نحن والعالم

حتى إشعار آخر

ريهاب عبدالوهاب
ريهاب عبدالوهاب

الخطوات الأمريكية المتتابعة الأخيرة، والتى تشى بتوجه جديد للانسحاب من مستنقع الفوضى فى الشرق الأوسط، تثير التساؤل حول احتمالية انسحاب أمريكا قريباً من سوريا. لكن التقارير الاستخباراتية الأخيرة تؤكد التزام إدارة الرئيس بايدن بالحفاظ على الوجود العسكرى شمال شرق سوريا، وهو ما يعنى أن إنهاء الوجود الأمريكى فى سوريا لا يبدو خياراً مطروحاً فى المستقبل القريب، رغم انتفاء مبرره المعلن. فعندما قررت أمريكا إرسال قوات لسوريا فى 2014، كان الهدف المعلن دعم ومساعدة «قوات سوريا الديمقراطية» ضد داعش. وهو ما يعنى أنه بعد هزيمة التنظيم لم يعد هناك مبرر لاستمرار وجود الجنود الأمريكيين فى سوريا، خاصة وان هذه «المهمة»، ليس لها علاقة مباشرة بأمن امريكا، على خلاف الحروب الامريكية الأخرى فى المنطقة.. لكن فى حقيقة الأمر، يرتبط التواجد الأمريكى فى سوريا ارتباطاً وثيقاً بملفات استراتيجية عدة لواشنطن تتعلق بروسيا وإيران وأمن حلفائها. فواشنطن لا تريد ترك الساحة السورية خالية لغريمتها روسيا، وتريد أن تحول وجودها لأداة لمحاصرة التمدد الروسى فى سوريا. كذلك ترى واشنطن أن خروج قواتها سيشجع إيران على التمدد شرق الفرات، وهو ما قد يغير موازين القوى بشكل لايخدم واشنطن وحلفائها.
من هنا لا يجب أن نتوقع قراراً قريباً بالانسحاب من سوريا من إدارة بايدن، خاصة بعدما افتتحت، بعد 10 أيام فقط من توليها السلطة، قاعدة جديدة فى ريف الحسكة، بمنطقة مثلث الحدود (السورية العراقية التركية)، وهى القاعدة الثانية بعد إنشاء قاعدة جوية فى منطقة «حقل العمر» النفطى فى ريف دير الزور الشرقي، ليمثّل النفط عاملاً آخر لبقاء امريكا بسوريا حتى أشعار آخر.