بدون أقنعة

يا عمداء الكليات.. انتبهوا

مؤمن خليفة
مؤمن خليفة

وقفت الطالبة التى تخرجت هذا العام من إحدى الكليات أمام موظفة شئون الطلبة بالكلية تطلب شهادة لتقديمها إلى كلية عسكرية .. الموظفة المسئولة طلبت منها دفع الرسوم المقررة لإعداد الشهادة وتبقى الحصول على توقيع العميدة أو من ينوب عنها.. صعدت الطالبة لمكتب العميدة فقيل لها إنها غير موجودة ولم تأت لمكتبها وكذلك الوكيلة المفوضة بالتوقيع .. وطلبوا منها الحضور فى اليوم التالى «الأربعاء» وتكرر نفس المشهد فى ذلك اليوم ثم اليوم الذى تلاه لنفس السبب.. تأخرت الشهادة 6 أيام كاملة حتى حصلت عليها بعد أن انهارت فى البكاء الشديد وتأخرت فى الاختبارات .. هذا المشهد الحقيقى عشته بنفسى ويحدث فى معظم كليات جامعاتنا رغم أن لكل كلية ثلاثة وكلاء أو وكيلات لشئون الطلاب ولشئون الدراسات العليا ولشئون خدمة المجتمع .

أعلم أن الإجراءات الاحترازية لمواجهة كورونا جزء من هذه المشكلة فى الوقت الحالى وقد لا يحضر العميد فى بعض الأيام لكن فى هذه الأيام تحديدا يحتاج الطلاب إلى التواجد فى كلياتهم لاستخراج شهادات التخرج والحصول على توقيعات العمداء ومن ينوب عنهم أو عنهن.. فى هذه الأيام هناك تقديم للكليات العسكرية أو أكاديمية الشرطة أو متابعة مع مكتب التنسيق أو للدراسة فى الخارج وغيرها مما تفرضه الظروف وتعطيل مصالح الخريج مشكلة عصيبة له حيث إن هناك تسلسلا فى أداء الاختبارات وأى تأخير فى تقديم الأوراق المطلوبة يتسبب فى مشاكل للطالب المتقدم للاختبارات.. مطلوب التسهيل فى استخراج الأوراق خاصة فى الجامعات وأن يتم التفويض لكل الوكلاء للتوقيع لإنهاء هذه الأوراق فى يوم واحد فليس من المنطقى أبدا أن يتم استخراج شهادة فى أسبوع لغياب المسئول أيا كان .. وكذلك ليس من العدل أن يتم حرمان أى خريج من الحصول على شهادة لا تحتاج لأكثر من ساعتين فقط.

نحن الآن نستعد للتحول الرقمى وأن يتم استخراج كافة الأوراق من المنزل مباشرة دون الذهاب إلى دواوين الحكومة عن طريق الإنترنت فهل يمكن أن ننجح فى مسعانا بهذه الطريقة وبهذا الاستهتار؟!

أعتقد أننا يجب أن نغير من أنفسنا وأن تضرب الجامعات المثل والقدوة للمجتمع وأن يتم التعامل بسرعة مع مصالح الطلاب والخريجين وأن نقدم لشبابنا نموذجا إيجابيا حتى يثق بنا ويحب بلده فينتج ويعمل بجد ويسعى للبناء والتنمية .. هذه الطالبة التى يتهدد مستقبلها لأن السيدة العميدة لم تحضر لمكتبها هى والوكيلة لثلاثة أيام متعاقبة ولم تفوض أحدا غيرها فى التوقيع هل نطلب منها أن تحب وطنها.. هذه الطالبة التى تخرجت فى الجامعة وهى تحلم فى أولى خطواتها العملية أن ترسم مستقبلا يليق بها وتواجه مشكلة تعرف هى وغيرها أنها «بسيطة» لا تحتاج كل هذا الوقت ورغم ذلك خاضت التجربة وتعلمت أن حكمة «الصبر مفتاح الفرج» عبارة ليست صحيحة فى هذه الأيام .. قد يقول أحدكم .. إن تأخير الشهادة 6 أيام لا تعنى مشكلة لطالبها فهناك قضايا أمام المحاكم عمرها سنوات وسنوات قد يتوفى أصحابها وهى ما تزال منظورة. وأنا أقول إن الدولة المصرية تعمل بكل جهدها لمواجهة العدالة البطيئة بالميكنة الكاملة للقضايا لأنها تعلم أهمية الإسراع فى رفع الظلم عن المتقاضين وأصحاب المظالم..

يا عمداء الكليات فى عموم مصر المحروسة.. انتبهوا.. أولادكم فى الجامعات يحتاجون إليكم فى هذه الأيام.. نرجوكم المداومة على التواجد بمكاتبكم ولو لساعات قليلة لإنهاء مصالح الطلاب.