بالأرقام | الديمقراطيون يهزمون أنصار ترامب في «سباق اللقاح»

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

كتبت: وسام الشنهاب

واجهت خطة التطعيم ضد فيروس كورونا المستجد التي وضعها الرئيس الأمريكي، جو بايدن، بداية من 4 مايو ولمدة 3 أشهر، عقبات ساهمت في اتساع المدي الزمني وصولاً للتحصين الشامل، لتصبح أحلام بايدن بتحقيق إنجاز في ملف التطعيم محل شكوك.

اقرأ أيضًا: إسرائيل تعارض فتح قنصلية أمريكية للفلسطينيين بـ«القدس»

فوفقا لأحد مراكز تحليل البيانات الأمريكية فإن المعروض من لقاح كورونا فاق الطلب، نتيجة إحجام عدد من السكان عن التطعيم.

اللافت للانتباه أنه بفحص معدلات التطعيم داخل كل مقاطعة، خلال مايو الماضي، وجد أن المقاطعات التي صوتت لصالح الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، خلال الانتخابات الرئاسية 2020، سجلت معدلات أقل من تلك التي صوتت لصالح بايدن، إلا أنه عقب مرور شهرين، لم يبقي الحال علي ما هو عليه فحسب، بل ارتفعت الفجوة بين مقاطعات كلا الجانبين.

وأشار مركز kFF الأمريكي لتحليل البيانات إلى أنه رغم ارتفاع معدلات تطعيم مجموع السكان داخل الولايات المتحدة الأمريكية - الجمهورية والديمقراطية - إلا أنها ازدادت بسرعة أكبر داخل تلك المقاطعات التي صوتت لصالح بايدن.

وأظهرت نتائج التحليل التي أجراها المركز خلال 22 أبريل، أن نسب الحاصلين علي التطعيم داخل مقاطعات ترامب بلغت ‪%‬20‪.‬6 مقارنة بـ ‪%‬22‪.‬8 داخل مقاطعات بايدن، بفارق قليل نسبي بلغ ‪%‬2‪.‬2 إلا أن هذا الفارق بدأ في الاتساع خلال الاستطلاعات اللاحقة أن بلغ ‪%‬6‪.‬5 خلال 11 مايو، وارتفع ليصل إلي ‪%‬11‪.‬7 في 16 يوليو.


اجمالا بلغ التطعيم داخل الولايات التي صوتت لصالح ترامب ‪%‬35 مقارنة ب ‪%‬46‪.‬7 داخل مقاطعات بايدن، علي الرغم من التباطؤ ‬ بشكل عام في معدلات التطعيم ضد فيروس كورونا، إلا أن النتائج تظهر اتساع الفجوة بين المجتمعات المعرضة لخطر الإصابة علي طول الخطوط الحزبية.

وأوصي مركز  kFF  بتحديد الرسل المناسبين لزيادة معدلات التطعيم بين الجمهوريين، ووفقا لمراقب اللقاحات - الذي يراقب مسار الجمهوريين حول التطعيم- يثق الجمهوريون في استقبال المعلومات الخاصة باللقاح من أطبائهم وموظفيهم بشكل أكبر من تلك الصادرة عن المصادر الحكومية، مشدداً علي ضرورة الاستعانة بهم، لاسيما مع إعلان الرئيس بايدن الخاص بتوزيع التطعيم من خلال مكاتب الأطباء، لافتاً إلي وجود  مجموعات متشددة من مقاومي اللقاح الجمهوريين من الصعب تغيير اتجاهاتهم وفق لمراقب حركة اللقاحات.

تباطؤ التطعيم داخل الولايات المتحدة دفع بايدن لاتهام فيس بوك «بقتل الناس» عبر السماح بنشر معلومات مضللة فيما يتعلق باللقاحات، فيما بدا أن توجيه هذا الاتهام لوسيلة إعلامية في أعظم الديمقراطيات العالمية يعد سابقة لطالما انتقدها المجتمع الأمريكي خلال عهد الرئيس السابق ترامب، لاسيما وأن فيس بوك دائما ما يواجه اتهامات بكونه ذراع إعلامي للحزب الديمقراطي، بالنتيجة تعد أي استجابة من قبل فيس بوك عن حجب معلومات يعتبرها مضللة عن اللقاح تأكيد الاتهام السابق. 

وبدوره كشف فيس بوك أن ‪%‬85 من مستخدميه تلقوا التطعيم أو ينوون ذلك، ما دفع بايدن للتخفيف من حدة اتهامه واصفا حفنة من مستخدمي الفيس بوك باستغلال المنصة في نشر أكاذيب، إلا أن الباحثين المعنيين بدراسة الدوافع وراء تردد البعض إزاء تلقي اللقاحات قالوا إن شبكات التواصل لعبت دور في نشر الأكاذيب حول اللقاح واستطاعوا اجتذاب عدد كبير من الأمريكيين إلي صفهم.



وأكد مقال نشرته جريدة واشنطن بوست، بعنوان «الناس يصبحون ضد التلقيح إذا استقوا معلوماتهم عن فيروس كورونا من الفيسبوك أكثر من تلك الذين يستقون معلوماتهم من خلال فوكس نيوز»، وجود علاقة قوية بين الفيس بوك والتلقيح، لاسيما وأن المتلقيين لمعلوماتهم عبر الفيس بوك أقل رغبة في التطعيم عكس هؤلاء الذين يستقون معلوماتهم عبر فوكس نيوز.



واعتبر المقال دليل الفيس بوك غير مقنع، خاصة وأنه لم يقارن بين مستخدمي وغير مستخدمي الفيس بوك لاستيضاح الفارق بينهم، بالإضافة إلي أنه لم يذكر معدلات التطعيم لغير مستخدميه، رغم حصولهم علي المعلومات المتعلقة بالفيروس من خلاله.

‏Ngd أجري covid states project مسح واسع النطاق علي عينة حجمها 20‪.‬699 أمريكيا من داخل الولايات الخمسين وكولومبيا لتعقب مسار كورونا منذ بداية الجائحة، مراعيا العرق، العمر، الجنس، التعليم والإقامة في المناطق الحضارية أؤ الريف خلال شهري يونيو ويوليو.

وبسؤال المشاركين عن مصدر تلقي معلوماتهم حول اللقاح بالمقارنة بين فوكس نيوز، سي إن إن، MSNBC، فيس بوك، إدارة بايدن، أو نيوز ماكس، وجد الباحثون أن فيس بوك مصدر رئيسي للمعلومات حول فيروس كورونا يمكن مقارنته بشبكة فوكس نيوز ،وسي إن إن.