الغاضبون يرون أن ما قدمه الوزير باليمين استرده بالشمال.

قضيت هذا العيد متنقلا بين وزير الاتصالات والشباب الغاضب بعدما أعلن الوزير عن تسعيرة استهلاك الإنترنت الجديدة، بعد محاورات مفتوحة مع الشباب تدخل الوزير خالد نجم بنفسه مشكورا في لفتة طيبة منه وهاتفني، فنقلت وجهة نظر كل طرف للآخر.
الموضوع باختصار تسعيرة جديدة سيتم تنفيذها، خُفضت فيها أسعار السرعات لكن في المقابل أصبحت مساحة الاستهلاك محدودة برقم معين من يزيد عليه يدفع أكثر.
الغاضبون يرون أن ما قدمه الوزير باليمين استرده بالشمال، وأن الأسعار القديمة كانت أفضل، وأن التسعيرة الجديدة مؤذية لجيل صارت حياته تقوم علي الإنترنت، بحوث ودراسة وعمل وتسويق وثقافة وترفيه وتواصل.
وكان رد الوزير باختصار أن الهدف من الأسعار الجديدة هو خلق منافسة تنزل بالأسعار لمستويات أقل، منافسة تساعد في تحسين الخدمة وتقضي علي الاحتكار وسرقة النت عن طريق الوصلات وتزيد عدد المشتركين وتضبط الإنترنت أمنيا وأن خدمة الإنترنت عموما في حاجة إلي انضباط أكثر وأن من يستخدم النت في البيزنس وكسب الأموال عليه أن يدفع مقابلا والأمرنفسه بالنسبة لمن يستخدمه في الترفيه.
الوزير يقول إن لا أحد يصبر علي مشروع سيفيد الجميع وأن هناك كثيرين يفتون فيما لا يعرفونه جيدا وآخرون يهيجون الدنيا وهو مقتنع بشدة أن ما يفعله في مصلحة الدولة والمواطن، بينما المواطن يقول إن ما يحدث ضد مصلحته ويرفض أن تحل الدولة مشاكلها علي حسابه، بخلاف أن طموحات الدولة في هذه المنطقة يمكن تحقيقها بأفكار أخري غير زيادة الأسعار، أفكار نقلتها إلي الوزير ومنشورة علي صفحتي فيس بوك لمن يود الإطلاع..
. (omer taher)
ربما لدي الدولة فكرة طموحة مفيدة مستقبلا، لكنها لا تعرف كيف تقدم أو تبيع فكرتها للناس، ولا تقدم ضمانات واضحة لنجاحها أو جدولا زمنيا للتطوير أو شكل الأسعار مستقبلا.
قرارات من هذه النوعية لا يمكن فرضها كأمر واقع، منطقة الإنترنت خطر جدا، ليست (بنزين) يزيد سعره فيقف الناس في الطوابير وأمرهم لله، الإنترنت روح هذا الجيل وتقوم عليه حياة كاملة والتعامل معه يجب أن يكون بشفافية وذكاء وبال طويل.
يوما ما انتفض الشعب عندما رفع السادات سعر السكر والأرز قرشا واحدا، الإنترنت هو سكر وأرز هذا الجيل، ولا ننسي أيضا أنه يوما ما (وقع) الإنترنت فوقع نظام بأكمله.