حوار| الروائي عمرو علام الأزمات تحيط بالمبدعين والشباب يحتاجون لمنبر

الروائى الدكتور عمرو علام المستشار بالنيابة الإدراية
الروائى الدكتور عمرو علام المستشار بالنيابة الإدراية

المشهد الثقافي جاذبًا للعديد من المؤلفين والروائيين 
الأدباء الشباب يحتاج إلي منبر يهتم بإبداعاتهم وتقويم تجاربهم الأدبية
الأدب هو أحد أدوات القوة الناعمة المصرية ..والسبيل الأكثر تأثيرا في الفكر والسلوك

روائى بدرجة مستشار وأديب بدرجة دكتور، «عمرو علام» المستشار بهيئة النيابة الادراية، والحاصل على الدكتوراه فى القانون،  صاحب رؤية أدبية تحمل المعانى الروحية والمضامين السياسية، التى تغوص داخل النفس الإنسانية، اتخذ من التاريخ مطية، للوصول إلى لب القضية، طارحا أفكاره، ربما لم يتناولها قبله أحدا من المبدعين, الأمر الذى يدفعنا دفعا إلى الغوص فى داخل أعماق النفس البشرية، حاول وينجح من خلال أعماله فى قيادة من يقرأ إبداعه إلى الرضوخ لإدارته، وتشير إرهصات الأعمال الابداعية للروائى المستشار عمرو علام, إلى نائب جديد قادم من الأرياف، بأفكار جديدة يتناولها فى روايته، تكشف عن أديب راقى مستقبله مملوء بالابداعات التى سوف يكون لها شأن كبير.. «بوابة أخبار اليوم» أجرت حوارا مع الدكتور عمرو علام عن الحياة الثقافية المصرية, ومستقبل الحياة الأدبية, وأهم أعماله الابداعية.. 

 

هل المشهد الثقافى الآن جاذب ويرعى المواهب الأدبية فى مختلف المجالات.. أم هناك بعض الأمور التى تحتاج إلى إهتمام أكبر من قبل المسئولين لتعود الريادة الأدبية للمشهد؟


أولا أتقدم بالشكر لكم جميعا علي إتاحة هذه الفرصة العظيمة للتواصل معكم عبر منبركم الأجمل والأكثر أنتشارا «بوابة أخبار اليوم» التى حققت إنتشارا واسعا, وتتواصل مع المواطن المصرى فى مختلف قرى ومحافظات الجمهورية, وبالعودة لسؤالكم.. فالمشهد الثقافي الآن وإن كان جاذبا للعديد من المؤلفين والروائيين, إلا أن الأزمات ما زالت تحيط بالمشهد ككل, فحتي الآن لا تقوم دور النشر الحكومية بدورها كاملا, بل إن المعوقات التي تصدرها للمؤلف كثيرة دون رعاية لإبداعه, حتي صارت مؤلفات المبدعين الجدد إما حبيسة الأدراج أو لا تجد سبيلها من الأصل إلي الناشر, أما دور النشر الخاصة فلكل دار مقوماتها فيما تطلب من عمل, وأرجو أن يكون الإبداع والتجديد هو العامل الأكثر تأثيرا, لا مجرد الكسب المادي, بعد عجز المؤسسات الثقافية الحكومية عن توفير المتنفس لهولاء, والأمر يحتاج أن تنتبه تلك المؤسسات لدورها الحقيقي في اكتشاف ورعاية الإبداع الحقيقي.

وما هى أهم المطالب التى يحتاج إليها الأدباء فى مختلف الأعمار السنيه من قبل الدولة لتحقيقها من وجهة نظركم؟ 

يحتاج الأدباء الشباب إلي منبر يهتم بالإبداعات الخاصة بهم وتقويم التجارب الأدبية بمنتهي الحيادية حتي تسطع المواهب الحقيقية وتعود الريادة الادبية لسابق عهدها

هل حلقة التواصل بين جيل الرواد والشباب من الأدباء ما زالت مفقودة؟ ومن هو مثلك الأعلى فى حياتك الإبداعية؟ 

أحب العديد من الأدباء المصريين, الذين تركوا بصمة لا تمحي في الحياة الأدبية, ولكنني لو أخترت فسيكون أولهم مصطفي صادق الرافعي, فليس له نظير في الأدب العربي في قدرته علي خلق الصور واشتقاقها من بعضها, كأنما دعي كل الألفاظ والصور والمعاني فتبعته, أما كل من توفيق الحكيم ونجيب محفوظ فيسحرني أسلوب كل منهما وكيف اختارا المعاني العميقة والصور البليغة وعبرا عنها بمنتهي السهولة واليسر.

دور النشر فى الغالب أصبحت تجارية فما هو سبيلك فى طبع ابداعاتك؟

للأسف كما ذكرت لك فالمؤسسات الثقافية متخمة بالعديد من المشاكل, وليست متفرغة لإثراء الحياة الأدبية بالجديد من الكتب والأدباء, ولم أستطع التواصل معها للأسف, وتبقي دور النشر الخاصة هي السبيل الأيسر لنشر عملك بصرف النظر عن رغبتها في الربح فهو الهدف الأول, غالبا للعديد من دور النشر الخاصة إلا أن العديد منها الآن يبحث عن الإبداع والمبدعين.

