إنها مصر

استعادة الكبرياء

كرم جبر
كرم جبر

تحمل هذا الوطن الصابر سخافات وحماقات لا يتحملها أحد، من نشطاء الداخل، الذين أضمروا الكيد لبلدهم، ومن جماعة الشر فى الخارج، التى راهنت على استمرارها، حتى لو كان فوق الأنقاض.
هل تذكرون كيف كان الواقع العربي؟ كل يبكى على ليلاه، وليل العرب مظلم ودموي، بفعل انفجار شظايا الإرهاب هنا وهناك، وفى القلب مصر، التى امتدت إليها معظم السهام.
وإقليمياً، وقعت المنطقة بين فكى الكماشة، تركيا فى الشمال الغربي، وإيران شرقاً، وكلاهما تراوده أحلام الفرس والخلافة ، والانقضاض على الشرق الجريح، وفى قلبه مصر.
ودولياً، أوباما وكلينتون وحلفاء الإخوان، يخططون لقيام خلافة إخوانية، عربونها الخيانة والتفريط والتنازل عن جزء عزيز من الأراضى المصرية، لصالح "سلام الأشقياء ".
كان أشد المتفائلين لا يتوقع كسر الحصار، والتغلب على التحديات، وكان "أولياء أمور المنطقة " يخططون لجلوس قادم جديد، على عربة القيادة فى المنطقة، التى أصبحت شاغرة بإزاحة مصر.
كانت مصر بالفعل منسحبة فى محيطها العربى والإقليمى والدولي، وتعانى جراحاً ساخنة فى الداخل، أثرت على دورها فى الخارج، وتصور المتربصون أن الوقوع لن يعقبه وقوف وصمود.
كانت النغمة السائدة بعد 2011 "فين دور مصر"؟.. ولم يأخذ السؤال شكل التحليل والدراسة، وإنما الاستخفاف والشماتة، وكأن كثير من الدول والقوى والتيارات، كانت تنتظر على أحر من الجمر، الانهيار والتراجع.
وكانت يد الله فوق أيديهم، عندما تولى زمام الأمور فى البلاد زعيم وطني، عزَّ عليه أن يسلبوا وطناً عظيماً مكانته وأمجاده، وانطلق فى سباق مع الزمن، لاستعادة المكانة والدور.
الأدوار لا تكتسب بالكلام، والمكانة لا تعود بالشعارات، وإنما برفع هامة البلاد وقامتها، وبث روح العزيمة والإصرار فى مواطنيها، والتشييد والبناء والتعمير، وكلما بُنيت طوبة، استردت البلاد متراً.
ولأن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا، كان الجزاء والثواب.
الحفاظ على مصر معناه أن نصونها قولاً وفعلاً، وندرك أن الخطر الذى عشناه منذ سنوات لا يزال مستمراً، وقوى الشر ما زالت تريد النيل منها والانتقام من شعبها.
البعض يخبئ معاول الهدم فى طيات ملابسه وتحت جلده وفى كلمات فمه، ويعز عليهم وقوف الدولة بعد أن كادت تسقط، وفى سقوطها - لا قدر الله - تتحقق مصالحهم.
هوية الوطن هى السياج القوى الذى يحمينا، فى الانتصارات والانكسارات، وقوة البلاد تكمن فى الحفاظ على ثوابتها وعدم التفريط فيها، وأهمها، عدم بث الفتن بين المصريين.