في الذكرى السابعة لرحيل مصطفى حسين.. رسم كثيراً وتكلم قليلاً

مصطفى حسين
مصطفى حسين

ريشة مصطفي حسين الذى نحتفى بإحياء ذكرى رحيله السابعة تكلمت وعبرت أكثر مما تكلم هو فى حوارات صحفية وتليفزيونية وإذاعية قليلة ، ونقتبس من هذه الحوارات أهم ما جاء على لسانه تعبيراً عن قضايا كان له فيها رأى لم تتطرق إليه ريشته الساخرة فتعالوا لنرى ماذا كان يقول: أعتقد أن العمل بالصحافة مكسب ، لأن الجريدة معرض دائم لأعمالى ، لو أننى أقمت معرضاً.. كم واحد سيزوره ؟ الجريدة تتيح لك الآلاف وربما أحبوه أكثر، لأن الشعب المصرى، للأسف ، مش متربى تشكيلياً ، وهذه مشكلة ، لو أننا نتذوق الفن التشكيلى، ستجد طوابير أمام المتاحف والمعارض.

ندمت على بعض الرسومات ، هاجمت وزير التعليم حلمى مراد بعنف ، وعندما جمعتنا جلسة وجدته على خلق، كان شبه كامل ولم يعاتبنى حتى ، فشعرت أننى كنت فجاً فى الهجوم عليه .

متابعة أخبار الناس ومشاكلهم ليست هواية لدى ، لأننى شعرت مع الوقت أن الأمر أصبح واجباً مثل واجبى تجاه بيتي وأسرتى وابنى الذى لا يمكنني التخلى عنه ، لأننى لو تخليت عنه أصبح خائناً أو مارقاً.
الحاكم يعتبر الكاريكاتير مرآة يرى فيها نفسه ومدى معاناة الناس ، ومسألة أن الكاريكاتير من الممكن أن يسقط حكومات بتأثيره القوى ربما تحدث فى مجتمعات تتمتع بالديموقراطية وقوة الرأى العام ، ولا تحدث فى مجتمعات  لا يتوفر فيها ذلك .

 فى فترة الستينيات كانت لى بعض الرسومات التى جرت على المتاعب وكان الكاريكاتير حينها يفسر، و إذا وضع محل تفسير أو تفتيش فقد الإحساس به وقيمته تكمن فى الانطباع الأول المباشر الطازج ، وحدثت بعض المتاعب فى السبعينيات أيضاً ، أما فى السنوات الأخيرة فلا يحدث هذا ، لكن لا ننسي أن الفنان العظيم رخا اعتقل و دخل السجن بسبب أحد رسومه كما كان الكاريكاتير يستخدم فى الحرب بين الأحزاب وبعضها على مستوى « أخبار اليوم «  و « روز اليوسف «  و « الأخبار .


أتذكر أثناء الحفل الذى أقامه الرئيس مبارك لتكريم الأديب نجيب محفوظ بمناسبة فوزه بجائزة نوبل أن الزميل محسن محمد جذبنى من ذراعى قائلاً : تعال معى ، وتصورت أنه سيقول لى شيئاً خاصاً فسرت معه لأجد نفسى أمام الدكتور عاطف صدقى رئيس الوزراء الأسبق ولم أكن قابلته وجهاً لوجه من قبل ، ولم أكن أعرف رد فعله تجاه  «فلاح كفر الهنادوة « ، فسألته عن رأيه فى المناقشات التى يديرها « هنداوى « مع البيه عاطف ، فإذا به يتحدث بإعجاب شديد عن الكاريكاتير، فاكتشفت أنه يتقبل النقد بصدر رحب.

أحببت السينما والتمثيل فى فترة مراهقتى، وكنت أتمنى أن أكون مثل الفنان العظيم أنور وجدى فتى الشاشة الأول ، فى هذه السن يكون للسينما تأثيراً شديداً فكل واحد يتمنى أن يكون مكان البطل ، لكنى كنت أحب الرسم فبدأت العمل بالصحافة قبل دخولى كلية الفنون الجميلة .


 أحمد رجب كاتب ساخر كبير، وأنا أستفيد من جلوسى اليومى معه لأننا نثرى أفكار الكاريكاتير ونتناقش فيها ، ولا أنكر فضل أحمد رجب فى إثراء رسومى الكاريكاتيرية ،وهو صديق حميم وأشكره أنه يردد فى كل مكان وكل مناسبة « مصطفى هو أحسن رسام فى العالم».
 المرض أعطى لى الصبر، الصبر يمكن أن يحيى الإنسان ، أننى أصبر وأتحمل، تحملت آلاماً رهيبة ، أنا أصبت بالسرطان وكنت أعالج بالراديو والكيماوى والجراحة ، والمرض هذب روحى .