بدون إزعاج

طريق النور

مصطفى عدلى
مصطفى عدلى

عجز القلم، تأهت الكلمات، غابت المفردات، وكأنها رحلت مع مالكها، صديقها المقرب، قد أظلم نفسى عندما أكتب اليوم ناعيًا رحيله الأبدى، فقد كان دومًا هو المرجع فى كتاباتى، والبوصلة لتصحيح مسار حروفى، أكتب وأنا أحمل على عاتقى مسئولية نعى الأستاذ والمعلم والقدوة، أعلم أن سنوات اللقاء قليلة لكنها كعقود من العمرعشتها فى دروب الطيبة والحماسة والصدق والنقاء والرقى التى كان عنوانها ورائدها الكاتب الصحفى محمد أبو ذكرى واكتفى بهذا الوصف المجرد من كل المناصب التى تقلدها لأنها دومًا لم تشغله ولم يسع لها، الآن لن أروى لكم عن إنسانيته المفرطة فكلنا نعلمها، لن أحكى معكم عن نضال الكلمة فصاحبة الجلالة خير شاهد عليها، يكفينا جميعًا المشهد الأخير، بالأمس فقط رأيت الحقيقة دون تجميل والواقع دون تزيف، دون مجاملة، بالأمس فقط مات أبو ذكرى ليمنحنا أهم الدروس لعلنا نتعظ ونعتبر بأن الحياة مجرد رحلة تغادر فيها دون أهل، دون مال، دون منصب، لا تبقى معك سوى أعمالك الطيبة، كلماتك النقية، مبادئك، عندما رأيت الدعوات ومواقف الإنسان محمد أبو ذكرى تغرق صفحات «الفيس بوك» من أجيال صحفية مختلفة، أيقنت أنه حقق مبتغاه بخروج آمن لدار ليس فيها سوى الحق الذى عاش يبحث عنه ويناضل من أجله.. معلمى وأستاذى عذرًا على هذا النعى الضعيف فقد غابت البوصلة برحيلك لكننى على يقين أنك حققت عنوان مقالك الذى اخترته لنفسك ووصلت الآن لـ «طريق النور».