الصيف موسم رزق | الآيس كريم.. سلاحك لإطفاء النار!

اقبال الأطفال على الايس كريم
اقبال الأطفال على الايس كريم

يصنع الآيس كريم حالة من المتعة والسعادة والانتعاش لكل من يتذوقه، تجعل الكبار والصغار ينتظرون قدوم فصل الصيف للتمتع بمذاق نكهاته العديدة، وكلما اشتدت حرارة الجو زادت «الطوابير» أمام المحلات التى تبيعه لإطفاء «نار الجو» وترطيب حرارة الجسم.. تجولت عدسة «آخر ساعة» وسط محلات الآيس كريم لترصد مدى الإقبال عليها هذا الصيف وما تقدمه من نكهات جديدة لجذب الزبائن.

 

يقول أحد البائعين إن محلات الآيس كريم تشهد إقبالاً غير مسبوق هذا العام، وذلك بسبب ارتفاع حرارة الجو بشكل زائد هذا العام، ما جعل المواطنين يهرعون إلى المثلجات التى ترطب أجسامهم، خاصة بعد قيام أصحاب المحلات بالتفنن فى تقديم أنواع ونكهات مختلفة من الآيس كريم، فبجانب الأطعمة الرئيسية التى تتمثل فى الحليب والشوكولاته والفراولة والمانجو، أصبحت تتوافر الآن نكهة الموكا والفستق والبندق ومستكة وقهوة والتوفى والليمون، وبالطبع «كله بحسابه»، فسعر «البولة» الواحدة يتراوح بين 40 و50 جنيها، خصوصاً النكهات المميزة التى تتوافر فى محلات محددة.

 

فى المقابل، يؤكد بعض المواطنين أن تسويق الآيس كريم أصبح فناً جديداً يتبعه البعض، فقد قامت بعض الشركات بتوصيل عبوات كاملة من الآيس كريم إلى محطات بالشوارع الرئيسية مستعينة بوسائل التواصل الاجتماعى التى توضح من خلالها للمواطنين خط سير السيارة ومكان تواجدها بالساعة والدقيقة، لترى طوابير فى انتظارها يوميا، وذلك أيضاً لانخفاض السعر بشكل ملحوظ عن باقى المحلات، ففى حين تبيع المحلات «بولة» الآيس كريم الواحدة بـ40 جنيها تقريباً، تبيع هذه الشركات «جالون» 3 لتر من الآيس كريم بـ50 جنيهاً فقط. 

 


وأوضحت الدكتورة مى مجدي، صيدلانية وأخصائية تغذية، أن الآيس كريم من الأطعمة منخفضة السعرات الحرارية وبالتالى لا يتسبب فى زيادة الوزن، كما أنه يُصنع من حليب وفاكهة طبيعية، التى يكون لها فائدة صحية كإمداد الجسم بالكالسيوم والبروتين والكربوهيدرات، فضلا عن أنه يلعب دورا هاما فى التخلص من التوتر والقلق ويعطى إحساساً بالانتعاش والسعادة الحقيقية التى يبحث عنها الكثيرون.

 

اقرأ أيضا: الصيف موسم الرزق| «المياه المعبـأة».. صـناعـة صيفيـة بإمتياز


آيس كريم متجول
أما بائع الآيس كريم المتجول فيرتبط بذكريات جميلة لدى الكثيرين فى الريف والمناطق الشعبية، ولايزال موجوداً فى بعض الأماكن، ويحظى بنفس الاهتمام خصوصاً من جانب الأطفال، وربما يكون عم «شندويلي» من القلائل الذين يشعرون بالسعادة كلما ارتفعت درجة الحرارة، ذلك لأن الرجل ببساطة بائع آيس كريم متجول، كلما اشتد الحرّ تزاحم عليه الناس، واشتروا منه، وعاد فى نهاية اليوم إلى أسرته بربح وفير.


60 عامًا هى عمر الرجل الصعيدى الذى قَدِم من مركز «أبوتيج» بمحافظة أسيوط، ليستقر فى القاهرة مع شقيقيه قبل أربعين عاما، بدأها كبائع للتين الشوكى والنبق والترمس، وأكواز الذرة، والدوم، قبل أن يتخصص فى بيع الآيس كريم وتصبح مهنته الوحيدة التى يمارسها كلما جاء الصيف. 


بصوت قوى وبنية ضعيفة وابتسامة مشرقة ينادى عم «شندويلي» على بضاعته، فى الوقت الذى ينتظره الأطفال فى الأحياء الشعبية، ويلتفون حوله من أجل الحصول على الآيس كريم اللذيذ الذى يلطف من درجة الحرارة ويمنحهم إحساسا بالفرحة. 


يقول شندويلي: «كان والدى يعمل جزارا فى الصعيد، لكننا كنا سبعة إخوة فقررت مع اثنين منهم التمرد على المهنة، والمجيء إلى القاهرة لنبدأ مشوارنا، كنا نستأجر العربات الخشب فى البداية ونقيم فى شقة إيجار تنشع بالرطوبة فى الشتاء، والحمد لله أصبح لدينا الآن «بيت ملك» بعد أن أكرمنا الله بشراء قطعة أرض وبنائها وتشييد عمارة  صغيرة فى منطقة السبعين فدان بالمقطم ليحصل كلٌ منا على شقة بمفرده».


ويتابع: عربة الآيس كريم التى تشاهدينها أمامك هى التى صرفت على ثلاثة أبناء تخرجوا فى الجامعة وأصبح لكلٍ منهم وظيفة محترمة، وحين حاولوا أن يقنعونى بالجلوس فى البيت، رفضت، قلت لهم «لو قعدت فى البيت أموت»، وعربية الآيس كريم وش الخير علينا، فلماذا أتركها؟
وحول عملية صناعة الآيس كريم قال عم شندويلي: أقوم بشراء المكونات من تاجر جملة، وهذا التاجر يقوم بخلطها بالماكينة، بينما أستلم منه الجيلاتى جاهزا، ولكنى استطعت بمساعدة إخوتى  شراء ماكينة خاصة بنا، لأننا جميعاً نعمل فى بيع الآيس كريم. 


ولكن ماذا تعمل فى الشتاء؟.. سألت عم مختار وأجاب: العربة لا تتغير ولكن النشاط، فى الشتاء أبيع البطاطا المشوية للتلاميذ أمام المدارس والموظفين أمام المصالح الحكومية.

 

اقرأ أيضا: التغذية السليمة في الصيف.. الطريقة المثلى لمواجهة موجات الحر