«نجوم كونية» مضيئة داخل كهوف غابة بدائية لم يمسها البشر تصدم العلماء

مجرات الفضاء
مجرات الفضاء

تنتشر مجموعة كهوف في بعض مناطق غابات المسيسيبي التي لم يمسها البشر حتى الآن، حيث ما زالت الأشجار الطويلة والكثيفة والقديمة تخفي بين أغصانها الخضراء الكثير من الأسرار والمشاهد الغريبة.

 

يؤكد الباحث المتخصص في علم الأحياء، سلابي ماكافري، أنه يوجد شرق المسيسيبي "آخر غابة بدائية في العالم"، أي أن هذه الغابات "لم يمسها الفأس ولم تصلها النار مطلقًا، هي عبارة عن تجمع أشجار خشبية قديمة جدا "يكاد يكون من المستحيل الوصول إلى إليها بأي نوع من الآلات للزراعة.

 

 يعتبر المناخ الرطب فيها مثاليا لتوالدها واستمرارها، حيث شيدت الأشجار لنفسها واد عميق أبقاها على قيد الحياة إلى اليوم.

 

تختبئ في هذه الغابات مخلوقات فريدة جدا ونادرة تبدو للوهلة الأولى من "عالم الخيال"، حيث تنتشر هذه الكائنات في الكهوف المظلمة البدائية التي ما زالت بعيدة عن أي مؤثرات خارجية من صنع البشر.

 

 

دخل مجموعة من فرق البحث والاستكشاف أحد الكهوف الغامضة التي يخفيها هذا الوادي البدائي الغريب، حيث استخدم الفريق الأنوار الساطعة والكاشفة خلال جولتهم داخل هذا العالم الغريب، لكنهم صدموا بمشاهدة سحابة نجوم كونية رائعة أعلى رؤوسهم عند قيامهم بإطفاء المصابيح، حيث شكلت مجموعات من المخلوقات النادرة المضيئة مشهدا مشابها لمجرات الفضاء.

 

شكلت مجموعات كبيرة من سراج الليل أو (Glowworm) عبر تكاثرها في هذه الأماكن البدائية من آلاف السنين كونها الخاص وعالمها الخاص الغريب داخل الكهوف والوديان المظلمة من الغابة البدائية.

 

وبحسب "nationalgeographic" تقوم حشرات سراج اليل بتنفيذ عروض ضوئية غريبة جدا ومثيرة من منتصف أبريل إلى منتصف مايو م ايار من كل عام عندما تفقس بيوضها، ثم تصل ذروة هذه العروض الضوئية مرة أخرى في منتصف سبتمبر وحتى أكتوبر.

 

ويقول الباحث: "لدينا أكبر عدد من حشرات سراج اليل في العالم"، لأن غطاء شجرة الشوكران الشرقية السميكة المنتشرة في وديان منطقة Dismals Canyon، وهي أحد منتزهات ألباما، توفر الرطوبة العالية والمثالية التي تحتاجها هذه الحشرات للبقاء على قيد الحياة.

 

أشارت دراسة نشرت في عام 2020 بمجلة "Insect Conservation and Diversity"، أن أعداد الديدان المتوهجة أو المضيئة قد انخفضت بنسبة ثلاثة أرباع بين عامي 2001 و2018، وهي نسبة كبيرة جدا ومقلقة، تسببت بها أزمة المناخ والاحترار العالمي، بحسب الأبحاث.

 

وجدت دراسة أخرى نشرتها الجمعية الملكية في يوليو عام 2020 أن التلوث الضوئي الاصطناعي يؤثر على توهج إناث الحشرات،  أي باختصار، عند تعرض هذه الحشرات للضوء الاصطناعي، تقل احتمالية أن تضيء إناث الديدان هذه وتحاول الاختباء.

 

يقول عالم الأحياء البحرية ومؤسس معهد تلوث المياه، الدكتور كاسبر أوم، إن كمية الضوء الاصطناعي في الليل تتزايد في جميع أنحاء العالم، مما يؤثر على سلوك الكائنات الليلية، بما في ذلك "الضيائية الحيوية".

 

ويحدث التلألؤ البيولوجي على نطاق واسع في الفقاريات البحرية واللافقاريات، وكذلك في بعض الفطريات، والمفصليات الأرضية والكائنات الحية الدقيقة بما في ذلك بعض البكتيريا الضيائية الحيوية.

 

ينتج هذا الضوء من تحويل الطاقة الكيميائية إلى طاقة ضوئية حيث تتحول مادة" اللوسيفرين" بعد اتحادها مع الأكسجين لتكون مادة "الأوكسي لوسفرين" المضيئة.

 

ويقوم بهذا التفاعل إنزيم "اللوسيفراز" الذي يرتبط بمصدر الطاقة في الخلايا الحية  (ثلاثي فوسفات الأدينوسين).

 

 

 https://youtu.be/QjqGlLVIAtg