قطاع المتاحف يسلط الضوء علي شيخ الأثريين و عميد الدراسات الأثرية المصرية

سامي جبرة
سامي جبرة

سلط قطاع المتاحف الضوء على قصة شيخ الاثريين و عميد الدراسات الأثرية سامي جبرة حيث كان واحد من أهم الرجال الذين لهم دور كبير في قطاع الآثار المصرية

ولد سامى جبره في 24 أبريل 1892م، في قرية أبنوب بمحافظة أسيوط، حيث تلقى تعليمه في مدرسة الأمريكان بأسيوط واستكمله ببيروت، وانهى دراسته الثانوية في سن السابعة عشر.

في نوفمبر1911، سافر «جبره» إلى فرنسا لدراسة القانون، فألتحق بجامعة بوردو، وحصل على درجة الدكتوراه عام 1918م، رغم انه كان من الأوائل الذين تخصصوا في المجال القانوني في مصر إلا أن المجال الآثري الذي طالما استهواه وهو يقضي إجازته متنقلا مع أبناء عمومته بين مقابر الأعيان من الأسرتين 7, 12 المنقورة في نواحي أسيوط..

وفي أثناء وجوده في العاصمة الفرنسية "باريس" تعلق قلبه بدراسة الآثار وعلومها، فعاد إلى مصر وألتحق بمدرسة المعلمين العليا للآثار التي أنشائها العالم "أحمد باشا كمال"، ثم سافر إلى إنجلترا لدراسة الفنون والآثار فألتحق بجامعة ليفربول (1923-1925م) وحصل على دراسات عليا في الآثار، كان موضوعها "العدالة عند قدماء المصريين"، بعدها سافر إلى فرنسا وواصل دراسته للآثار بجامعة السوربون (1925-1928)؛ وحصل على درجة الدكتوراه وكان عنوانها "مجلس الأعيان عند قدماء المصريين".

ثم عاد ليشغل منصب أمينًا بالمتحف المصري لمدة خمسة أعوام، نقل بعدها إلى كلية الآداب حيث تتدرج في المراكز العلمية إلى أن شغل وظيفة أستاذًا لعلم المصريات بجامعة فؤاد الأول (جامعة القاهرة حاليًا)، وتولى بعد ذلك منصب عميداً لمعهد الآثار المصرية، وكان عضوا ثم وكيلاً للمجمع العلمي بالقاهرة، وشارك مع "مريت غالى" في عام 1934م في تأسيس "جمعية الآثار القبطية"، وأيضًا في تأسيس "معهد الدراسات القبطية" مع كوكبة من علماء الأقباط منهم الدكتور "عزيز سوريال عطية" والدكتور "مراد كامل". وقام "سامى جبرة " بالتدريس بالمعهد وتولى عمادته سنة 1954م. 

وفي عام 1929م، كلفه مسيو "لاكو" القيام بالعديد من الحفائر في منطقة "دير تاسا" جنوب محافظة أسيوط، فأكتشف العديد من الآثار ترجع لعصر ما قبل الأسرات. 

أما اسهامه الأكبر فكان في حفائر تونا الجبل بالمنيا والتي استمرت من عام 1931م باعتماد مالي قدره 500 جنيه، رُفع إلى 1500ج.م ثم 2000ج.م ثم 4000ج.م إلى ان بلغ 8000 ج.م في عام 1937.

استخدم الديكوفيل في اعمال التنقيب وهى عبارة عن عربه من الحديد يقودها العمال على شريط من السكة الحديد شبيه سكة القطار على أصغر وهى نفس العربة التي تستخدم في المناجم وكان طول قضبانها 1كم، كما استخدم حوالي 250 عاملاً، منهم 20 عامل من قفط والقرنه من قنا، ومنهم عدد قليل من أبنوب وباقى العمال من القرى المجاورة، وساعده في حقل الحفائر : 

- السيد عبد الحكم العالم (مساعد أثري) 

- يوسف خفاجي (رسام ومصور) 

- اسماعيل شهاب (مصور) 

- الدكتور احمد بدوي 

- الدكتور نجيب ميخائيل 

- الدكتور إسكندر بدوي وأتيين دريوتون ومهندس الاعمال باريز ومساعده محمد إبراهيم ومالقيه العمل من مؤازرة من الدكتور طه حسين كعميد للكلية. 

