أكثر من 400 ألف «عضة» سنويًا.. و4 محافظات فى الصدارة

الكلاب الضالة.. خطر منسى بالشوارع

كلاب ضالة ترتع فى شوارع المحافظات
كلاب ضالة ترتع فى شوارع المحافظات

كتب: عبدالصبور بدر

لم يكن المقطع الذى تم تداوله مؤخرًا لكلب مسعور يلتهم طفلة فى مدينة المستقبل، قبل أن ينقذها بعض الشباب فى اللحظات الأخيرة مشهدا من فيلم رعب، لكن الواقعة حقيقية 100%، وتتكرر فى مناطق عديدة على مستوى الجمهورية مع العديد من المواطنين الذين يجدون أنفسهم فى مواجهة الأنياب المشهرة، فى ساعات الليل المتأخرة، أو الصباح المبكرة، حين تنقطع الرجل، وتبدأ تجمعات الكلاب فى الشوارع الجانبية.
لا توجد إحصائية رسمية بعدد كلاب الشوارع فى مصر، رقم 20 مليونا الذى يروج له البعض فى
وسائل الإعلام مبالغ فيه جدا، بينما حصر العدد فى 2 مليون من الصعب تصديقه، إلا أن الظاهرة موجودة دائما، بصرف النظر عن مكانها على خارطة الميديا أو لغة الترنيد.

فى البداية يؤكد د. حمدى عرفة استاذ الإدارة المحلية بالجامعة الدولية للعلوم والتكنولوجيا وخبير استشارى المناطق العشوائية أن هيئة الخدمات البيطرية لا تستطيع التعامل بمفردها مع مسألة انتشار الكلاب فى الشوارع.

ويقترح أن تتكفل شركة خاصة بالتعامل مع الكلاب الضالة، ويقوم كل محافظ بعمل لجنة لمكافحة الكلاب الضالة، تحتوى على ممثلين من الصحة والطب البيطرى وإدارات النظافة، والزراعة ورؤساء الأحياء والمراكز والمدن والوحدات المحلية القروية بالتنسيق مع جميعات الرفق بالحيوان.
ويشير إلى أن هيئة الخدمات البيطرية التابعة لوزارة الزراعة أكدت ان من تعرض للعقر من الكلاب الضالة العام الماضى 430 ألف حالة، وأن محافظات البحيرة والقاهرة والشرقية والجيزة الأكثر تسجيلات للحالات، مع العلم الكلاب الضالة تتسبب فى انتشار الأمراض والأوبئة.

ويوضح عرفة أن هناك نوعين من الكلب الضال: الأول قضى حياته فى الشوارع منذ ولادته والثانى هرب من صاحبه، فيما حذر من خطورة الكلب كثير النباح والحركة، ويقول: إذا وجدته يرفض شرب الماء ويسيل لعابه بكثرة، ويبدو ضعيفا وهزيلاً وغير قادر على الحركة فلا تقترب منه أبدا.. ويتابع: لإنهاء مهاجمة الكلاب للمواطنين مطلوب 1411 وحدة للسموم تتبع الوحدات الصحية فى القرى فضلا على انشاء مراكز الأقسام للسموم فى 184 مركزا و92 حيا و214 مدينة، ما يعنى أن أهمية دور القطاع الخاص ومنظمات المجتمع المدنى بالمشاركة لحل المشكلة العويصة.

فى حالات العقر يبدأ الحديث حول إعدام هذه الكلاب «بأى وسيلة»، وفى وقائع التسميم تنفتح خزائن الرحمة وتدور المكلمة عن إنقاذ تلك المخلوقات التى تعانى بمفردها من الجوع، وهى تبحث عن طعام فى صناديق القمامة، أو عن ظل يحميها من لهيب الشمس تحت شجرة، أو قطرات من الماء تروى بها عطش يفتك بها.

وفق شيخ الأزهر فإن الإسلام لا يبيح أن تقتل حيوانا، أو طائرا فى غير فائدة ضرورية، لافتا أن قتل الكلاب بتلك الطريقة غير إسلامى وغير إنسانى، أو حضارى، ولا يليق، وهو يروى مواقف للنبى والصحابة يرفقون فيها بالكلاب حتى وقت الحروب..
ويؤكد د. جمال عبد الواحد طه مدير إدارة الصحة العامة والأمراض المشتركة بالهيئة العامة للخدمات البيطرية أنه لا توجد إحصائية معينة لكلاب الشوارع، مشيرا إلى تضارب الأقوال فى هذا الشأن وعدم صحة المصادر، فلا يوجد حصر فعلى لكلاب الشوارع..

وقال إن التطعيمات تقتصر قى الوقت الحالى على الكلاب، بسبب مشكلة العقر، مع انتهاء عصر «سماوي» - عسكرى الشرطة الذى كان يصاحبه موظف طب بيطرى لقتل الكلاب بالخرطوش - وهى الظاهرة التى انتهت تماما منذ عشرة أعوام الحالى، لقسوة ما يحدث فقط على الكلاب، وترك الجثث فى الشوارع، ولكن أيضا لخطر إصابة المارة فى الشارع.

