كنوز | الخديوى عباس حلمى الثانى فى مذكرات « جويدان هانم »

جويدان هانم
جويدان هانم

تزوج الخديوى عباس حلمى الثانى فى 28 فبراير عام 1910 من زوجته الثانية « الكونتسة ماريانا ماى توروك هون زندرو» وهى من أصول نمساوية ، على زوجته الأولى « إقبال هانم » التى انجب منها ستة أبناء ، أميرين وأربع أميرات ،  وقد اشهرت  الكونتسة إسلامها وأصبح اسمها « جويدان بنت عبد الله » ،والغريب ان زواج الخديوى عباس الثانى من « جويدان هانم» لم يستمر طويلا ، فقد تم طلاقها منه فى 7 أغسطس 1913 ولم ينجب منها أطفالا . 
وكان الخديوى عباس حلمى الثانى يطلق على زوجته المجرية الثانية  لقب «هانم أفندى» وأختار لها ان تسكن فى قصر مسطرد  ولم يجعلها تعيش معه فى قصر عابدين لأسباب لم يفصح عنها فى مذكراته ، ولم تفصح هى ايضا عن ذلك ، وبعد الطلاق غادرت « جويدان هانم » مصر وسافرت إلى باريس لتعمل موظفة بدار القنصلية البريطانية فى العاصمة الفرنسية ،  وقد تفرغت لكتابة مذكراتها التى تناولت فيها قصة زواجها من خديو مصر الذى دام 3 سنوات فقط وكتبتها باللغة الألمانية ، وفيما بعد تمت ترجمتها إلى اللغة العربية ، وسجلت جويدان هانم فى مذكراتها واقع الحياة داخل القصورالخديوية ، وحللت شخصية الخديوى عباس حلمى الثانى فى اطار ما كان يحيط به من ظروف سياسية ، ووصفت سلوكيات وعادات أفراد الطبقة العليا وطرق لهوهم واحتفالاتهم ،  ورسمت جويدان هانم فى مذكراتها صورة إيجابية إنسانية عن الخديو عباس حلمى الثانى فلم تكن قاسية عليه فى تصويرها لشخصيته الانسانية رغم انه لم يكن يعيش معها أغلب فترة زواجه منها وتركها فى قصر مسطرد وفضل ان يعيش حياته فى قصر عابدين وكان يلتقيها فى شبه زيارات متفرقة ومتباعدة ، وسردت بعض المواقف الطريفة عن اضطرارها إلى التنكر فى زى رجل لمصاحبة زوجها فى الزيارات الرسمية حيث كانت التقاليد فى ذلك الوقت تمنع ظهور زوجة الحاكم فى مثل تلك المناسبات ، كما أنها وصفت تفاصيل حياة الحريم فى الحرملك ، منتقدة بشدة العزل الذى كانت النساء الشرقيات يعيشن فيه فى الفترة التى تواجدت بها فى مصر ، وهاجمت حجاب المرأة فى ذلك العصر .


من « مذكرات جويدان هانم »