حكايات| ملوك «المراتب البلدي».. عماد منجد بالمنيا «على الأصل دور»

 ملوك «المراتب البلدي».. عماد منجد بالمنيا «على الأصل دور»
ملوك «المراتب البلدي».. عماد منجد بالمنيا «على الأصل دور»

التنجيد البلدي واحد من المهن الحرفية التي باتت أقرب للتراث، وتتطلب مهارة عالية وحرفية متقنة في صناعتها، ويصارع القائمون عليها الزمن للحفاظ عليها من الاندثار.

 

تعتمد مهنة المنجد في صناعتها على العمل اليدوي والمهارة اليدوية، ولا تحتاج معدات كثيرة ولا ماكينات كهربائية ولكن كل محتاجه هي إبرة وخيط، ولهذه المهنة «صنايعية» متخصصون في هذا المجال على رأسهم الأسطى عماد، الذي لم يدخر جهده وحياته في تصنيع مرتبة القطن البلدي. 

 

ويحكي: «بدأت العمل في المهنة منذ العاشرة من عمري، وأتقنتها تماما وأنا في سن الـ15 عاما، وورثتها عن أبي وجدي منذ أكثر من سبعين عاما ونعرف داخل قريتنا ببيت المنجد وفهمت من الأجداد سر المهنة حتى أصبحت أشهر منجد بالمحافظة وأصبحت مصدر رزقي الوحيد وليس لدي أي عمل غيره». 

 

 

في أحد شوارع قرية ابشادات جلس عماد أمام أحد المنازل خلال احتفالهم بحفل زفاف نجلهم وهو أحد أفراد أسرته التي عملت بالمهنة منذ عشرات السنوات، واستطاعت بأسلوبها الراقي وابتسامة وجوههم البشوشة في اكتسبهم العديد من العملاء حتى انتشرت سمعتهم داخل وخارج المحافظة. 

 

«المهنة دي ورثتها أبا عن جد وعمري ما قدر اشتغل غير فيها لغاية آخر يوم في عمري».. بهذه الكلمات العفوية بدأ الأسطى عماد (46 عاما) ابن قرية بني خالد التابعة لمركز ملوي حديثه.

 

اقرأ أيضًا| كريم الفيشاوي.. «بيزنس» الحفر على الخشب بمنشار آركت

 

يقول عماد: «لدي ثلاث أبناء منهم ولد يعمل معي منذ طفولته وبنتين بالتعليم.. أنا راضي ومرتاح في مهنتي وعايشينا والحمدلله بنصرف منها أنا وأسرتي البسيطة.. أنا مش طمعان اشتري عمارة كل همي إني أشوف أولادي مرتاحين وأحسن مني». 

 

ويروي الأسطى عماد: «مهنة التنجيد سهلة جدا بس تحتاج للي دماغه شغاله عشان يلقطها بسرعة وطبعا صناعة المراتب القطن لها مراحل أولاً أقوم بشراء القطن لزبون على حسب رغبته لأن القطن أنواع وخامات وكل حاجة لها سعر».

 

 

ويمضي في حديثه: «قنطار القطن أصبح بـ2300 جنيه لكن الكثير من ناس يدرك قيمة التنجيد القطن البلدي لأن المراتب الإسفنج لا تدوم، وتعرض السوست الموجودة بها للتلف، وتظل المرتبة القطن هي الأصل والباقي تقليد». 
أما أندورا عماد (15 عامًا) ابن المعلم عماد فيقول: «أعمل مع والدي في مهنة التجنيد منذ 5 سنوات وتعلمت المهنة بإتقان وبكون فخر بين أصدقائي كوني صنايعي وأهم ما يميز المهنة إنك تكون رحال كل يوم في بلد شكل.. الحمدلله أنا شغلي لا يمنعني من دراستي بس بحاول أساعد والدي على أعباء الحياة المعيشية».