سموم المواد الحافظة| مسبب خفي للسرطان وأمراض المعدة «ملف»

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

ينتشر في الأسواق الكثير من المنتجات مجهولة المصدر، من إنتاج مصانع «بير السلم» وتزداد خطورة هذه المنتجات عندما تكون ذات طعم مميز وتتضاعف مخاطرها عندما تتعلق بما يفضله الأطفال، وهذا نجده بكثرة في المواد الحافظة في «سناكس» من «شيبسي ومقرمشات أخرى» بأنواع مختلفة، يقبل عليها أبناؤنا بشراهة خاصة وأن منها ما يكون بأسعار زهيدة.

رصدت «بوابة أخبار اليوم» مجموعة من السناكس رخيصة الثمن ومجهولة المصدر في المحال ورصد آثارها السلبية على الأطفال:

«كيس كاراتيه كان هيموت ابني».. هذا ما بدأت به أسماء أحمد حديثها بمجرد سؤالها عن مشكلتها مع الاسناكس، قائلة: «ابني عنده سنة، في يوم وجدته يصرخ باكيا من ألم في بطنه بشكل غير طبيعي، وفجأة وجدته في حالة قيء شديدة».
 
وتابعت: «حدث هذا في أقل من ساعة وبدأت علامات الإسهال تظهر عليه وإصفر لون بشرته، والدواء لا يفيده رغم استمرار تناوله  لمدة أسبوع، وعندما ذهبت به للطبيب قال هذه نزلة معوية بسبب الأكل، انتو اكلتوه ايه».
 
وحاولت أسماء استرجاع ما أكله ابنها قبل هذا الأسبوع، حتى تذكرت أنه تناول كيس من أحد أنواع الكاراتيه ليلة أن شعر بالتعب، ليمنع الطبيب عنه جميع المواد الحافظة من الشيبسي والكاراتيه تمامًا.
 
تعد هذه الفترة من اسوأ الفترات التي مرت عليها منذ أن تزوجت، فيوما بعد يوم تجد صغيرها يشحب وجهه، وتتدهور حالته عن اليوم السابق، حتى اعتقدت أنه لن ينجو منها نظرا لصغر سنه على هذا الإعياء الشديد.
 
تابعت: «بطلت أشتري الشيبسي وكل ماهو متعلق بالمواد الحافظة، حتى أنا شخصيًا توقفت عن أكلها».
 
بينما تقول وفاء عبدالعزيز إحدى المتضررين من الأسناكس، إن بنت شقيقها «ريم» مدمنة شيبس وجميع مشتقاته، فتأكل يوميًا 3 أكياس على من الحجم العائلي، موضحة أن بعد فترة من هذا السلوك أصبحت دائمة الشكوى من ألم في جنبها. 
 
أضافت أن المسكن والسوائل الساخنة، كان حل العائلة لِتهدئة ريم ومعالجتها تدريجيا، لكن سرعان ما يعاود الألم ثانية، إلى أن جاءت في يوم تصرخ بشكل هيستيري من شدة الالم في جنبها، ليذهب بها أخي على مستشفى فوراً، وبعد فحص الطبيب المختص وطلب العديد من الآشعات والتحاليل، تم تشخيصها بإحدى أنواع الحصوات الزجاجية، والتي تسبب جروح فى الكلى، بسبب الإكثار من الشيبس.
 
وتصف وفاء حالة ريم قائلة: «استمرت على أخذ العلاج ولكن دون التوقف عن البكاء طوال الوقت من شدة الألم، واستمر الوضع هكذا دون تحسن، حتى قرر الأطباء للتدخل الجراحي لإنقاذها من هذا العذاب، وإزالة الحصوات».
 
جولة بالأكشاك

قامت «بوابة أخبار اليوم» بجولة على عدد من الأكشاك والمحال التي تبيع «الاسناكس» بمختلف أنواعه وأسعاره، خاصة تلك الواقعة حول المدارس والتي يتردد عليها الأطفال يوميًا لشراء احتياجاتهم من الحلوى أثناء ذهابهم وإيابهم من المدرسة، والتي تختلف نسبيًا حسب المكان سواء حي راقي أم حي شعبي».

اشترينا أكثر من 10 منتجات بأسعار زهيدة، لنجد أسماء غريبة غير معروفة المصدر، أغلبها يعتمد على أسماء مسلسلات معروفة وشخصيات الكارتون الشهيرة، لتكون عنصر جذب للأطفال.
 
الأرفف مكتظة بأكياس ذات ألوان وأشكال مبهجة وبأسعار زهيدة، لجذب الأطفال فكلما كبر الحجم وقل السعر كان الإقبال أكثر كما أوضحت بائعة في كشك أمام مدرسة بالمرج قائلة: «الأطفال بتحب الحاجات دى، وخصوصًا اللبان والمصاصة».
 
