• بطولة المعارضة اليوم في أن تنتصر لكلمة الحق مهما كان قائلها مكروها شعبيا • معارضة الرئيس أو المسئولين لم تعد صعبة. بعد ثورتين صار الجزء الصعب في المعارضة موجودا في أماكن أخري. الشقاء الحقيقي والجرأة الحقيقية اليوم في معارضة الشعب، وتكسير الأصنام التي يصنعها الشعب، ومحاربة التقديس بكل أنواعه،تحطيم الأصنام يجب أن يكون أحد اهم أهداف المعارضة الجديدة وهو بالمناسبة أمر يدعم صحة المجتمع. الشقاء في معارضة مُلاك المنصات الإعلامية والتقاطع مع مصالحهم وهو أمر بات يترتب عليه تنكيلا بالقول أحيانا وفي أكل العيش أحيانا أخري. بطولة المعارضة اليوم في أن تمتلك الجرأة علي أن تعطي كل ذي حق حقه، مهما كان هذا الشخص مرفوضا شعبيا، ومهما كان فريسة سهلة لمعاول الهدم، المعارضة الحقيقية أن تقاوم تيار الهدم مادمت تري هذا الشخص علي حق،ولا تشارك في هدمه مجاملة للتيار العام. معارضة الهدم العشوائي الذي يجري الآن صار بطولة مهجورة. بطولة المعارضة اليوم في أن تضع كل شخص في حجمه الطبيعي، بطولة المعارضة في محاربة تقييم كثيرين المبالغ فيه لشخصية ما،والمبالغة في التقييم هي أولي درجات الضلال العام الذي يقع فيه المجتمع حيث تتحول المبالغة إلي عدوي تنتشر دون أي إعمال للعقل فتتحول أنصاف القوالب إلي مساكن جاهزة. بطولة المعارضة اليوم في أن تنتصر لكلمة الحق مهما كان قائلها مكروها شعبيا، ان تمنح طاقتك وكامل انحيازك للموضوع وللفكرة متحديا المجاميع التي تضع أصابعها في آذانها كلما فتح هذا الشخص فمه، أن تقاوم تيار الرفض وتسبح ضده حتي تلتقط من بين الموج فكرة ربما تكون طوق نجاة أو اتهام ربما يجعلنا نعيد اكتشاف من يقفون بيننا أو معلومة ربما لو وضعناها في حساباتنا بجدية ودون استهزاء لكانت فارقة. بطولة المعارضة الآن في أن تقاتل في سبيل حرية رأي الآخرين مهما كنت مختلفا معهم، أسهل شيء أن تقابل حرية الرأي بالسخرية لشعورك أنك في مركز قوي وأن صاحب هذا الرأي ضعيف ومكروه وغير مؤثر، لأنه بمرور الوقت ستتغير الأماكن. انتهي زمن ان تعارض الدولة فتشعر أنك مقاتل، القتال الحقيقي اليوم في أن تكسر بعض الممارسات الفكرية للشعب حاليا قبل أن تتحول إلي ثوابت، وأن تقف في وجه من ينافق الجماهير في الوقت نفسه.