«النيروز» أحلى الأعياد..11 سبتمبر بالمصرى أول أيام السنة القبطية

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

هانئ‭ ‬مباشر

فى‭ ‬الوقت‭ ‬الذى‭ ‬يرتبط‭ ‬يوم‭ ‬11‭ ‬سبتمبر‭ ‬فى‭ ‬ذهن‭ ‬الكثيرين‭ ‬حول‭ ‬العالم‭ ‬بذكرى‭ ‬سيئة‭ ‬للغاية،‭ ‬وهى‭ ‬ذكرى‭ ‬قيام‭ ‬إرهابيين‭ ‬باختطاف‭ ‬طائرات‭ ‬ركاب‭ ‬أمريكية‭ ‬واصطدموا‭ ‬بها‭ ‬ببرجى‭ ‬التجارة‭ ‬فى‭ ‬نيويورك‭ ‬مما‭ ‬أسفر‭ ‬عن‭ ‬مقتل‭ ‬آلاف‭ ‬الأشخاص‭ ‬وذلك‭ ‬فى‭ ‬11‭ ‬سبتمبر‭ ‬عام‭ ‬2001،‭ ‬وبينما‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬الهجوم‭ ‬أحد‭ ‬أكثر‭ ‬الأحداث‭ ‬درامية‭ ‬ورعباً‭ ‬فى‭ ‬القرن‭ ‬الحادى‭ ‬والعشرين‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬بالنسبة‭ ‬للأمريكيين‭ ‬ولكن‭ ‬بالنسبة‭ ‬للعالم‭ ‬برمته،‭ ‬فإنه‭ ‬فى‭ ‬الوقت‭ ‬نفسه‭ ‬يرتبط‭ ‬11‭ ‬سبتمبر‭ ‬بأذهان‭ ‬المصريين‭ ‬بذكرى‭ ‬تحمل‭ ‬له‭ ‬كل‭ ‬الخير‭ ‬والرزق‭ ‬والسلام‭ ‬والأمان‭ ‬حيث‭ ‬يوافق‭ ‬يوم‭ ‬11‭ ‬أول‭ ‬أيام‭ ‬السنة‭ ‬المصرية‭ ‬القديمة‭ ‬والمعروف‭ ‬بعيد‭ ‬النيروز؛‭ ‬أو‭ ‬عيد‭ ‬اكتمال‭ ‬فيضان‭ ‬النيل،‭ ‬باعتبار‭ ‬أن‭ ‬ ‬يرتبط‭ ‬بالأساس‭ ‬بالزراعة‭ ‬والحصاد‭ ‬وفيضان‭ ‬النيل،‭ ‬فكلمة‭ "‬نيروز‭" ‬قبطية‭ ‬وتعنى‭ ‬ميعاد‭ ‬اكتمال‭ ‬موسم‭ ‬فيضان‭ ‬النيل‭.‬

الدكتور‭ ‬وسيم‭ ‬السيسي، الباحث‭ ‬فى‭ ‬المصريات،‭ ‬يقول‭ ‬إن‭ ‬الأصول‭ ‬الأولى‭ ‬لهذا‭ ‬التقويم‭ ‬ترجع‭ ‬إلى‭ ‬العصر‭ ‬الفرعونى‭ ‬وبالتحديد‭ ‬إلى‭ ‬الإله‭ ‬اتحوت‭ ‬Thotب‭ ‬وهو‭ ‬إله‭ ‬الحكمة‭ ‬ورب‭ ‬القلم‭ ‬ومخترع‭ ‬الكتابة‭ ‬ومقسم‭ ‬الزمن،‭ ‬وكان‭ ‬رمزه‭ ‬الطائر‭ ‬إيبيس‭ ‬IBISت‭ ‬المعروف‭ ‬عند‭ ‬المصريين‭ ‬باسم‭ ‬اأبو‭ ‬منجلب،‭ ‬ولذلك‭ ‬كانوا‭ ‬يحنطونه‭ ‬بعد‭ ‬موته‭ ‬تكريماً‭ ‬له‭ ‬كرمز‭ ‬للمعانى‭ ‬التى‭ ‬يمثلها‭ ‬عندهم،‭ ‬أما‭ ‬عن‭ ‬الأصل‭ ‬اللغوى‭ ‬لكلمة‭ ‬نيروز،‭ ‬فهناك‭ ‬رأيان،‭ ‬الأول‭ ‬يرجعه‭ ‬إلى‭ ‬أصل‭ ‬فارسى‭ ‬ومعناه‭ ‬االيوم‭ ‬الجديدب‭ ‬باللغة‭ ‬الفارسية،‭ ‬أما‭ ‬الرأى‭ ‬الآخر‭ ‬فيرجعه‭ ‬إلى‭ ‬أصل‭ ‬قبطى‭ ‬مستوحى‭ ‬من‭ ‬كلمة‭ ‬انيارووب‭ ‬ومعناها‭ ‬أنهار‭ ‬باللغة‭ ‬القبطية،‭ ‬ولما‭ ‬كان‭ ‬هذا‭ ‬هو‭ ‬موسم‭ ‬الاحتفال‭ ‬باكتمالتفيضان‭ ‬نهر‭ ‬النيل‭ ‬لذا‭ ‬نظم‭ ‬المصرى‭ ‬القديم‭ ‬هذا‭ ‬الاحتفال‭ ‬كرمز‭ ‬للوفاء‭ ‬للنيل،‭ ‬وعندما‭ ‬دخل‭ ‬اليونانون‭ ‬مصر‭ ‬أضافوا‭ ‬إليها‭ ‬حرف‭ ‬السين‭ ‬علامة‭ ‬اسم‭ ‬الفاعل‭ ‬فى‭ ‬اللغة‭ ‬اليونانية‭ ‬فأصبحت‭ ‬انياروو‭ ‬–سب‭ ‬وحرفت‭ ‬مع‭ ‬الزمن‭ ‬إلى‭ ‬النيروز‭.‬

ويؤكد‭ ‬علماء‭ ‬المصريات‭ ‬أن‭ ‬المصرى‭ ‬القديم‭ ‬هو‭ ‬الذى‭ ‬قام‭ ‬بوضع‭ ‬هذا‭ ‬التقويم،‭ ‬وكان‭ ‬ذلك‭ ‬حوالى‭ ‬عام‭ ‬4241‭ ‬ق‭.‬م‭ ‬عندما‭ ‬لاحظوا‭ ‬أن‭ ‬ظاهرة‭ ‬الفيضان‭ ‬السنوية‭ ‬تتكرر‭ ‬بانتظام‭ ‬وأن‭ ‬نجمة‭ ‬الشعرى‭ ‬اليمانية‭- ‬أسطع‭ ‬النجوم‭ ‬فى‭ ‬السماء‭ ‬ليلاً‭- ‬والمعروفة‭ ‬فى‭ ‬اللغة‭ ‬اليونانية‭ ‬باسم‭ ‬اسيروس‭ ‬SIRIUSبتوكان‭ ‬المصريونت‭ ‬يسمونها‭ ‬اسبدتب‭ ‬تظهر‭ ‬فى‭ ‬الأفقتمع‭ ‬شروق‭ ‬الشمس‭ ‬فى‭ ‬نفس‭ ‬اليوم‭ ‬الذى‭ ‬يصل‭ ‬فيه‭ ‬الفيضان‭ ‬إلى‭ ‬مدينة‭ ‬منف‭ ‬فى‭ ‬مصر‭ ‬القديمة‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬عام،‭ ‬وعلى‭ ‬هذا‭ ‬الأساس‭ ‬رتبوا‭ ‬العمليات‭ ‬الرزاعية،‭ ‬وتم‭ ‬تقسيم‭ ‬السنة‭ ‬إلى‭ ‬365‭ ‬يوماً،‭ ‬واثنى‭ ‬عشر‭ ‬شهرا،‭ ‬والشهر‭ ‬ثلاثون‭ ‬يوما،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يمثل‭ ‬أول‭ ‬تاريخ‭ ‬البشرية،‭ ‬وقد‭ ‬قسموا‭ ‬السنة‭ ‬إلى‭ ‬ثلاثة‭ ‬فصول‭ ‬كبيرة‭ ‬هى‭: (‬فصل‭ ‬الفيضان‭ ‬اآختب‭- ‬فصل‭ ‬البذر‭ ‬والزرع‭ ‬ابرتب‭- ‬فصل‭ ‬الحصاد‭ ‬اشموب‭)‬،‭ ‬وقسموا‭ ‬السنة‭ ‬إلى‭ ‬12‭ ‬شهرا‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬كل‭ ‬شهر‭ ‬منها‭ ‬مكون‭ ‬من‭ ‬ثلاثين‭ ‬يوما،‭ ‬وجعلوا‭ ‬المدة‭ ‬الباقية‭ ‬وهى‭ ‬خمسة‭ ‬أيام‭ ‬وربع‭ ‬شهر‭ ‬بذاته،‭ ‬أسموه‭ ‬بالشهر‭ ‬الصغير‭ ‬أو‭ ‬االنسىء‭.‬

وسواء‏‭ ‬‏كان‏‭ ‬المقصود‏‭ ‬‏هو‏‭ ‬اكتمال‏‭ ‬‏الفيضان‏‭ ‬‏أو‏‭ ‬‏أول‭ ‬أيام‭ ‬ذلك‭ ‬التقويم‭ ‬الأقرب‭ ‬إلى‭ ‬التقويم‭ ‬الزراعى‭ ‬الذى‭ ‬يعتمد‭ ‬عليه‭ ‬الفلاح‭ ‬فى‭ ‬مواسم‭ ‬الزراعة‭ ‬منذ‭ ‬آلاف‭ ‬السنين‭ ‬وحتى‭ ‬الآن،‭ ‬‏فإن‏‭ ‬االنيروزب‭ ‬يظل‭ ‬عيدا‭ ‬مصريا‭ ‬خالصا‭ ‬وبداية‭ ‬أول‭ ‬أيام‭ ‬االسنة‭ ‬المصرية‭ ‬القديمةب،‭ ‬كما‏‭ ‬‏أنه‏‭ ‬‏يوافق‏‭ ‬‏أعياد ‬‏الشهداء‭ ‬وفقًا‭ل ‬تقويم‭ ‬االكنيسة‭ ‬القبطية،‭ ‬واستخدامه‭ ‬كتقويم‭ ‬كنسي،‭ ‬حيث‭ ‬ارتبط‭ ‬عيد‭ ‬النيروز‭ ‬عند‭ ‬الأقباط‭ ‬والكنيسة‭ ‬القبطية‭ ‬الأرثوذكسية،‭ ‬بعصر‭ ‬الشهداء،‭ ‬وذلك‭ ‬بالتزامن‭ ‬مع‭ ‬عصر‭ ‬الإمبراطور‭ ‬الرومانى‭ ‬دقلديانوس،‭ ‬الذى‭ ‬يعد‭ ‬أقسى‭ ‬عصور‭ ‬الاضطهاد‭ ‬ضد‭ ‬المسيحية،‭ ‬وفى‭ ‬هذا‭ ‬العصر‭ ‬احتفظ‭ ‬المصريون‭ ‬بمواقيت‭ ‬وشهور‭ ‬سنينهم‭ ‬التى‭ ‬يعتمد‭ ‬الفلاح‭ ‬عليها‭ ‬فى‭ ‬الزراعة،‭ ‬مع‭ ‬تغيير‭ ‬عداد‭ ‬السنين‭ ‬وتصفيره‭ ‬وجعله‭ ‬السنة‭ ‬الأولى‭ ‬لحكم‭ ‬دقلديانوس،‭ ‬والذى‭ ‬يوافق‭ ‬عام‭ ‬282‭ ‬ميلادية‭ ‬مقابل‭ ‬العام‭ ‬القبطى‭ ‬الأول‭.‬