ما هى بداية أول إبداعاتك؟
 

نشرت لي رواية «يهودي مصري» وقد لاقت قبولا والحمد لله, وبالفعل تم شراء الطبعة الأولى منها كاملة, إضافة إلى بعض الإصدارات القانونية المتخصصة.


 

..وهل هناك مشروعات لأعمال إبداعية سترى النور قريبا؟

نعم .. انتهيت والحمد لله من روايتي الثانية, وأرجو أن تجد طريقها للنشر في إحدي الدور المهتمة بالإبداع.

..وإختيارك لطريق الأدب هل لاقى قبولا من المحطين بك؟

أنا لم اتفرغ للأدب بشكل تام وإنما أمارسه بجانب عملي كمستشار بالنيابة, وبالفعل وجدت قبولا كبيرا ودعما غير محدود من عائلتى وأصدقائى, الذين رحبوا جدا بإنتاجى الأدبى, وأتمنى أن أظل على هذا الطريق الذى يروادنى منذ نعومة أظافرى.

هل هناك بالفعل حركة نقدية تواكب الأعمال الابداعية حاليا؟

النقد الأدبي في رأيي الخاص هو فن تفسير النص الأدبي لبيان مواطن القوة والضعف فيه, والنقد دراسة متأنية بقصد تعرف مستوى جودة المنتج وهو النص، وتقدير القيمة الحقيقة له, وتقييم النص يخضع لذائقة الناقد وميوله الأدبية ومدي حياديته في تقييم النص, ويوجد العديد من النقاد الذين يتبعون ذلك.
- هل الجوائز المرصودة للأعمال الإبداعية سواء فى الرواية أو القصة أو الشعر والمسرح والنقد كافية وترتقى للحركة الإبداعية فى مصر؟ 
الجوائز المذكورة لا يعلم عنها إلا المتخصص أو المتابع لها, وأري أن الأديب عليه ألا ينشغل بذلك, والنص الجيد سيجد طريقه للتكريم لو وضعت المعايير الموضوعية للجوائز.

..وهل ترتقى الأعمال الإبداعية المصرية الآن لتتولى الريادة العربية فى مختلف صنوف وفنون الأدب, وما موقعها من الحركة الأدبية العالمية؟

يوجد الأن العديد من الأقلام الواعدة المصرية والعديد من الأدباء الشباب الذين يجب رعايتهم.. أما الموقع من الحركة الأدبية العالمية, فنحن نحتاج بالفعل إلي العمل الجاد والمعايير الأكثر شفافية.
هل هناك إهتمام إعلامى يناسب الحركة الأدبية فى مصر, وما هى الحلقة المفقودة بين الأدباء ووسائل الاعلام المختلفة من صحافة واعلام؟ 
لا أعتقد ان الاهتمام الاعلامي يناسب الحركة الادبية في مصر ونحتاج لعمل جاد وصحف متخصصة حقيقية تضم الأدب الحقيقي, كما أن وسيلة الأدباء الشباب وسيلتهم الوحيدة لظهور أعمالهم للنور هى النشر من خلال وسائل الاعلام المختلفة خاصة الصحافة, والتى تمثل متنفسا مهما لهم, وتشجعهم على الاستمرار فى انتاج اعمال ادبية وتحسين جودتها من خلال النقد وتنبى الرواد للشباب فى مختلف صنوف الابداع سواء كانت قصة او رواية او شعر او نقد ادبى او ترجمة, والحلقة المفقودة بين الأدباء والإعلام هو ضعف التغطية الإعلامية  للأعمال الأدبية وللكاتب ومحبيه, وهي تحتاج إلى صحفي مثقف واعي يمكنه إكتشاف الموهبة أو تذوق النص الأدبي.

وأخيرا من وجهة نظركم ما هو الدور المنوط بالاعمال الأدبية الآن لتواكب التطور فى مختلف المجالات, ودورها كقوة ناعمة فى توعية المواطن وحماية الدولة من الافكار المتطرفة والهدامة؟

 
الأدب هو إحدي أدوات القوة الناعمة, وهو السبيل الأكثر تأثيرا في الفكر والسلوك, ومن هنا يمكن ـن يكون حائط الصد ضد الإرهاب والتطرف الفكري والتشدد دون داعي. 

وماذا عن رواية يهودى مصرى؟

الرواية مستوحاة من أحداث حقيقية للقاهرة التاريخية, فى نهاية القرن التاسع عشر, تصف جمال شوراعها ومساكنها, كمدينة ليست مزدحمة كغيرها من المدن على مستوى العالم, وإن تجاوز عدد سكانها المليونين والنصف, لا تستطيع أبدا مهما جمح خيالك أن تتصور كيف كانت تلك المدينة الجميلة، قد لا تبدو لك جميلة بمقاييس اليوم، ولكنها كانت ساحرة بمقاييس هذا العصر, أصف واقعة تاريخية وقعت فى ذاك العصر, وهى ترميم معبد بن عزرا الخاص بطائفة اليهود الربانيين, والذى إنهار سقف إحدى حجراته, فيتسرب بعض ما بها من مخطوطات, التى تقع إحداها صدفة فى أيدى سيدتين من أسكتلندا, وبعد الفحص الدقيق لها، وبمحض المصادفة بمعرفة أحد العلماء يكتشف إكتشافا مذهلا، ويصمم على الحضور بنفسه للقاهرة لكشف السر..