingtonpost" الأمريكية.


وذلك أن كل طبق من تلك الأطباق له مرجعية  تتعلق بشقين أساسين، الأول هو الأصل اللغوي للكلمة والتي قد تعطي مؤشرا مهما لهويتها، والثاني هو الكتب المنشورة سابقا التي وردت فيها بشكل أو بآخر، وهما كتابا "الطبيخ ومعجم المآكل الدمشقية" (623 هجري، الموافق لـ 1226 ميلادي) للكاتب محمد بن الحسن بن الكاتب البغدادي، الذي أعاد تقديمه الكاتب السوري ابن دمشق، فجري البارودي، وكتاب "كتاب الطبيخ وإصلاح الأغذية والمأكولات وطيبات الأطعمة المصنوعات مما استخرج من كتب الطب وألفاظ الطهاة وأهل اللب" (940 ميلادي) للكاتب أبو محمد المظفر بن نصر بن سيار الوراق، الذي عاصر فترة الخلافة العباسية، وهما مرجعان أساسيان في العالم للطبخ القديم.


_ وتعد أطباق الكبسة والمنسف وبابا غنوج وغيرهم الكثير، من تلك الأكلات التى لا حصر لها إلا أنه من غير المنطقي عدم الإشارة إلى أن هذه الأطباق شهدت تعديلات كثيرة عليها، ومع تمازج الشعوب والحضارات أدخل لمساته الفريدة على بعض الأطعمة، لكن ظهور مطاعم تقدم وجبات عربية شهيرة وتنسبها إلى دول أو شعوب أخرى هي حالة غير منطقية ويجب التوقف عندها. 


_ وأخذ العرب مع طبق الحمص والفول إلى إسبانيا، التي تعد أطباقا شهية قدمت على الموائد الفاخرة إلى إسبانيا أو الأندلس كما أطلق علها العرب واستخدمت هذه الأطباق والوجبات الشهية كطريقة للمفاخرة أمام الضيوف والزوار ، وتبين وجود كتابين عربيين مهمين جدا للطبخ عثر عليهما في الأندلس، هما بهجة المائدة في ملذات الطعام والأطباق المختلفة وكتاب الطبخ الأندلسي المجهول من القرن الثالث عشر ، وذلك حسب ما ذكر موقع "spainthenandnow" الاسباني.

_ واشتهرت وجبة الكباب بين العراق وحلب والشام، وانتشرت في الكثير من بلدان العالم حاليا، وينسبها الكثيرون إلى ثقافتهم، أدخل عليها الكثير من التعديلات، لكن وجبة الكباب وردت لدى الحسن البغدادي والوراق  ،ويعتقد العلماء أن أشباه الإنسان الـ"هومونين" استخدموا النار والطبخ في منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط قبل 790 ألف عام، وتشير "الموسوعة الحرة" إلى أن هوميروس ذكر في إلياذته الشهيرة قطع اللحم المشوي.

_ اشتقت اسم المقلوبة من مصطلح فقهي، وجاءت في معجم لمعاني الجامع وأن الكلمة عربية المنشأ، لكن أيضا ذكرت المقلوبة ووصفت بشكل دقيق جميع الكتب السابقة بالاسم ووصف طرقة طهيها.

_ وكذلك الكبه هي طبق سوري أصيل قدم جدا يتجاوز عمره 3000 عام، وحملت اسمها من عملية التكوير، أو "مكورة"، أو "الكبتوله"، وبحسب الباحث العربي مؤنس البخاري المتخصص بتاريخ الطهي وتراثه ،وورد ذكر الكبة في كتاب الوجبات الدمشقية لفخري البارودي، حيث أشار أيضا إلى نوع من أنواع الكبة التي تحمل اسم "دبابة" بسبب حجمها الكبير حيث تحضر بنفس طريقة الكبة العادية مع الكثير من الدهون، ولا يوجد سوري أو لبناني أو عراقي لا يعرف مذاق هذه الوجبة ذات "الدهون المشبعة" التي لا يوجد لها مثيل آخر في العالم.

_ الفتوش والتبولة هي أطباق شرق أوسطية ولبنانية شهيرة الأصل، ظهرت في عام 1862 عند تقديمها من قبل عائلة فتوش من عرب الجزيرة اعتنقوا المسيحية قديما في لبنان بسبب عند استقبالهم بعض أفراد الطائفة المسيحية في لبنان بعد استهدافهم من قبل بعض أطياف المنطقة فتوجهوا إلى زحلة وتحديدا إلى عائلتي آل السكاف وآل فتوش .

ويقول  البطريرك غريغوريوس يوسف رئيس بطريركية أنطاكية والإسكندرية واورشليم وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك، إن مسمي الفتوش، يرجع إلى أيام الصوم الكبير في لبنان ، وذكرت السلطات بأنواع مختلفة في معجم المآكل الدمشقية وتتشابه طرق تحضيرها مع الفتوش والتبوله .