منطقة وعظ دمياط

الخير قد يكمن في الشر

أسماء أحمد عوض
أسماء أحمد عوض

حينما نتدبر آيات الذكر الحكيم نراها تبعث لنا برسائل عدة، وترسم لنا منهجًا وصراطًا مستقيمًا نسير عليه، ومن ذلك قصة سيدنا موسى مع الخضر المذكورة بسورة الكهف، فالمتدبر فيها يجدها ترسل لنا برسالة أملٍ، فالحوت الذى كان غذاءً لسيدنا موسى وغلامه تركهما واتخذ سبيله فى البحر سربًا، فالذى ينظر للأمر للوهلة الأولى يظنه شرًا؛ فسيدنا موسى والغلام بلغ بهما التعب والجوع مبلغه والطعام ذهب فى البحر وهذا أمر عجيب من الله تعالى، لكن هذا الأمر الذى يظنه الناظر شرًا هو خير؛ لأنه دليل على الوجهة الصحيحة لسيدنا موسى فهنا سيقابل الخضر.


ليس هذا فقط فعند التوقف عند أمر خرق السفينة سنجد أنه أمر عظيم؛ هل يُقابل الإحسان بالإساءة؟!
هذا كان رد سيدنا موسى فهو ظن الأمر فى البداية شرا، لكنه علم فى النهاية أنه خير؛ فخرق السفينة كان لحمايتها من الاستيلاء عليها من الملك الظالم.


فعند التوقف على هذه الرسائل نجد أن الله عز وجل يغرس فى نفوسنا خلق عظيم وهو حسن الظن به، فالله عز وجل يريد أن يخبرنا بأن الخير قد يولد من رحم ما نظنه شرًا، فكم واحد منا تمنى بالأمس أمرًا ودعا الله بتحقيقه، ولم يستجب الله له، هنا ينقسم الناس لقسمين: البعض يرضى بما قسم الله، والبعض يسخط ويجزع ويكرر دائمًا لماذا لم يستجب الله لى ؟ ومع مرور الأيام يتيقن الإنسان بأن ما أراده بشدة كان شرًا له، وأن الله لم يستجب لأنه علام الغيوب يعلم ما هو خيرٌ لنا ويعلم ما هو شر.


 فعلينا أن نحسن الظن بالله عز وجل، ولنقابل الأمور برضا وتسليم لإرادة الله فالخير قد يكمن فى الشر، فقد قال تعالى: «فَعَسَى أَن تَكْرَ‌هُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللهُ فِيهِ خَيْرً‌ا كَثِيرً‌ا» (النساء، الآية:19).