حديث وشجون

فهلوة غارمات

إيمان راشد
إيمان راشد

بعد مبادرة السيسى سجون بلا غارمين والتى أوصى فيها الرئيس المواطنين بتبسيط وتحديد شراء مستلزمات الزواج بلا مغالاة حيث إن الأغلب الأعم من أهالينا بالريف يفتخرون بماركات الأجهزة الكهربائية وتعددها رغم الاستخدام الواحد لها  وأوصى بتضافر الجهود من مؤسسات الدولة والجمعيات الأهلية و تم سداد ديون الآلاف منهم عن طريق تحيا مصر وكذلك مؤسسة مصر الخير وتبرع الكثير من القادرين لإنهاء مديونيات الكثير والإفراج عنهم وعودتهم إلى منازلهم.. ولكن هل انتهت ظاهرة الغارمين.

لا أعتقد فقد فاجأتنى من تساعدنى فى نظافة بيتى بأنها تريد شراء ثلاجة وديب فريزر لابنتها التى تعد لها منزل الزوجية وعندما عرضت عليها الاكتفاء بالثلاجة على أن أهديها لها كان ردها أغرب من الخيال..

«لا يا أستاذة بنتى مش أقل من بنت خالتها لازم أجيب الديب فريزر وبضحكة يشوبها خجل مصطنع.. حضرتك إدينى قيمة الثلاجة اشترى بها أشياء أخرى لأن الأجهزة الكهربائية سأشتريها بالتقسيط» فسألتها القسط سيكون كبيرا جدا وقد لا تستطعين سداده وبضحكة هستيرية هذه المرة (ياستى نبقى من الغارمات ونتحبس كام شهر وبعدين الدولة تدفعلنا) وكتمت غضبى وأنهيت حديثى معها انتى حرة... إذن فإن هناك نبرة جديدة من التواكل وتذكرت المثل القائل من أمن العقاب أساء الأدب.. فالحل ليس فى سداد ديون هؤلاء وينتهى الموضوع وبعيدا عن التوجيه والتوعية التى غالبا لا تأتى بنتيجة مرضية لابد أن يسددوا ديونهم بأنفسهم... واقترح أن يعملوا فى بعض المؤسسات الحكومية  أو الخاصة بالإنتاج وداخل السجون ويتم استقطاع الأقساط وتسديدها من رواتبهم وبذلك نضرب عصفورين بحجر أولا سيتم الحد من الاستهبال فى الشراء بالقسط ثانيا سيبذل المسجون جهدا مضاعفا فى الإنتاج ليسدد ديونه فى أسرع وقت ويستعيد حريته ويعود إلى أسرته... كما أن هناك أسرا كثيرة ستتراجع إذا تأكدت أنه لا مفر من الحبس.

وسنقضى على التذاكى والفهلوة من البعض... فكما أن الدين حثنا على الصدقة،  فكذلك أمرنا بالتوخى فيها ومنحها لمن يستحقها... هناك مالا يجدون لقمة العيش وتحسبهم أغنياء من التعفف هؤلاء أولى من صاحبة الثلاجة والديب فريزر.