فرحات: «الأعلى للثقافة» وظيفة إدارية.. والمشهد في الوقت الراهن ملتبس

الناقد الأدبي الدكتور أحمد فرحات، الباحث الأكاديمي بكلية دار العلوم جامعة القاهرة
الناقد الأدبي الدكتور أحمد فرحات، الباحث الأكاديمي بكلية دار العلوم جامعة القاهرة

صرح الناقد الأدبي الدكتور أحمد فرحات، الباحث الأكاديمي بكلية دار العلوم جامعة القاهرة، فى حواره مع «بوابة أخبار اليوم»، أن المجلس الأعلى للثقافة مجرد وظيفة إدارية ينعم أصحابهم بالقليل، مجتمع يغلبه الشللية والمصالح المشتركة، متقوقع على بعض الأشخاص دون غيرهم، ولا يمثلون إلا أنفسهم، فإذا عارضهم معارض سعوا إليه وضموه إليهم فأصبح يسبح بحمدهم، لا يرتجى من المجلس تقديم صورة حقيقية للواقع الثقافي المصري، وبالطبع والعربي. 

وتابع: النقابة لعامة لاتحاد كتاب مصر خرج من عباءتها أشخاص انقلبوا عليها، وباتت بياناتهم أكثر من أفعالهم، وأغلبهم  له مصلحة خاصة، ومجمع اللغة العربية تستطيع أن تقرأ عنه في الصحف ما يجعلك تشمئز من حجم الفساد المستشري بين جنباته، يخلعون رئيسا منتخبا، ويعينون أخر، حتى أصبح الكرسي والمنصب هدفا شخصيا لا للمصلحة  العامة. 


هذ المشهد المرتبك يجعلك تقلق فعليا على مستقبل الثقافة في مصر، ويجعلك تتحسر على ما فات من مكانة مرموقة للدور الثقافي المصري عربيا وإقليميا، وارتباك المشهد لا ينتج أفرادا مبدعين، وما هي إلا جهود ذاتية يحاول البعض استثمارها، والسطو على نجاحها. 


وقد أكد الناقد الأدبي الدكتور أحمد فرحات، أن المشهد الثقافي المصري في الوقت الراهن ملتبس من مناحي كثيرة فالجامعات المصرية الرسمية مثلا تغط في نوم عميق، تتصارع على كراس ومناصب، لا يشغلها إلا المنصب والكرسي، يضربون رقاب بعضهم دون وازع أخلاقي، يتهافتون على صغائر الأمور، لا يشغلهم الكتاب بقدر انشغالهم بما وراء الكتاب من حوافز مادية، تدنى مستواهم العلمي حتى تأخروا عن ركب التميز والتفوق، قوقعوا أنفسهم داخل برج عاجي، لم يفعلوا أي ميثاق مع المجتمع، ولم ينشغلوا بقضاياه الحقيقية، فأصبح الواحد منهم أسير المتنبي وأبي تمام والخنساء، ولم يعرفوا شيئا حقيقيا عن سلمى فايد ومحمد الشحات وثروت سليم وإيهاب عبد السلام وعلاء جانب وأحمد بخيت والسيد أبو ديوان .. حتى لو فاز أحدهم بجائزة عالمية في الشعر أو الرواية فلا ينشغلون إلا بذواتهم.