الأمم المتحدة توجه إنذارًا أحمر للبشرية

النيران تلتهم قرى اليونان وكاليفورنيا تكافح لإخماد «ديكسى»

اليونان تكافح حريق جزيرة إيفيا المدمر لليوم السابع على التوالى
اليونان تكافح حريق جزيرة إيفيا المدمر لليوم السابع على التوالى

فى الوقت الذى يشهد فيه العالم سيلًا من الكوارث الطبيعية من حرائق وفيضانات وموجات حر قياسية، وجه تقرير أممى «إنذاراً أحمر للبشرية» بسبب ارتفاع درجة حرارة الأرض.

وتوقع التقرير الصادر عن خبراء المناخ فى الأمم المتحدة أن ترتفع درجة حرارة الأرض بمقدار 1،5 درجة مئوية مقارنة بعصر ما قبل الثورة الصناعية وذلك مع حلول عام 2030، أى قبل عشر سنوات من المتوقع، مما يهدد بكوارث جديدة «غير مسبوقة».

وأوضح تقرير الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ، أن الارتفاع فى درجات الحرارة، سيستمر بعد ذلك فى تجاوز هذه العتبة، بحلول عام 2050، حتى لو تمكن العالم من الحد بشكل كبير من انبعاثات غازات الدفيئة ، وجاء فى التقرير الذى نُشر الجزء الأول منه، أمس، أن البشر مسؤولون «بشكل لا لبس فيه» عن الاضطرابات المناخية والاحتبارس الحرارى، موضحاً أن النشاطات البشرية تسببت فى ارتفاع درجة الحرارة 1،1 درجة تقريباً منذ القرن التاسع عشر. 

وفى حال لم تخفّض الانبعاثات بشكل حاد، سيتم تجاوز عتبة درجتين مئويتين خلال القرن الحالى، مما يعنى فشل اتفاق باريس الموقع عام 2015 ، وحذرت الهيئة من أنه مع ارتفاع درجة الحرارة بمقدار 1،5 درجة مئوية، ستزداد موجات القيظ والفيضانات وغيرها من الظواهر المناخية المتطرفة بطريقة «غير مسبوقة»، وأكد التقرير أن بعض عواقب تغير المناخ «غير قابلة للعكس» ، وأوضح أنه تحت تأثير ذوبان الجليد القطبى، سيستمر مستوى المحيطات فى الارتفاع «لقرون، بل لآلاف السنين»، وأشار إلى أن البحار التي ارتفعت مستوياتها 20 سنتيمتراً منذ عام 1900، فما زال من الممكن أن ترتفع بحوالى 50 سنتيمتراً بحلول عام 2100.

وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش تعقيباً على التقرير، إنه يعلن نهاية الوقود الأحفورى الذى «يدمر الكوكب» واعتبر فى بيان أن التقرير، وهو الأول من نوعه منذ سبع سنوات، «إنذار أحمر للبشرية « أجراس الإنذار تصم الآذان: انبعاثات غازات الاحتباس الحرارى الناتجة عن الوقود الأحفورى وإزالة الغابات تخنق كوكبنا».

يأتى ذلك فيما تواصل اليونان، لليوم السابع على التوالى،  مكافحة حريق جزيرة إيفيا على بعد مئتى كيلومتر شرق  العاصمة أثينا ورغم أن معظم الحرائق فى اليونان قد تمت السيطرة عليها تقريباً، إلا أن حريق إيفيا، ثانى أكبر جزيرة فى اليونان، يبقى الأكثر إثارة للقلق، وتم إخلاء عشرات القرى من سكان الجزيرة، التى يبدو المشهد فيها مرعباً، بعدما اجتاحتها النيران.

واستمرت جهود نحو 500 من رجال الإطفاء حتى الساعات الأولى من فجر أمس، فى مونوكاريا لمنع وصول النيران إلى بلدة إستييا المهددة بألسنة اللهب ، ولف دخان كثيف وخانق منطقة بيفكى الساحلية حيث تم إجلاء مئات القرويين منها بحراً ويكافح رجال الإطفاء لمنع وصول النيران إلى قريتى كماترياديس وجالاتسادس ، ونقلت وكالة الأنباء اليونانية عن إطفائيين قولهم إنه «إذا وصلت النيران إليهما، فستشعل غابة كثيفة وسيكون من الصعب إخمادها».  وتواجه اليونان موجة من الحرائق الضخمة منذ حوالى أسبوعين يؤججها الجفاف وموجات الحر الشديد. 

وفى الولايات المتحدة، استمرّ حريق «ديكسي» الهائل الذى يجتاح شمال كاليفورنيا فى التمدّد، مما جعله ثانى أسوأ حريق فى تاريخ الولاية ، ويعد «ديكسى» أكبر حريق غابات نشط فى الولايات المتحدة، لكنّه واحد من 11 حريقًا كبيرًا فى كاليفورنيا ودمر الحريق حتى الآن  187،562 هكتار، وهو يُغطّى حاليًا مساحة أكبر من لوس أنجلوس.

ويُقدّر جهاز الإطفاء أنّ الحريق الذى اندلع فى 13 يوليو الماضى لن يتمّ إخماده قبل أسبوعين ويستعد رجال الإطفاء لحرارة أعلى من المتوقّع قد تتجاوز 38 درجة مئوية بحلول منتصف الأسبوع ويُشارك الآن أكثر من خمسة آلاف فرد فى إخماد حريق «ديكسى» وأدى الحريق إلى فرار آلاف السكان من منازلهم.