«البنفسجي».. أغلى من الذهب بـ3 مرات.. و2 مليون صدفة لإنتاج جرام واحد فقط

البنفسجي أو الموف أو الارجواني هو الصباغ العضوي الأغلى في العصور القديمة
البنفسجي أو الموف أو الارجواني هو الصباغ العضوي الأغلى في العصور القديمة

البنفسجي أو الموف أو الارجواني هو الصباغ العضوي الأغلى في العصور القديمة اكتشفه الفينيقيون في سواحل مدينة صور اللبنانية وكان استخدامه حكرا على الملوك والاباطرة .. وزنه يعادل الفضة وثمن الجرام الواحد منه يساوي أكثر من 3 جرامات ذهب ويحتاج إلى أكثر من 10 آلاف حلزون لانتاج جرام صبغة واحد منه وانتشاره كان صدفة على يد كيميائي شاب.

 

تقول الأسطورة أنه في عام 1400 قبل الميلاد على ساحل شاطىء مدينة صور اللبنانية انطلقت رحلة اكتشاف اللون البنفسجي على يد الملك ملكارت – هرقل – وحبيبته الحورية تيروس ففي أحد الأيام كان الملك وحبيبته الحورية يتنزهان على الشاطئ ومعهم كلب الملك وبالصدفة أكتشف الكلب نوع من الصدف يسمى "الموريكس Lapillus Purpura "

 

وعندما مضغها الكلب تلون فمه باللون البنفسجي وعندما رأته الحورية أُعجبت باللون وطلبت من الملك ملكارت أن ينفذ لها ثوب من صبغة هذا اللون فطلب الملك جمع صدف الموريكس من الشاطئ لإعداد الصبغة وتنفيذ الثوب البنفسجي لارضاء واسعاد حبيبته الحورية.

 

"الأرجوان الملكي أو الصباغ الإمبراطوري" أرتبطت هذه التسمية طويلا باللون البنفسجي وذلك لارتباط استخدام هذا اللون بالملوك والاباطرة وكبار رجال الدولة فارتداء الأقمشة الأرجوانية خلال فترة الفرس كانت مخصصة للملوك ولم يكن لغيرهم الاستحقاق في هذا التميز

 

وفي عهد الملك نيرون تم فرض عقوبة الإعدام مع مصادرة الممتلكات على من يرتدي أو حتى يبيع اللون الأرجواني الإمبراطوري أما في القسطنطينية فرسمت غرفة نوم الإمبراطور باللون الأرجواني ويتمتع ابنه الذي ولد في هذه الغرفة بلقب" "porphyrogenitus أي "ولد في الارجوان

 

ولكن مع بداية العصر الروماني تم تمديد صلاحيات ارتداء الملابس الأرجوانية لأعضاء مجلس الشيوخ والكهنة ليصبح رمزا للقوة أو الكرامة العالية حيث اختار الرومان اللون البنفسجي كعلامة للقوة فسترة الجنرال المنتصر كانت باللون الأرجواني

 

وظل اللون الارجواني لفترة طويلة وحتى القرن الـ 16 حكرا على الفئات الأكثر ثراء ففي القرن الرابع قبل الميلاد كان وزنه في اسيا الصغرى يعادل الفضة وكان ثمن الجرام الواحد من الصبغة أكثر من 3 جرامات من الذهب وذلك بسبب ارتفاع تكاليف استخراجه فكان يتم استخراجه من الرخويات النادرة والتي تعد عملية صيدها واستخراج الصبغة منها متعبة للغاية.

 

وكان يحتاج تصنيع جرام واحد فقط من الصبغة صيد 10 آلاف من الرخويات النادرة وهذا يعني أن صبغ متر من القماش يحتاج إلى 200 جرام من الصبغة مما يعني صيد أكثر من مليوني صدفة ومعالجتها.

 

ونتيجة لاستمرار اقتصار انتاج صبغة اللون البنفسجي على مدينة صور اتخذ أهالي صور الموريكس شعار لمدينتهم وتزويدها على القطع النقدية ولكن في عام 1856 توصل طالب الكيمياء البريطاني " ويليام هنري بيركن " بالصدفة أثناء اجراءه تجارب إيجاد طريقة قليلة التكلفة لإنتاج مادة الكينين التي تستخدم في علاج مرض الملاريا إلى اكتشاف اول صبغة اصطناعية تستخدم في تلوين الأقمشة

 

ليتم إنتاج اللون البنفسجي بشكل صناعي وتبدأ مرحلة جديدة في رحلة أسطورة اللون البنفسجي