مجرد فكرة

المفتاح السحرى

محمود سالم
محمود سالم

الصراعات لن تتوقف فجأة فى منطقة الشرق الأوسط التى شهدت وتشهد نزاعات عنيفة على مدى سنوات.. هكذا يرى نخبة من الخبراء وهم يعتقدون أن بعض تلك النزاعات يمكن أن تتجدد مرة أخرى ولا يوجد حل واحد يصلح لإجراء تسويات عادلة ومستدامة بها وأن من أهم مبادئ إنهاء تلك الصراعات والانتقال إلى إعاددة الإعمار وبناء السلم والأمن للجميع هو العمل على المسارات التنموية والسياسية والاجتماعية فى وقت واحد وإقامة مؤسسات قادرة على تنفيذ مهام إعادة الإعمار وإدارة الاقتصاد والحكم بشكل فعال ومقنع، على أن يتم ذلك فى إطار منظور يؤسس لعقد اجتماعى جديد وبناء دولة جديدة يتشارك فيها الجميع، دولة تختلف عن تلك التى كانت من قبل وفشلت فى تحقيق وظائفها.
تلك القضية شهدت جدلا شديدا بين الخبراء وبالذات حول تنفيذ الحلول المقترحة وسط واقع صعب ومعقد والمساحة التى يمكن أن يعمل فيها القطاع الخاص والاستثمار الأجنبى بالدول التى تحتاج إلى إعادة الإعمار وإدارة أحوال ما بعد النزاعات. وأكد  الخبراء ــ تحت مظلة منتدى البحوث الاقتصادية بمشاركة د. ابراهيم البدوى مدير المنتدى ود. هبة حندوسة الخبيرة التنموية المعروفة وإريك بيرغلوف كبير الاقتصاديين بالبنك الآسيوى ود. شيرين غنيم مدير عام السياسات والاتصالات بالمنتدى ــ أن المسار المستقبلى للدول العربية التى تشهد نزاعات أهلية سيتحدد حسب التسوية التى تتم وشروطها وموقف المجتمع الدولى والقوى الإقليمية منها وطبيعة التركيبة الداخلية لكل دولة من حيث ظروفها السابقة على اندلاع الأزمة. وبالطبع لم تبتعد أزمة جائحة كورونا عن مناقشات المنتدى، وكما ترى د. رانيا المشاط وزيرة التعاون الدولى فإن الأزمة علمت الجميع ربما رغما عنهم التواضع حيث أدركت مختلف الأطراف أنه لا غنى للجماعة الدولية عن بعضها البعض عند مواجهة جائحة ضخمة  بهذا الشكل وقالت إن القطاع الخاص أصبح على وعى بأهمية مراعاة البيئة والاستدامة ويعرف أن الممولين الخارجيين يعنون ذلك، وبهذا الإدراك توسع دوره بشكل ملموس فى مشاريع الاقتصاد الأخضر ودخل فى شراكات مع مؤسسة التمويل الدولية وغيرها، وقد تأكد ذلك من خلال ما قامت به مصر من إصلاحات هيكلية ساعدته على الإنجاز فى مختلف المجالات، والمثير أن القطاع الخاص فضلا عن تميزه بالأفكار الجديدة والمرونة العالية وسرعة المبادرة أصبح يفكر بمفهوم الاستثمار المؤثر والشراكة الفاعلة مع الدولة والتى تضاعف مفعول النجاحات. وقالت إنها متفائلة بطبعها، ويمكن نقل هذه الروح إلى مجال التمويل الإنمائى.
 صحيح إن التفاؤل يختصر طريق النجاح وهو مفتاحه السحرى.