وكان من بين المنتجات الموجود بالكشك لديها «مصاصة» بجنيه، ملفوفة بورق لاعلاقة لها به، لا يوجد عليه أى بيانات خاصة بها، وبسؤال صاحبة الكشك عن إقبال الأطفال على هذا النوع المجهول، أكدت لنا أن الاقبال كثيف
 
منتجات على الرصيف

وعلى أحد أرصفة شوارع الجيزة جلست سيدة أربعينية أمامها طاولة خشبية لا تتجاوز متر فى متر ونصف، يتواجد عليها أصناف قليلة من الحلوى التي تتراوح أسعارها من نصف جنيه حتى ثلاثة جنيهات، مؤكدة أن هذه الحلوى يقبل عليها الأطفال بشراهة لأنها تتناسب مع مصروفهم الشخصي، وبسؤالها عن المنتجات وأنها غير معلومة المصدر متحججين أننا نقوم بعمل بحث علمي حول هذه المنتجات، أجابت: «انا مبحبش غير حاجات معروفة وعليها تاريخ صلاحية، وبتعامل مع تاجر جملة واحد عرفاه».
أقرأ أيضا: صور| الفلفل أسمر بـ«صبغة الأحذية» و«الشطة» نشارة خشب.. التوابل المغشوشة.. سموم في مطابخنا

تضعف الجهاز المناعي وتسبب العقم

أكد دكتور شريف صبري رئيس قسم التغذية وعلوم الأطعمة بجامعة المنوفية أن المواد الحافظة التى تدخل فى الكثير من المنتجات التى نتناولها بشكل كبير يوميا مخاطرها كبيرة جدًا على الصحة على المدى القريب والبعيد
وأوضح أن الأبحاث أثبتت تأثيرها البالغ على الجهاز العصبي، فتعمل على خلل  الجهاز العصبي وإفراط نشاط المخ، علاوة على أنها تؤدي إلى أمراض ضعف الجهاز المناعى، وأمراض كثيرة على المدى البعيد أيضا، وأثبتت الأبحاث تأثيرها على عمليات الإنجاب، وتسببها في العقم لدى البعض، كما أنها تؤثر على صحة الجنين في حال تناول الأم الأطعمة التي تحتوي على كميات كبيرة من المواد الحافظة.

وتابع: «لكثرة تناولها دور كبير في انتشار الأورام السرطانية في السنوات الأخيرة، فالإسراف فى تناولها يعمل على الاصابة بسرطان الدم وأورام الجهاز الهضمي».
 
وأشار أستاذ التغذية إلى أن الحلويات والشيبس والسناكس منتجات تحتوي على كميات كبيرة من المواد الحافظة، وكذلك الاطعمة التي بها لحوم مصنعة، وجميعها للأسف تستخدم بصورة كبيرة لدى الغالبية العظمى، لذلك أكد أنه لابد من وضع تشريعات وقوانين لتقنين الكميات المستخدمة منها فى المصانع، بحيث تكون بأقل نسب ممكنة، ويكون الزامي على للمصانع، مع تشديد دور الرقابة على عمليات الإنتاج، وتحليل عينات عشوائية لضمان خلوها من الكميات الكبيرة من المواد الحافظة.

ولفت دكتور شريف إلى أن التوعية الإعلامية مهمة جداً لتعريف الأم بمخاطر هذه المواد،  ويمكن تقليل مخاطرها على الصحة من خلال تقديم أطعمة تقوى المناعة مثل الخضروات الملونة كالجزر والطماطم والخيار والفلفل والألوان وغيرهم، مع الإعتماد على الأكل المنزلى الطبيعي.

سرطان يلاحق الأطفال

يقول دكتور علاء الدين مصطفى استشاري طب الأطفال، أن عيادته تستقبل يوميا أطفال يعانون من نزلات معوية متكررة وجهاز المناعة لديهم شبه منعدم، وهذا بالطبع يكون نتيجة تناول مثل هذه الأشياء مجهولة المصدر والوجبات السريعة، مضيفا أن هذا لايؤثر فقط على الحالة الصحية وإنما يؤثر على تفاعله في المدرسة ومعدل ذكاء الطفل.

ويؤكد أن السناكس في حد ذاته حتى لو من شركات معروفة، فان المواد الحافظة به تجعله سبب لأمراض مختلفة وعلى رأسها «الأورام السرطانية» المتفشية بشراهة في المجتمع، فما بالنا بتلك مجهولة المصدر إنتاج مصانع «بير السلم»، والمنتشرة أمام المدارس، ولا يوجد لها أي معايير جودة، واصفا إياها بـ «مصيبة كبرى»، وأنه على وزارة الصحة الانتباه لها، مطالبا إيقافها من المصدر.

وأضاف أن لها أيضا تأثيرا سلبيا على الجهاز الهضمي، وتجعل الطفل يعاني دائما من إسهال أو إمساك، وكثيرا ما تسبب زيادة غير محمودة في الوزن، والسمنة مسلسل من الرعب، معناها ضغط عالي ومشاكل في المفاصل وسكر ومشاكل في القلب.

وشدد «مصطفى» على أن منع هذه الأشياء تماما عن أبنائنا، ضرورة حتمية، موجها الأسر بأن تربى طفلها على أن الفاكهة والخضر هي السناكس الصحي، وأنه على الأم أن تقوم هي بعمل أشياء بديلة في المنزل بمكونات مضمونة وصحية بدون مواد حافظة أو ألوان صناعية.

أقرأ أيضا: «الفنكوش» أخطر أنواع تسالي البقالة.. سموم بالكيلو تقود للسرطان