ولدت كوكب الشرق أم كلثوم لأسرة متواضعة في قرية طماي الزهايرة بمركز السنبلاوين بمحافظة الدقهلية، وتعلمت الغناء من والدها في سن صغير، وأصبح عملها مصدر الدخل الرئيسي للأسرة.
وتمتعت أم كلثوم بشخصية قوية ومستقلة، وعندما سألها محرر مجلة آخر ساعة عام 1939 عن تصورها للدنيا بلا نساء فقالت: «الدنيا بلا نساء ليست دنيا ولا هي آخرة أيضًا، ثم أنني لا أستطيع أن أبدي رأيي في دنيا لا أكون أنا فيها».
وبعد ذلك عرضت أم كلثوم على المحرر أن تقول رأيها في الدنيا بلا رجال وقالت : «في الواقع الدنيا بلا رجال مشكلة أيضًا ولكن لها مزايا لا يستهان بها، ومنها أن الحياة ستصبح ناعمة مليئة بالعفة وخالية من (دوشة) الدماغ، وستختفى آلاف الجرائم التي ترتكب بسبب وجود الجنسين».
واستكملت أم كلثوم قائلة: «كما أن الحروب التي نراها ستزول من الوجود وتحل محلها حروب كلامية يكون اللسان و«الملاية» سلاحيهما الوحيدين، ولا يستعمل فيها الرصاص وإنما تستعمل ذخائر من ماركة «يا سم أو يا دم» وما إليها من ألفاظ.
والغناء كان يخلو من الغزل في النساء، ويحل محله الغزل في المودات والمجوهرات فنغني «اللي لبسك يا هناه» بدلاً من «اللي حبك يا هناه»، وإن كنت أشك في حاجة السيدات لمثل هذه الكماليات التي يقبلن عليها بإسراف بسبب وجود الرجال.
اقرأ أيضا : قصة حب سباح مصري عالمي بـ«فتاة إنجليزية».. «قلبت نكد»
وفوق هذا فإن صالات الغناء سيتخللها الهدوء فلا نسمع صيحات الرجال للإعادة والاستحسان بل كل ما نسمع هو رقيق الآهات و«السخسخة» بين قزقزة اللب وطقطقة اللبان.
ولن يبحث البرلمان في الديون العقارية أو في قانون المحامين بل سيبحث في «الديكولتيه» وكيف يكون، وهل الأكمام الطويلة تتناسب مع مصلحة البلاد أم أن الفساتين تكون بأكمام قصيرة لما في ذلك من الاقتصاد الذي يؤدي إلى موازنة الميزانية.
ولن يكون في برلماننا لجنة الحربية ولجنة الداخلية ولجنة للأشغال ولكن ستكون عندنا لجنة لطهي الطعام ولجنة للمودات ولجنة للوصفات البلدية ولجنة التمثيل والمسارح وهي اللجنة التي يكون أول مهماتها نصح النائبات بالذهاب إلى الفيلم الفلاني وعدم الذهاب إلى التياترو الفلاني.
وأيضًا لن يكون هناك أغاني للحب بين الرجل والمرأة وستغيب أغاني الهجر والفراق والعذاب، ومعنى ذلك أن تغيب معظم الأغاني التي قمت بغنائها.
المصدر: مركز معلومات أخبار اليوم
