لم يعرفه العلم من قبل.. دراسة علمية تحدد جنس الأطفال اعتماداً على عظامهم

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

كتبت : منى سعيد

تمكن فريق من العلماء بجنوب افريقيا  وفرنسا من التوصل لدراسة جديدة فى دورية نيتشر العلمية ، استطاعوا خلالها اكتشاف أول طريقة علمية موثوقة لتحديد الجنس بما يشمل الأطفال، وكذلك البقايا الأحفورية التي غالباً ما تفتقر الى المكونات الحية (DNA  والبروتين). حيث اكتشفوا أن الشكل الحلزوني لعظام «قوقعة الأذن» غير متشابه بين الذكور والإناث، وأن هناك تمايز بينهما يبدأ من اللحظات الأولي لولوج المولود إلي هذا العالم، كما لاحظوا أنه يمكن رؤية هذا التمايز بوضوح عند  قمة الإلتفاف الحلزوني الذي يميز «القوقعة».


وقال جوزيه براجا، الباحث الأول فى هذه الدراسة ورئيس قسم الأنثروبولوجي فى جامعة تولوز بفرنسا: ان الوقت الذي نشرت فيه هذه الدراسة لم يكن بالإمكان تحديد جنس الإطفال اعتماداً فقط على هياكلهم العظمية، على خلاف البالغين الذين يمكن تحديد جنسهم من خلال هيكلهم العظمي اعتماداً على عظام الحوض.
ويضيف “براجا”: من خلال انتاج صور ثلاثية الإبعاد باستخدام التصوير بالأشعة المقطعية، استطعنا ان نقدم للعالم اول طريقة موثوقة لتحديد الجنس من خلال العظام فقط، وأعنى بكلمة “موثوقة” أنها تتجاوز فى دقة صحتها نسبة 90 %.


لم تقف الحدود المكانية عائقاً أمام تواصل العلماء المشاركون فى هذه الدراسة، حيث سطروا مثالاً رائعاً في التواصل العلمي المثمر. فمن أقصي جنوب القارة الأفريقية إلى قلب القارة الأوروبية سافرت تلك التجارب العلمية حاملة فى طياتها اكتشافاً علمياً لم يعرفه العلم من قبل.
ضم الفريق المشارك فى هذه الدراسة عشرة باحثين ينتمون إلي عدة منظمات علمية وأكاديمية مختلفة تتبع دولتى فرنسا وجنوب أفريقيا. الفريد من نوعه بخصوص هذا الفريق أنه تضمن علماء متخصصون في الطب والتشريح وعلماء أشعة مقطعية وتصوير، بالإضافة إلي علماء رياضيات.


ولأن ذلك الفريق يؤمن بأن النتائج الإستثنائية تحتاج إلي تجارب استثنائية، فقد أدرجوا فى هذه الدراسة أكثر من مائة وست عشرة  (116) تجربة، حتى يتمكنوا من إثبات نتائجهم علمياً بطريقة لا يراودها شك.


أجرى الفريق تجاربهم على قسمين، البالغين (94 بالغا) والأطفال (22 طفلا) من كلا الدولتين المذكورتين آنفاً. شملت التجارب الفرنسية 32 أنثى و 22 ذكرا، بينما شملت التجارب الجنوب أفريقية 18 أنثى (15 من أصل أفريقي و3 من أصل أوروبي) و 22 ذكرا (21 من أصل أفريقي و 1 من أصل أوروبي)، بإجمالي 54 بالغ فرنسي و40 بالغ جنوب أفريقي.
لكل شخص بالغ (أعمارهم تتجاوز 18 ربيعاً) تم عمل اشعة مقطعية (CT scan) بجودة عالية تسمح بالدراسة الدقيقة لعظام الأذن، جدير بالذكر أن عمليات التصوير بالأشعة المقطعية للمرضي الفرنسين كانت قد أجريت بين عامي 2012 و 2014، فيما تم إجراء التصوير بالأشعة المقطعية للمرضي الجنوب أفريقيين فى عام 2016.


أما فيما يتعلق بالأطفال فقد درس الفريق 22 جمجمة لأطفال فرنسيين (تتراوح أعمارهم من سن الولادة وحتى 10 سنوات) ماتوا جميعاً قبل عام 1918 وكانوا قد تم حفظ أجسادهم بغرض إجراء البحوث العلمية عليهم، وبعد حصولهم على تصريح بدراسة هذه العينات تمكن الفريق من إجراء التصوير الدقيق بالأشعة المقطعية (Micro-CT scan) لتلك العينات، من أجل عمل الاختبارات اللازمة ومقارنة النتائج.


وكانت النتائج مذهلة حيث تمكن العلماء من تحديد نوع الجنس فى التجارب المذكورة بنسبة نجاح تصل إلى 99 % كما استطاع اعضاء الفريق من علماء الرياضيات والإحصاء من رسم اشكال بيانية اعتماداً على الجداول الإحصائية للتجارب، بحيث يمكن من خلال هذه الأشكال البيانية التمييز بسهولة بين كلا الجنسين.