 

وأكتشف آثار الأشمونين (هيرموبوليس) ومنها مدينة كاملة المعالم، بالإضافة إلى العديد من النقوش والبرديات والوثائق باللغة الهيروغليفية والديموطيقية خاصة بالإله"جحوتي" إله الحكمة العظمى وإله اللغة المصرية القديمة.

 

بعد الاكتشافات التي اكتشفها سامي جبره في منطقة تونا الجبل شهدت المنطقة زيارات متعددة لملوك ورؤساء من كافة دول العالم، وهي التي جعلت أرشيفه يحمل صورًا نادرة لتاريخ المنطقة المرتبط بالعالم.

 

استمرت أعمال البعثة حوالى ربع قرن من الزمان من 1931م إلى 1952م وهو العام الذي أنهت البعثه اعمالها بسبب خروج سامى جبره على سن التقاعد (المعاش) واسفرت أعمال البعثة عن اكتشاف 100 بيت جنائزى ومقبرة ايزادورا  والساقية الرومانيه والسراديب.

 

دُعى في سبتمبر 1952 ليعمل استاذاً في المعهد الشرقي لجامعة شيكاغو، كما عمل أستاذاً زائراً بجامعة شيكاغو بالولايات المتحدة الأمريكية فيما بين (1953م-1955م)، وبعد عودته من الولايات المتحدة في عام 1953م أشرف مع آخرين على إنشاء معهد الدراسات القبطية.

أصبح هذا المعهد حقيقة في 1954م بفضل بطريركية الأقباط الأرثوذكس ومساعدات الكثيرين، كما اصبح له مكتبة بفضل الإهداءات من الكتب.

وفى عام 1957م اختارته دار النشر للقيام بعمل حفائر في منطقة المطرية وعين شمس شرق القاهرة، ودهشور بجنوب محافظة الجيزة، كما ساهم في انشاء متحف ملوي بالمنيا.

انصرف بعدئذٍ إلى أعمال معهد الدراسات القبطية وعمل كأستاذ غير متفرغ بالجامعة، وترك للمكتبة العربية والعالمية العديد من المؤلفات والدراسات الأثرية..

نذكر منها "في رحاب المعبود توت" وهي تتضمن سلسلة اكتشافاته ودراسته في منطقة "تونا الجبل" وصدرت باللغة الفرنسية وتم ترجمته للغة العربية، بالإضافة للعديد من المقالات والأبحاث في المجالات المحلية والدولية. 

ولنبوغه في مجال الدراسات الأثرية كرمته الدولة المصرية فمنحه الرئيس "محمد أنور السادات " في عام 1974م جائزة الدولة التقديرية.

وفى عام 2004م عندما احتفل المعهد العالى للدراسات القبطية بالقاهرة باليوبيل الذهبى لتأسيس المعهد قام المتنيح البابا شنودة الثالث البطريرك 117 بتكريم اسم د./ سامى جبره – أحد مؤسسى المعهد في يناير 1954، حيث قامت حفيدته باستلام شهادة التقدير الخاصة به.

وفي 14 يناير 2011م، تم تكريمه بمناسبة "عيد الآثريين الخامس" ولقب ب" شيخ الآثريين وعميد الدراسات الأثرية المصرية". 

 

اما عن العضويات العلمية فهي كالتالي: 

١-المجمع العلمي: 

بدأت عضويته في المجمع العلمي في يناير 1941م بعد وفاة سيريون.

-انتخب في 1955م نائباً لرئيس المجمع.

-عمل كأمين للصندوق والمكتبة في الفترة من 1958م-1960م

-شغل عضوية مجلس إدارته 8 سنوات.

٢- جمعية الآثار القبطية: 

عضو بالجمعية منذ نشأتها سنة 1934

عضو مجلس إدارة منذ 1939

٣- عضو بجمعية الملكة إليزابيث ببروكسل _ بلجيكا

٤-المؤتمرات: 

-مَثّل مصر في مؤتمرات عديدة في الفترة من  1930م وحتى 1962م

-شارك في العدد الصادر بمجلة افور (ابريل 1934) لتكريم المثال محمود مختار بمقال تحت عنوان" خطوط من شخصية مختار" أُعيد نشره في كتاب "المثال مختار" تأليف بدر الدين ابو غازي 1964

ظل الدكتور "سامي جبره" يعمل في خدمة وطنه الغالي مصر، حتى رحل عن عالمنا في 9 مايو 1979م، بمنزله في مصر الجديدة، تاركاً سيرة حسنة وقدوة طيبة، يستحق منا كل تقدير واحترام ووفاء.