خطوة ويتحقق الحلم.. البنزين والسولار منتجات محلية 100% بحلول 2023

صورة موضوعية
صورة موضوعية

تخطت مصر خلال السنوات السبع الماضية العديد من التحديات التى واجهتها، ونجحت الدولة فى صَون مُقدرات الشعب وترسيخ الاستقرار الأمنى والمُجتمعى فى جميع أنحاء الجمهورية بإرادة سياسية صلبة وتكاتف شعبى كبير.. نفذنا برنامجاً شاملاً للإصلاح الاقتصادى والاجتماعى، أسفرعن نتائج إيجابية على صعيد رفع معدلات النمو وخفض عجز الموازنة وكذلك تراجع مُعدلات البطالة والحد من التضخم، وزيادة الاحتياطى النقدى الأجنبى.. وبإدارة محترفة استطاع قطاع البترول أن يحقق نتائج أعمال متميزة فيما يخص تطوير مصافى التكرير وزيادة طاقتها الإنتاجية وتدشين مشروعات جديدة؛ سعيا نحو تحقيق حلم الاكتفاء الذاتى من البنزين والسولار وتوفير فاتورة الاستيراد.

7 مشروعات جديدة فى مجال مصافى التكرير ومجمعات تصنيع البترول تم تشغيها خلال الفترة الماضية باستثمارات أكثر من 5 مليارات دولار بهدف زيادة كميات السولار والبوتاجاز والبنزين لتغطية احتياجات البلاد وتقليل الاستيراد، ومن أهمها مشروع توسعات مصفاة أنربك بالإسكندرية، وافتتحه الرئيس السيسى فى أغسطس 2020، إضافة إلى مصفاة الشركة المصرية للتكرير بمسطرد، وافتتحه الرئيس فى سبتمبر 2020.. وعلى طريق الاكتفاء الذاتى من المنتجات البترولية -سولار وبنزين- يجرى حالياً تنفيذ عدد من المشروعات بهدف الاكتفاء محليا خلال عام 2023 وباستثمارات نحو 14 مليار دولار، وأهمها توسعات مصفاة تكرير ميدور بالإسكندرية، مجمع انتاج السولار بشركة أسيوط الوطنية لتصنيع البترول، توسعات شركة السويس لتصنيع البترول، مجمع البحر الأحمر للتكرير والبتروكيماويات.

«الأخبار» داخل وحدة التحكم المركزية بشركة القاهرة للتكرير

على مساحة 240 ألف متر مربع وضمن المنطقة الجغرافية البترولية بمسطرد، تقع شركة القاهرة لتكرير البترول، قطاع عام مملوكة بالكامل للهيئة المصرية العامة للبترول، «الأخبار» قامت بجولة ميدانية داخل الشركة تفقدت خلالها سير العمل والوحدات الانتاجية.. 4200 مهندس وفنى وعامل هى إجمالى القوى البشرية فى شركة القاهرة عملاق التكرير فى مصر والتى تنتج نحو ربع الطاقة التكريرية على مستوى الجمهورية، السولار، البنزين بأنواعه، وقود الطيران، وقود الدبابات-حصري- والمازوت، كل ذلك منتجات رئيسية للشركة.

مجرد أن تطأ قدمك المنطقة الجغرافية بمسطرد، إجراءات الأمن والسلامة والصحة المهنية تطبق بكل تفاصيلها، لا مجال لعشوائية ولن تجد فى طريقك جالس بلا عمل ولا «واقف» ينتظر، الجميع يعمل وكل فى موقعه باستثناء وقت الراحة وتناول الغداء.

مراحل طويلة وقد تبدو معقدة نسبيا لغير المتخصص وتحمل عملا شاقا ودقيقا لعمليات تكرير الزيت الخام حتى يصل المستهلك فى شكله النهائى بنزين أو سولار وغيرها من منتجات.. من داخل وحدة التحكم المركزية بمعمل مسطرد، تفاجأ بلوحات إرشادية تحذر العاملين من استخدام الهاتف المحمول، وترى مهندسين متخصصين كلا لا ينظر سوى فى شاشة كمبيوتر أمامه لا يلتفت لمن هم حوله، التركيز على عمله أكبر فالمسئولية كبيرة ولا مجال للخطأ.

