إيران.. تعاون محفوف بخطر التصادم مع طالبان

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

رغم ترحيب إيران رسمياً بسيطرة حركة طالبان على  السلطة فى أفغانستان، إلا أن هناك مخاوف ايرانية من زعزعة الاستقرار على حدودها الشرقية. . ومع أن الحكومة الإيرانية «ترى فى التطورات الأخيرة، فرصة لزيادة نفوذها المحلى من جهة، وتسجيل نقاط ضد الولايات المتحدة من جهة أخرى، لكنها فى الوقت ذاته تُدرك أن المرحلة المقبلة قد تحمل تهديداً مباشراً لمصالحها، ولا سيما المخاطر المحتملة على حلفائها من الأقلية الشيعية فى أفغانستان أو فى حالة حدوث حرب أهلية هناك.  

التصور العام بين السياسيين فى إيران، أن أفغانستان مُقبلة على تشكيل حكومة وفاق وطني، بحيث تظهر طالبان بشكل مختلف عن المعروف عنها من قبل، وفى الوقت نفسه هناك تفاؤل بأن تكون  طالبان الحليف الذى يتمناه الإيرانيون، وسعوا لدعمه لسنين ضد الأمريكيين فى أفغانستان. إيران وطالبان كانتا حليفتين لسنوات وقد يستمر هذا التعاون، حيث تعددت زيارات وفود طالبان إلى طهران بشكل مكثف منذ ديسمبر الماضى وسبق أن امتدح المرشد الأعلى علانية طالبان.

الفروق المذهبية،  بين طالبان السنية ونظام الفقيه الشيعي، ليست كافية للاستنتاج بحدوث صراع بين الجارتين فقد اعتمدت طالبان على دعم إيران فى السنوات التى أعقبت إخراجها من الحكم بعد هجمات الحادى عشر من سبتمبر 2001 ضد الولايات المتحدة.

قدمت إيران الدعم العسكرى للحركة، وفتحت حدودها للفارين من قيادات القاعدة إلا أنه وعلى غرار بقية دول الإقليم تخشى إيران من تداعيات عدم الاستقرار على مصالحها الأمنية والاقتصادية، فإلى جانب استقبال ايران الآلاف من اللاجئين الأفغان،  فهى تُعتبر أفغانستان حديقتها الخلفية، وإحدى أهم الأسواق تصريف بضائعها فى ظل الضغوط الاقتصادية التى تشهدها..

كما تخشى ايران ايضا من حدوث اى  توترات عسكرية تحدث هناك  تدفعها للقلق على مصالحها  الأمنية والاقتصادية، أقلها تدفق موجات كبيرة من النازحين، وأكثرها، إمكانية فتح المجال أمام تنظيمات معارضة لإيران مثل مجاهدى خلق أو تنظيم داعش، للعمل فى الأراضى الأفغانية وتنفيذ هجمات مسلحة. حيث سيؤدى توقف تصدير البضائع الإيرانية إلى أفغانستان إلى إحداث أضرار كبيرة على الاقتصاد الإيراني، المنهك أساساً بسبب العقوبات الأمريكية، والذى يعتمد حالياً على دول الجوار، إلى جانب مخاطر عدم السيطرة على عمليات تهريب المخدرات من أفغانستان.

وخلال يوليو السابق، استضافت إيران اجتماعات داخلية أفغانية، بما فى ذلك جولة من المفاوضات، حثّ فيها وزير الخارجية الإيرانى محمد جواد ظريف الجانبين على اتخاذ «خيارات صعبة» لتحقيق سلام دائم لبلدهما، مؤكداً أن طهران لا تتدخل فى الشئون الداخلية لأفغانستان، وتدعم فى ذات الوقت إجراء محادثات لإنهاء الصراع وإحلال السلام.. ومع ذلك استبعد المراقبون  أن تُبادر طهران بالاعتراف رسمياً بطالبان، حيث ترى  ايران  ان  تشكيل حكومة وطنية بمشاركة كافة الأطياف السياسية فى أفغانستان، سوف يُشجع الدول التى تنظر بتوجس للحركة، للاعتراف بشرعية سلطتها.. تُشير مجريات الأحداث المتسارعة إلى أن إيران تحاول إبداء نبرة تعاون مع حركة طالبان، لضمان مصالحها المتعددة فى أفغانستان، بينما تركز تصريحات مسئوليها الرسمية على الأمل فى إحلال السلام. المشكلة الكبيرة بالنسبة لها، كما يتفق معظم الخبراء ستكون فى كيفية التصرف إذا تطلبت الحاجة التدخل لحماية أقلية الهزارة الشيعية فى حال تعرضت للاستهداف.