بره الكادر

ناصر والعودة لأفريقيا

إبراهيم مصطفى
إبراهيم مصطفى

منذ بداية عهد مصر الجديدة التى نعيشها الآن، كان الإدراك لأهمية استعادة أفريقيا لمصر واستعادة مصر لأفريقيا واضحاً، بتحركات نشطة وملحوظة للرئيس عبدالفتاح السيسى وأجهزة الدولة، لكن انعكاس ذلك فى العمل الشعبى والأهلى لم يكن بالقدر المطلوب، وإن كانت هناك نقطة نور لابد من الإشادة بها.. «منحة ناصر للقيادة الدولية» التى أطلقت بإشراف من وزارة الشباب والرياضة، تمثل تجسيداً عملياً لمحاولة خلق روابط بين الشعوب الأفريقية ومصر.
المبادرة التى أطلقت عام 2019 تعمل على استضافة القيادات الشابة الأفريقية فى مصر وتنمية مهاراتهم، وامتدت لاحقاً لتشمل شباب الدول النامية فى آسيا وأمريكا اللاتينية، وانبثقت عنها حركة شبابية دولية تحمل نفس الاسم «ناصر»، تحمل أفكار التنمية والتحرر التى طالما نادت مصر بها.
أحسن القائمون على المبادرة حين اختاروا لها اسم «ناصر» الذى ترتكن إليه مصر طوال 50 عاماً، بعدما أصبح «ماركة مسجلة» لحركات التحرر ارتبطت بها شعوب العالم النامي، حتى وإن أهملت مصر فى عهود لاحقة الاهتمام بترويج قيمة ذلك الاسم الذى يعد قوة مصرية ناعمة لا يمكن الاستغناء عنها.
خلال أقل من عامين على إطلاق المبادرة بدأت تظهر ثمارها، رأينا «دانيال أوبال» الأوغندى سفيراً لدولته فى جنيف، و«ريم مأمون» مذيعة الأخبار الرئيسية فى تليفزيون السودان، وغيرهم الكثير، وهؤلاء قطعاً ستكون معالجتهم لكل ما يتعلق بمصر مختلفة، وبالتأكيد سيكون العائد لمصر ملموساً فى سنوات مقبلة، مع زيادة خريجى المنحة وتوليهم مناصب فى بلادهم، فى تكرار لما شهدناه قبل عقود حين كان كبار المسئولين فى الدول النامية من خريجى الجامعات المصرية.
المنحة وإن كانت وزارة الشباب والرياضة وراءها لكنها تشجع الجهات الأهلية والشعبية على القيام بدورها فى التفاعل مع الشعوب الأفريقية.
وإن كان تأهيل الشباب الأفريقى بمصر مهماً، فان الأهم تعريف شبابنا بقارته وزيادة اهتمامهم بها، فمن يقف وراء منحة ناصر هو «حسن غزالي» شاب مصرى مهموم بقضايا قارته ويشارك بفعالية فى نشاطاتها، وتم اختياره نائب رئيس اتحاد الشباب الأفريقي، ونحن فى مصر نحتاج الكثير من «حسن» فى كافة المحافل الأفريقية، ، والجيل الحالى عليه مهمة تعويض عقود الانسحاب من القارة.