قلم على ورق

عودة الكبار ضرورة إبداعية

محمد قناوى
محمد قناوى

خلال السنوات الأخيرة أصبح الإنتاج الدرامى المصرى هو السلعة الوحيدة فى الأسواق العربية، واحتل الصدارة على كافة الشاشات العربية من الخليج الى المحيط، وذلك من خلال أعمال توافرت فيها عناصر الإبهار والجذب للجمهور وقد بلغ حجم الإنتاج الدرامى المصرى خلال عام أكثر من 50 عملا دراميا متنوعا، عُرض العدد الأكبر منها خلال موسم رمضان والباقى خارجه، وقد حرصت شركات الإنتاج والقنوات الفضائية على فتح مواسم للعرض جديدة بهدف جذب الجمهور والإعلانات لتحقيق عائد لهذه القنوات، ولكن الملاحظة الجديرة بالاهتمام والتى يجب أن يضعها المسئولون عن الإنتاج الدرامى فى الحسبان عند الإعداد للموسم الرمضانى القادم أنه من بين الخمسين مسلسلا لم يترك تأثيرا لدى الجمهور سوى عدد قليل جدا من هذه الاعمال مثل «الاختيار وهجمة مرتدة والقاهرة كابول ولعبة نيوتن»، أما باقى الأعمال فقد مرت على المشاهد مرور الكرام بعد انتهاء عرضها والسبب فى ذلك حالة التراجع فى مستوى هذا المنتج الدرامى من حيث القيمة الفنية، حيث سيطرت السطحية وغياب الفكر والمعالجات الحقيقية للواقع على كثير من الاعمال بسبب افتقاد كثير من كتاب هذه الاعمال للثقافة الكافية وعدم امتلاك رؤية واضحة لقضايا الوطن وما يحتاجه من نوعية خاصة من الأعمال تساهم فى معركة الوعى وايضا تبرز حالة البناء والتطوير التى تشهدها الدولة فى كل المجالات، بالاضافة الى لجوء عدد من كتاب السيناريو الجدد للاستسهال فى الكتابة عن طريق تمصير بعض الأعمال الأجنبية غير المشهورة، لذلك لم تكن كثير من الاعمال التى عرضت على مستوى ما يحدث فى مصر من تطور وبناء وهذا يعود لعدم امتلاك عدد كبير من كتاب السيناريو المتصدرين الساحة الرؤية والفكر تجاه قضايا الواقع والذى يحتاج لكبار الكتاب الذين صنعوا تاريخ وامجاد الدراما المصرية، لذلك أتمنى أن يشهد الموسم الدرامى الجديد الذى بدأ التجهيز له حاليا وجود اسماء كبار كتاب السيناريو الذين بنوا تاريخ الدراما المصرية على اكتافهم وناقشوا قضايا الوطن ووثقوا احداثه الهامة فى اعمال مازالت باقية مثل «يسرى الجندى، محمد جلال عبدالقوى، بشير الديك، فيصل ندا، محمد السيد عيد، أبوالعلا السلامونى، عاطف بشاى، كرم النجار، أحمد عوض، عبدالحميد ابوزيد، محمد الباسوسى، مجدى صابر، محمد حلمى هلال.. وغيرهم» وأعلم جيدا أن كل كاتب من هؤلاء الكبار بداخل ادراج مكتبه أكثر من نص درامى طازج وصالح للتصوير والعرض خلال الموسم القادم.