وأضاف: استراتيجية 2030 «مصر خالية من السعار» تشارك فيها الهيئة مع منظمة الصحة العالمية والمنظمة العالمية لصحة الحيوان إضافة إلى الفاو، ووزارة الزراعة ممثلة فى الهيئة العامة للخدمات البيطرية ووزارتى الصحة والبيئة، من أجل تطعيم كلاب الشوارع..

ويهدف المشروع إلى تطعيم 70% على الأقل من كلاب الشوارع، حتى لا ينقل الحيوان العدوى إلى غيره فى حالة العقر، لافتا أن المجتمع المدنى يقوم بمجهودات جبارة لتطعيم الكلاب، سواء بشراء التطعيمات على نفقته الخاصة أو القيام بعملية التطعيم فى الوقت الحالى حتى يتم تفعيل الاستراتيجية..
وتتهم دينا ذو الفقار الناشطة فى حقوق الحيوان أكثر من جهة بالمسؤولية فى ضعف إحساس المجتمع بالرفق والرحمة بالحيوان، أو التعامل السليم والآمن لأطفالنا من أجل تفادى حدوث حوادث العقر.
تشير إلى خلو المناهج التعليمية من الموضوعات التى تتحدث عن تلك القيم، فى حين أن المحتوى متوفر مجانا من منظمة الصحة العالمية بجميع اللغات، ويتم إغفال ذلك..

ورغم أن الرسول عليه الصلاة والسلام قدوة فى الرحمة، إلا أن الكثير من الخطباء يتعمدون إغفال الأحاديث الواردة عن النبى فى هذا الأمر، حتى المياه التى هى صدقة فإنك تجد «الأسبلة» على أبواب الجوامع والكنائس من أجل الإنسان، ولا تجد من يفكر فى وضع إناء من البلاستيك ليشرب منه كلب او قطة.
تتعجب دينا من بعض وسائل الإعلام التى تعتمد على مصادر غير معلومة وهى تحذر من السعار فى مصر، فى حين أن مصر آمنة من السعار، وفق رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للخدمات البيطرية الذى سجل تلك البيانات على موقع الصحة العالمية التابع للأمم المتحدة..
 وتتساءل: لماذا يتم الترويج لمعلومات محرضة على قتل الحيوانات، من أين أتت وسائل الإعلام بإحصائية وجود 20 مليون كلب فى مصر، فى حين أنه لا يوجد تعداد للكلاب المملوكة، أو التى فى المحلات؟!

وتطالب المجلس الأعلى للإعلام بمراقبة ما يحدث فى البرامج من تنمر وإساءة للحيوانات، مثلما حدث من قبل فى برامج: رامز جلال، ومحمد ثروت، وأخيرا ريهام سعيد، بشكل يجعل احترامها ينحسر على البرامج التى كانت تقدم فى الماضى، مثل عالم البحار، والعلم والإيمان، وعالم الحيوان، وجولة الكاميرا وغيرها، فى حين لا يوجد شئ من هذا القبيل الآن، ولم تنس أن تحذر من المتطرفين دينيا فى حروبهم ضد الكلاب التى يعتبرونها من الحيوانات النجسة رغم فتوى الأزهر الشريف بأنه حيوان طاهر..

وتابعت: المشكلة أن الكثيرين لا يفرقون بين الحيوانات المستأنسة والأخرى البرية، فالقطط والكلاب مستأنسة تعيش وسط التجمعات السكانية منذ 7 آلاف عام ولا تصنف على أنها برية تعيش بعيدا عن الإنسان ولا تألفه، والنتيجة عنف وقسوة ضد الحيوان.

.. وتغزو القرى وأطراف المدن بالقليوبية

عنف وشراسة بلا حدود

القليوبية: سليمان محمد

تفشى ظاهرة الكلاب الضالة فى العديد من القرى واطراف المدن بمحافظة القليوبية بات واقعا مع تزايد اعدادها الملحوظ، فيما تكررت هجماتها وحالات العقر فى بعض القرى وأطراف المدن مما يتسبب فى هلع المواطنين وخاصة الفتيات والسيدات والأطفال.

وقالت د. أمل العسيلى مدير عام مديرية الطب البيطرى بالقليوبية أنه يجرى تنفيذ خطة للقضاء على الكلاب الضالة من خلال الدفع بفرق الطوارئ وشن حملات لمواجهتها لانها تمثل خطورة على صحة المواطنين لأنها تقتات من القمامة ولا تحصل على تطعيمات ومن الممكن أن تكون مصابة بأمراض وتتسبب فى نقل العدوى.

مؤكدة أنه عقب تلقيها أى استغاثة من الاهالى يتم إتخاذ اللازم للقضاء عليها بالسبل المتفق عليها.. ومن ناحيته اكد اللواء عبدالحميد الهجان محافظ القليوبية ان القضاء على ظاهرة انتشار الكلاب الضالة تحتاج إلى تكاتف الجهود ونشر الوعى لدى المواطنين بعدم القاء القمامة وبقايا الطعام بالشوارع والطرقات مشيرا إلى ان المحافظة لا تألو جهدا فى رفع تجمعات القمامة والتى تتخذها الكلاب الضالة بيئة للنمو ومهاجمة المواطنين.

 

 
 
 

احمد جلال

محمد البهنساوي