تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية اليوم الثلاثاء بتذكار تكريس بناء كنيسة الانبا أنطونيوس، وذلك وفقًا لما جاء في سنكسار الكنيسة وهو كتاب يسرد قصص الشهداء والقديسين في المسيحية.
ويعد الأنبا أنطونيوس مؤسس الحياة الرهبنة في المسيحية ليس فقط في مصر بل في العالم بأكمله، وولد الأنبا أنطونيوس عام 250م، في بلدة قمن العروسة بمحافظة بني سويف من أسرة ثرية؛ وفي سن الثامنة عشْرة، توفي والداه وتركاه هو وشقيقته، فصار منذ وفاتهما كثير التفكير في أمر زوال العالم، وذات مرة، ولم يكن قد تخطى العشرين من عمره ذهب إلى الكنيسة، وفي أثناء قراءة الإنجيل قراءه مقولة للسيد المسيح وهي «إن أردت أن تكون كاملا فاذهب وبيع أملاك وأعطيها للفقراء فيكون لك كَنز في السماء، وتعالَ اتبعنى فاشتاق إلى ترك كل شىء والتفرغ للعبادة».
وعلى الفور أخبر شقيقته برغبته وبعزمه بيع ميراثه وتوزيعه على الفقراء فوافقته هى الأخرى وباعا كلاهما كل ما لديهما، واحتفظ هو بقليل من المال من أجل أخته، وبعد زمن يسير، ترك العالم ومضى إلى البرّية من أجل التعبد والصلاة، بعد أن أودع شقيقته في بيت للعذارى.
وظل الأنبا أنطونيوس يحيا في حصن مهجور على جانب النهر ثم انتقل إلى البرّية الداخلية، وعاش حياة التوحد والزهد والصلاة خمسة وثمانين عامًا، ليصير بحياته أبًا للرهبان ومؤسسًا للحركة الرهبانية، لا فى مِصر وحدها، بل العالم بأسره.
وتخطت شهرة الأنبا أنطونيوس لتصل إلى آسيا و أوروبا ويرجع الفضل في ذٰلك إلى البابا البطريرك أثَناسيوس الرسولي البابا العشرين في بطاركة الإسكندرية، والذي كان قد تتلمذ على يد الأنبا أنطونيوس، حيث رأى البابا أثناسيوس ضرورة أن يسجل ما رآه وعاشه في تلمذته مع الأنبا أنطونيوس.
شاهد أيضا :-خلال 60 عاما ... «اكليريكية الأنبا رويس» منارة إعداد الكهنة والقساوسة
