«فني كهربائي» حاول اغتيال «نجيب محفوظ» بناء على فتوى «عمر عبدالرحمن»

نجيب محفوظ بالمستشفى عقب حادث محاولة الاغتيال
نجيب محفوظ بالمستشفى عقب حادث محاولة الاغتيال

بمناسبة مرور 15 عاما على وفاة الأديب العالمى نجيب محفوظ، واحتفالات كافة الأوساط الثقافية والأدبية فى مصر والعالم العربى بذكراه، نتذكر هنا محاولة الاغتيال الفاشلة التى تعرض لها أديب نوبل، من قبل الجماعات الإرهابية التى أصدرت فتوى بإهدار دمه.

فى يوم 14 من شهر أكتوبر من عام 1995، تعرض الأديب العالمى وصاحب نوبل «نجيب محفوظ» للطعن بسكين في عنقه على يد شابين قد قررا اغتياله، لإتهامه بالكفر والخروج عن الملة بسبب روايته المثيرة للجدل«أولاد حارتنا»، ولم يمت نجيب محفوظ كنتيجة للمحاولة، ولكن أعصابه على الطرف الأيمن العلوي من الرقبة قد تضررت بشدة أثر هذه الطعنة، كان لهذا تأثيرٌ سلبي على عمله، حيث أنه لم يكن قادرًا على الكتابة سوى لبضع دقائق يوميًا، وفيما بعد أُعدم الشابان المشتركان في محاولة الاغتيال رغم تعليقه بأنه غير حاقدٍ على من حاول قتله، وأنه يتمنى لو أنه لم يُعدما، وخلال إقامته الطويلة في المستشفى زاره محمد الغزالي، والذي كان ممن طالبوا بمنع نشر أولاد حارتنا.


وسرد الكاتب محمد سلماوى فى كتابه «في حضرة نجيب محفوظ»، محاولة اغتيال أديب نوبل, حيث أقدم شاب يدعى محمد ناجي على محاولة اغتيال «محفوظ»، وكان يعمل فني إصلاح أجهزة كهربائية وإلكترونية، حيث انضم  قبل حادثة الاغتيال بأربع سنوات للجماعة الإسلامية، واعترف الشاب له، أنه حاول اغتيال محفوظ لأنه «ينفذ أوامر أمير الجماعة، والتي صدرت بناء على فتاوى الشيخ عمر عبد الرحمن».
ومن جانبه، قال الكاتب والروائي يوسف القعيد، إن محاولة اغتيال محفوظ لم تخيفه بل زادته قوة، وأن الحادث ترك إصابة في يد الأديب العالمي أثرت على كتابته، ما اضطره لاتخاذ اشخاص يكتبون له، وأنه أحد الذين صاحبوا نجيب محفوظ لسنوات طويلة، أن ما اختلف على حياة نجيب محفوظ بعد محاولة اغتياله، هو أنه أصبح يتحرك بحراسة مسلحة، خوفًا على حياته، ونجا محفوظ الذي كان يستقل سيارة صديقه الطبيب البيطري محمد فتحي أمام منزله أثناء طعنه عدة طعنات في رقبته أصابت أحداها شريان رئيسي، إذ توجه به فتحي إلى مستشفى الشرطة بالعجوزة على الفور، وأمضى محفوظ عدة أسابيع بالمستشفى متجاوزًا مرحلة الخطر، غير أنه لم يتمكن من الكتابة بيده اليمنى أو السير لمدة ساعة يوميًا كما أعتاد قبل الحادث.

كما روت نجلة أديب نوبل «أم كلثوم نجيب محفوظ» أنها قبل الحادث الذي تعرض له والدها في عام 1994 كانت قلقة وفي يوم الحادث كانت نائمة عندما حاول أحد الأشخاص اغتياله، وأن والدها ظل فترة طويلة ممتنعا عن الكلام عقب الحادث، وكان مشفقا على الشخص الذى حاول قتله لأنه تعرض لغسيل مخ من الجماعات المتطرفة وكان يرى أن هذه الفئة مضحوك عليها، ووالدى كان مجاملا وهادئ الطباع ونادرا لما يتخانق مع أحد".