وشهور‭ ‬السنة‭ ‬القبطية‭ ‬تبدأ‭ ‬بتوت،‭ ‬ثم‭ ‬بابه،‭ ‬هاتور،‭ ‬كيهك،‭ ‬طوبة،‭ ‬أمشير،‭ ‬برمهات،‭ ‬برمودة،‭ ‬بشنس،‭ ‬بؤونة،‭ ‬أبيب،‭ ‬مسرى،‭ ‬والأصل‭ ‬فى‭ ‬غالبية‭ ‬تلك‭ ‬الأسماء‭ ‬هو‭ ‬أصل‭ ‬فرعونى‭ ‬تم‭ ‬تحويرها‭ ‬قليلا‭ ‬بمرور‭ ‬الوقت،‭ ‬هى‭ ‬أسماء‭ ‬فى‭ ‬الأساس‭ ‬لآلهة‭ ‬عند‭ ‬قدماء‭ ‬المصريين‭ ‬فشهر‭ ‬اتوتب‭ ‬هو‭ ‬فى‭ ‬الأصل‭ ‬اتحوتب‭ ‬اسم‭ ‬إله‭ ‬الحكمة‭ ‬والمعرفة‭ ‬عند‭ ‬الفراعنة،‭ ‬وابابهب‭ ‬هو‭ ‬تحريف‭ ‬لأسم‭ ‬الإله‭ ‬احابىب‭ ‬إله‭ ‬النيل،‭ ‬واهاتورب‭ ‬هو‭ ‬فى‭ ‬الأصل‭ ‬احتحورب‭ ‬إلهة‭ ‬الجمال،‭ ‬وتمثل‭ ‬أهمية‭ ‬شهور‭ ‬هذا‭ ‬التقويم‭ ‬فى‭ ‬ترتيب‭ ‬الاحتفال‭ ‬بالأعياد‭ ‬المسيحية‭ ‬المختلفة،‭ ‬كذلك‭ ‬يستخدمه‭ ‬الفلاحون‭ ‬المصريون‭ ‬فى‭ ‬حياتهم‭ ‬لارتباطه‭ ‬بالزراعة‭ ‬من‭ ‬فيضان‭ ‬النيل‭ ‬وجفافه‭ ‬إلى‭ ‬زراعة‭ ‬المحاصيل‭ ‬وحصاده‭.‬

وترتبط‭ ‬الشهور‭ ‬القبطية‭ ‬بتراث‭ ‬من‭ ‬أشهر‭ ‬الأمثلة‭ ‬الشعبية‭ ‬المصرية‭ ‬التى‭ ‬بشكل‭ ‬أو‭ ‬بآخر‭ ‬تنظم‭ ‬حياة‭ ‬وعمل‭ ‬المصرى‭ ‬خاصة‭ ‬الفلاح،‭ ‬ويقول‭ ‬الدكتور‭ ‬عادل‭ ‬سالم،‭ ‬المهتم‭ ‬بالتراث‭ ‬الشعبي،‭ ‬إنه‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬يقال‭ ‬عن‭ ‬شهر‭ ‬اتوتب‭ (‬إروى‭ ‬ولا‭ ‬تفوت‭) ‬أى‭ ‬أن‭ ‬الرى‭ ‬ولو‭ ‬كان‭ ‬كثيراً‭ ‬لا‭ ‬يضر‭ ‬الأرض،‭ ‬وعن‭ ‬شهر‭ ‬ابابهب‭ (‬خش‭ ‬واقفل‭ ‬الدرابة‭) ‬أى‭ ‬أغلق‭ ‬الأبواب‭ ‬والمنافذ‭ ‬جيدا‭ ‬استعدادا‭ ‬للبرد‭ ‬مع‭ ‬قدوم‭ ‬الخريف،‭ ‬وفى‭ ‬هذه‭ ‬المناسبة‭ ‬ولأن‭ ‬الأقباط‭ ‬ربطوا‭ ‬هذا‭ ‬اليوم‭ ‬بالشهداء،‭ ‬فقد‭ ‬اعتادوا‭ ‬تناول‭ ‬البلح‭ ‬الأحمر‭ ‬فى‭ ‬عيد‭ ‬النيروز‭ ‬لأن‭ ‬لونه‭ ‬يرمز‭ ‬إلى‭ ‬دماء‭ ‬الشهداء‭ ‬الذين‭ ‬سقطوا‭ ‬دفاعًا‭ ‬عن‭ ‬المسيحية‭ ‬ومذاقه‭ ‬يشبه‭ ‬جمال‭ ‬الاستقامة‭ ‬والإيمان‭ ‬أما‭ ‬النواة‭ ‬داخله‭ ‬فترمز‭ ‬لصلابة‭ ‬التمسك‭ ‬بالدين‭ ‬حتى‭ ‬الموت،‭ ‬كما‭ ‬يتناول‭ ‬الأقباط‭ ‬أيضًا‭ ‬الجوافة‭ ‬فى‭ ‬عيد‭ ‬السنة‭ ‬القبطية‭  ‬لأنها‭ ‬ناصعة‭ ‬البياض‭ ‬من‭ ‬الداخل‭ ‬رمز‭ ‬لطهارة‭ ‬قلب‭ ‬الشهداء‭ ‬وبها‭ ‬بذور‭ ‬كثيرة‭ ‬كرمز‭ ‬كثرة‭ ‬عددهم،‭ ‬وقد‭ ‬استمرت‭ ‬الحكومة‭ ‬المصرية‭ ‬تتبع‭ ‬هذا‭ ‬التقويم‭ ‬كالتقويم‭ ‬الرسمى‭ ‬للدولة‭ ‬حتى‭ ‬ألغاه‭ ‬الخديو‭ ‬إسماعيل‭ ‬عام‭ ‬1875م‭ ‬وكان‭ ‬يقابلها‭ ‬عام‭ ‬1539‭ ‬للشهداء،‭ ‬واستبدله‭ ‬بالتقويم‭ ‬الميلادى‭ ‬الذى‭ ‬مازال‭ ‬متبعا‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭ ‬كالتقويم‭ ‬الرسمى‭ ‬للدولة‭.‬

المهم،‭ ‬أنه‭ ‬فى‭ ‬تلك‭ ‬الأيام‭ ‬الخمسة‭ ‬المنسية‭ ‬من‭ ‬العام‭ ‬لم‭ ‬يتخل‭ ‬المصريون‭ ‬عن‭ ‬طقوسهم‭ ‬المتوارثة‭ ‬منذ‭ ‬أيام‭ ‬الفراعنة‭ ‬حيث‭ ‬جعلوها‭ ‬أياماً‭ ‬للأعياد‭ ‬وكما‭ ‬يقولتالدكتور‭ ‬أحمد‭ ‬مرسى‭ ‬أستاذ‭ ‬الأدب‭ ‬الشعبى‭ ‬والفولكلور‭ ‬بجامعة‭ ‬القاهرةب‭ ‬من‭ ‬التقاليد‭ ‬الإنسانية‭ ‬التى‭ ‬سنّها‭ ‬المصريون‭ ‬القدماء‭ ‬خلال‭ ‬االأيام‭ ‬المنسيةب‭ ‬أن‭ ‬ينسى‭ ‬الناس‭ ‬خلافاتهم‭ ‬وضغائنهم‭ ‬ومنازعاتهم،‭ ‬فتقام‭ ‬مجالس‭ ‬المصالحات‭ ‬بين‭ ‬المتخاصمين،‭ ‬وتحل‭ ‬المشاكل‭ ‬بالصلح،‭ ‬وكانت‭ ‬تدخل‭ ‬ضمن‭ ‬شرائع‭ ‬العقيدة،‭ ‬حيث‭ ‬يطلب‭ ‬الإله‭ ‬من‭ ‬الناس‭ ‬أن‭ ‬ينسوا‭ ‬ما‭ ‬بينهم‭ ‬من‭ ‬ضغائن‭ ‬فى‭ ‬عيده‭ ‬المقدس،‭ ‬عيد‭ ‬رأس‭ ‬السنة‭ ‬التى‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تبدأ‭ ‬بالصفاء‭ ‬والإخاء‭ ‬بين‭ ‬الناس،‭ ‬كما‭ ‬كانوا‭ ‬يستعدون‭ ‬قبل‭ ‬العيد‭ ‬بصناعة‭ ‬الكعك‭ ‬المزين‭ ‬بالنقوش‭ ‬والطلاسم‭ ‬والتعاويذ‭ ‬الدينية،‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يقضوا‭ ‬أول‭ ‬يوم‭ ‬فى‭ ‬زيارة‭ ‬المقابر‭ ‬حاملين‭ ‬معهم‭ ‬سلال‭ ‬الرحمة‭ ‬اطلعة‭ ‬القرافةب‭ ‬كتعبير‭ ‬عن‭ ‬إحياء‭ ‬ذكرى‭ ‬موتاهم‭ ‬كلما‭ ‬انقضى‭ ‬عام،‭ ‬ورمز‭ ‬لعقيدة‭ ‬الخلود‭ ‬التى‭ ‬آمن‭ ‬بها‭ ‬المصريون‭ ‬القدماء،‭ ‬كما‭ ‬كانوا‭ ‬يقدمون‭ ‬القرابين‭ ‬للآلهة‭ ‬والمعبودات‭ ‬فى‭ ‬نفس‭ ‬اليوم‭ ‬لتحمل‭ ‬نفس‭ ‬المعنى‭.‬

ومن‭ ‬أكلاتهم‭ ‬المفضلة‭ ‬فى‭ ‬عيد‭ ‬رأس‭ ‬السنة‭ ‬ابط‭ ‬الصيدب‭ ‬واالأوزب‭ ‬الذى‭ ‬يشوونه‭ ‬فى‭ ‬المزارع‭ ‬والأسماك‭ ‬المجففة‭ ‬التى‭ ‬كانوا‭ ‬يعدون‭ ‬أنواعاً‭ ‬خاصة‭ ‬منها‭ ‬للعيد،‭ ‬أما‭ ‬مشروباتهم‭ ‬المفضلة‭ ‬فى‭ ‬عيد‭ ‬رأس‭ ‬السنة‭ ‬فكانت‭ ‬اعصير‭ ‬العنبب‭ ‬أو‭ ‬االنبيذ‭ ‬الطازجب‭ ‬حيث‭ ‬كانت‭ ‬أعياد‭ ‬العصير‭ ‬تتفق‭ ‬مع‭ ‬أعياد‭ ‬رأس‭ ‬السنة‭ ‬،‭ ‬ومن‭ ‬العادات‭ ‬التى‭ ‬كانت‭ ‬متبعة‭ - ‬خاصة‭ ‬فى‭ ‬الدولة‭ ‬الحديثة‭- ‬الاحتفال‭ ‬بعقد‭ ‬القران‭ ‬مع‭ ‬الاحتفال‭ ‬بعيد‭ ‬رأس‭ ‬السنة‭ ‬حتى‭ ‬تكون‭ ‬بداية‭ ‬العام‭ ‬بداية‭ ‬حياة‭ ‬زوجية‭ ‬سعيدة‭.‬