مآسي الرقاب المحنية| الاستخدام المفرط للهواتف الذكية يهدم البيوت

التفكك الاسرى بسبب الموبايل
التفكك الاسرى بسبب الموبايل

◄ علم الاجتماع: التكنولوجيا خلقت نوعا من العزلة الاجتماعية والاغتراب

◄ وخبراء: لابد إنشاء ثقافة إيجابية لكيفية التعامل مع التكنولوجيا


لا غنى عن الأدوات التكنولوجية اليوم، فالهاتف الذكي والأجهزة اللوحية تجعلك مطلع على أعمالك، وجهاز الكمبيوتر أداتك للتنفيذ والتطوير، والشاشة الذكية مهمة للأبناء، لكن مع كل نجاح يعتمد على التقنيات يقابله إخفاق اجتماعي أو أسري فكل حواسك واستجاباتك باتت عبارة عن «ضغطة» بطرف إصبعك.

 

اقرأ أيضا:

مآسي الرقاب المحنية| «أشعة» الهاتف المحمول.. تطفئ نور العين
 

الاستخدام المفرط للوسائل المرتبطة بالتكنولوجيا باتت خطرا على الإنسان جسديا وعقليا، والأسوأ أنها تدمر العلاقات الاجتماعية المختلفة، إذ يؤكد علماء اجتماع أنها سبب في العزلة المجتمعية التي أصبح يعيشها كثيرون، وتفكك الأسرة.

 

عزلة اجتماعية
دكتور أماني عبد الرحمن أستاذ علم الاجتماع بكلية الدراسات الإسلامية جامعة الأزهر، أكدت أن الاستخدام المفرط للتكنولوجيا هو سمة العصر، ولا يمكن أن نلغيه أو نرفضه، ولكن الإشكالية لدينا تتمثل في الاستخدام الخاطيء لها من قبل الكبار والصغار، والتي خلقت نوعا  من العزلة الاجتماعية والاغتراب، خاصة مع دخول الإنترنت على أغلب الموبايلات، والتي لا تفارق أيدي الصغير قبل الكبير.

 

وأرجعت هذا إلى أن الشخص عندما يجد نفسه لا يستطيع أن يتكيف مع الآخرين، فيعزل نفسه باستخدام الإنترنت، وأحيانا الكثير منا لا يفضل أن يظهر بشخصيته الحقيقية، ويعيش في العالم الإفتراضي بشخصية من وحي خياله.

 

وأضافت أستاذ الاجتماع أن الإنترنت أصبح وسيلة للهروب، وأصبح هو المتنفس للناس بعد كل ما يعيشونه من ضغوط ومشاكل حياتية، فيهربون من كل هذا بقضاء فترات طويلة على وسائله، وبالتالي تزيد العزلة والاغتراب في المجتمع، وينتج عن هذا تزايد المشاكل والخلافات، موضحة أن هناك من يبقي بالساعات في غرف التعارف، وهناك من يقضي يومه في مشاهدة أفلام إباحية، وحتى ألعاب الأطفال فإن الكثير منها يؤدي إلى ارتكاب جرائم مختلفة، هذا بالإضافة إلى التطبيقات الجديدة وما لها تأثيرات سلبية.

 

اقرأ أيضا: 

مآسي الرقاب المحنية| متلازمة «الرقبة النصية».. في كل منزل ضحية للموبايل 

 

وأكدت «دكتور أماني» أن تقليد أولادنا لمقدمي هذه التطبيقات وأخذهم نماذج سيجعل الجيل القادم من المجتمع ينشأ على ثقافة وعادات مختلفة تماماً عن المجتمع المصري، قائلة: «لابد أن نعود كما كنا، ويكون هناك ترابط وحوار في الأسرة».


واختتمت حديثها قائلة: «التكنولوجيا أداة علم ولكن الاستخدام الخاطىء لها راجع للتنشئة».


ضوابط للأفراد
وأشار دكتور رفعت عبد الباسط أستاذ علم الاجتماع بجامعة حلوان إلى أن التقدم التكنولوجي والحكومة الإليكترونية على مستوى المجتمع ظاهرة إيجابية ومطلوبة، لأنه لابد أن نتطور ونسير مع التقدم العالمي.

 

واستدرك: «لكن المطلوب الضوابط له على مستوى الأفراد، لأنه للأسف في مجتمعات العالم الثالث ومنها مصر يستخدموها بشكل خاطيء، فهي كأي سلاح له حدين، ولابد أن يكون هناك وعي، لكيفية استخدامه».

 

وأكد دكتور رفعت أن استخدام هذه الوسائل بشكل دائم كما هو الحال لدى أغلبنا، له تأثير سلبي جدا على الأسرة والمجتمع، فلم يعد هناك تفاعل بين الأولاد والوالدين، وبين الإخوات وبعضهم البعض، وحتى بين الزوجين، فأدى الاستخدام السيء والمفرط للتكنولوجيا والمختزلة في أجهزة الموبايل إلى تفكك الأسرة المصرية.

 

ولفت إلى أن معالجة هذا يبدأ من التنشئة من البداية، والآن للطفل يشاهد أمه طوال الوقت والموبايل في يدها حتى في المطبخ، وكذلك الأب، فلابد أن يكونوا هم قدوه له.

 

وأوضح أن التغلب على الاستخدام السيء لوسائل التكنولوجيا يكون من خلال إنشاء ثقافة إيجابية لدى أفراد المجتمع، هذه التنشئة تتم من خلال مؤسسات التنشئة وأولها الأسرة والمدرسة وبعدهم منظمات المجتمع المدني، والمؤسسات الإعلامىية، ومؤسسات الثقافة الناعمة للتعامل السليم، وكيفية الاستفادة من التطور التكنولوجي بصورة تتناسب معنا.

 

اقرأ أيضا: 

مآسي الرقاب المحنية| الموبايل يلتهم الصحة العقلية