المهندس وائل رزق، مدير عام التقطير بالشركة، شعلة نشاط وعلى دراية كاملة بتفاصيل العمل ويمتلك خبرة تمكنه من التعامل بحرفية كبيرة مع أى طارئ ويدير منظومة عمل بحرفية شديدة، حدثنا «رزق» عن مراحل الانتاج بالمعمل الضخم، بداية من استخراج الزيت الخام من الآبار وحتى وصوله المعمل وبدء تدفيعه للتنكات الخاصة ثم أخذ العينات المطلوبة وتحليلها ليكون جاهزا للدخول وتغذية الوحدات وصولا للتخزين الآمن للمنتجات ووسط هذه العمليات يراعى ترشيد الطاقة وفصل مياه وأملاح وغيرها من عمليات فنية دقيقة ومتشابكة، للخروج بمنتجات البنزين والسولار والبوتاجاز وقود الطائرات والدبابات إضافة إلى المازوت الذى يعد التغذية الرئيسية للشركة المصرية للتكرير.

وعن الطاقة التكريرية اليومية للمعمل، قال رزق إنها فى حدود 8 ملايين طن سنويا بنحو 22 ألف طن يوميا.. هنا تدخل فى الحوار المهندس هشام عبد الحميد، رئيس شركة القاهرة لتكرير البترول، والذى لم يتركنا لحظة خلال جولتنا بأرض الشركة ووحداتها الإنتاجية والورش، ووحدة التحكم؛ وقال: الشركة تعمل على مدار الساعة سواء فى معملى طنطا أو مسطرد، 1200عامل فى طنطا و3000 بمسطرد منهم الفنى والإدارى، والطاقة الانتاجية فى المعملين 8.2 مليون طن سنويا.

المهندس وائل رزق تابع حديثه قائلا: نراعى فى التشغيل المتابعة المستمرة طوال الوقت والتشغيل الآمن للمعدات ومتابعتها وعمل صيانة وقائية مستمرة وتأمين العنصر البشرى والأمن الصناعى وتأمين المعدات وهذا أساس كفاءة التشغيل وبعد ذلك مسألة ترشيد الطاقة وهذه إحدى مهام غرفة التحكم.

تدخل رئيس الشركة مرة أخرى، وأشار إلى الأهمية الكبيرة التى يوليها المهندس طارق الملا وزير البترول والثروة المعدنية، حول تشديد إجراءات الأمن الصناعى والسلامة والصحة المهنية والبيئة، وأشار إلى أن اختيار موقع غرفة التحكم جاء بعناية فائقة ومراعاة لمواصفات السلامة حتى أبوابها مضادة للانفجار والكنترول يتحكم فى وحدات التقطير الأربعة، فضلا عن الاتصال المباشر بين الغرفة والفنيين بنظام خاص ولهذا يمنع استخدام الموبايل لمراقبة المعدات وتشغيلها وتنفيذ تعليمات الغرفة لضبط ظروف التشغيل ومراجعة العينات بالمعمل لضبط المواصفات.

وحول كفاءة العنصر البشرى بغرفة التحكم، قال المهندس وائل رزق، إن العاملين المتواجدين هم «مخ الوحدة»، وأكد أنه لا يدخل وحدة التحكم إلا من يمتلك خبرة كبيرة نحو 10 سنوات خارجها -أى بين عمليات التشغيل المختلفة بالشركة- حتى يدير العمل مع رئيس الوردية بكفاءة فضلا عن إعدادهم جيدا بالدورات التدريبية والإطلاع على أى تكنولوجيا جديدة.

بينما يضيف المهندس وسام عبداللطيف، نظم حاسب آلي، قائلا: نعمل بنظم تشغيل عالمية وكل وحدة مسئول عنها مهندس الى جانب رئيس الوردية والحمد لله نحن سابقين الشركات كلها فى موضوع ترشيد الطاقة وشهدت به وزارة البترول، وعملنا مع الوكالة اليابانية للتعاون الدولى والجميع أثنى على ضبط ظروف التشغيل والأرقام التى حققناها فى موضوع ترشيد الطاقة، إضافة إلى أننا من أوائل الشركات التى ربطت جهاز رصد الانبعاثات مع جهاز شؤون البيئة بل ومساعدة شركات بترول أخرى فى هذا الشأن.

ويتابع : 24 ساعة عمل مستمر بوحدات التقطير، على ورديتين، ينتهى دور شركة القاهرة بتوصيل المنتجات للمستودعات بالمواصفات القياسية، منظومة عمل متكاملة حتى يصل البنزين للمستهلك تبدأ من استلام الزيت الخام من شركة الأنابيب مرورا بعملية التكرير بمراحلها والتدفيع مرة أخرى لشركة الأنابيب والتى تقوم بتوزيع المنتجات إلى مناطق الاستهلاك.