بدون أقنعة

الممثل الفاشل

مؤمن خليفة
مؤمن خليفة

هو اسم ممثل فشل فى أن يكون نجما مثل أقرانه فتحول بقدرة قادر إلى معارض لوطنه صاحب الفضل عليه والذى أصبح بفضله يمتلك عدة شقق فاخرة فى أكثر من مكان وعمارة سكنية فى إحدى مناطق مصر الجديدة وسيارات فاخرة  وشركة إنتاج سينمائى وشقة فى باريس وغيرها من أموال . لم تأت هذه الثروة من ميراث للعائلة لكنها جاءت من الوطن الذى عاش فيه وأعطاه الكثير .. السؤال الذى كان يراودنى دائما هو : لماذا تحول هذا الشخص إلى خيانة بلده ولماذا ينضم إلى جماعة إرهابية تحارب فى الأساس مهنة التمثيل وكل الفنون عموما وتعتبرها من المحرمات .
سؤال ليس له إجابة أو تفسير منطقى سوى أن هذا الممثل يبحث عن دور بعد أن أدارت السينما ظهرها له فى السنوات الأخيرة وأنه لم يعد مطلوبا .. وهذه مشكلة جيل وليست مشكلة فرد بعينه لكن الآخرين يؤمنون بأن هذا قدر يمر به معظم أو كل النجوم وأنهم يحبون وطنهم وأنهم ليسوا سلعا للبيع لأى جماعة مثلما فعل هذا الفاشل خائن الوطن .
قبل فترة فوجئت به يرسل لى أكثر من طلب صداقة على فيسبوك وبالطبع لن أقبل أن أكون صديقا لمن يخون وطنى مهما كانت درجة علاقتنا السابقة .. ولأن ما فعله هذا الشخص غريب جدا ففى السنوات الأخيرة أيام حكم الرئيس الراحل حسنى مبارك ساندت وزار ة الثقافة بقوة الفنان هشام عبد الحميد فى تجربة مسرحية خاصة كان يؤديها وأفسحت له مسارحها بالمجان ونحن كصحف ووسائل إعلام أفسحنا له مساحات للنشر عنها لكنها لم تنجح فى إعادة الجمهور للمسرح فماتت قبل أن تقوم وهذه كانت مشكلته وليس للدولة دور فيها . وليس من المنطقى أن كل من يشعر بالظلم يعارض وطنه .. أما أن يقال عنه أنه كان يؤمن بفكر جماعة الإخوان الإرهابية فهذا محض خيال وتبرير غريب وذلك لأننى أعرفه جيدا وأعرف أنه يبحث عن مصلحته فقط .
المصرى الأصيل لا يبيع وطنه الذى تربى فيه وعاش على ترابه وتعلم فى مدارسه وتنعّم فى خيراته.. نحن المصريين نعشق بلدنا ونتعامل معها بمنطق «بلادى وإن جارت علىَّ عزيزة» ونفضلها على كل بلاد الدنيا نهيم بها حبا وعشقا.. مصر لم تحصل على لقب «أم الدنيا» بالصدفة فهى جديرة به منذ أن خلق الله الأرض.. وعندما تبوأت جماعة الإخوان الإرهابية الحكم فى غفلة من الزمن بدأت تسعى للسيطرة على الثقافة والمثقفين وكذلك الفن الذى تكرهه وتحرض ضده.. ولعلنا عشنا انتفاضة المثقفين ضد وزير الثقافة الإخوانى علاء عبد العزيز التى انتهت بإقالته من منصبه.. فى هذا الوقت بدأت الخلايا «النائمة» للإخوان فى التحرك نحو تحقيق هدف السعى والهيمنة على الثقافة وبدأ معها ظهور بعض المنتمين للنخبة الثقافية الذين استعان بهم الإخوان.. والغريب والعجيب أن بعض هؤلاء لم يكونوا يوما من أعضاء الجماعة الإرهابية أو حتى من المتعاطفين معها مثل محمد شومان وهشام عبد الله وغيرهم.. مثل هؤلاء من أصحاب الدور الثانى يعانون من «عقدة» النجومية التى لم تأت إليهم ويشعرون بالدونية ويتلهفون على فرصة للخروج من دائرة التهميش.. جاءتهم الفرصة على طبق من ذهب وتخيلوا أن يكون لهم دور كبير ومهم فى ظل حكم الجماعة الإرهابية.
هشام عبد الحميد بدأ مرحلة النجومية فى فيلم «غرام الأفاعي» أمام ليلى علوى لكن انطلاقته لم تكتمل وتعثر بعض الشىء لكنه حقق من الثراء الكثير واتجه إلى تأسيس شركة للإنتاج السينمائى لينتج أفلاما من بطولته على غرار ما فعل محمود ياسين ونور الشريف وفريد شوقى وإسماعيل ياسين وشادية وغيرهم من الفنانين.. لم تبخل عليه مصر ولم تصادر أمواله.. ولم تقف عقبة فى طريقه هو أو أى فنان فى مصر.. لكن الخيانة تسرى فى دمه.