اليابان وراء إنقاذ مركب خوفو الثانية

 د.عيسى زيدان مع رئيس البعثة اليابانية د.ساكوجى يوشيمورا
د.عيسى زيدان مع رئيس البعثة اليابانية د.ساكوجى يوشيمورا

ويقول د. عيسى زيدان: يعتبر مشروع ترميم واستخراج أخشاب مركب خوفو الثانية واحد من أكبر مشاريع الترميم، والتى تعبر عن أوجه التعاون المثمر بين اليابان ومصر ويتم بالتعاون مع وزارة الآثار وجامعة واسيدا اليابانية وجامعة هيجاشى نيبون الدولية برئاسة عالم الاثار اليابانى د. ساكوچى يوشيمورا، وبدعم هيئة التعاون الدولية (الجايكا ).

واستهدف المشروع لرفع القطع الخشبية الخاصة بالمركب الثانية من داخل الحفرة والعمل على ترميمها وإعادة تجميعها لكى يتم عرضها داخل قاعه خاصة بالمتحف المصرى الكبير.


وقد بدأ التخطيط للعمل بمركب خوفو الثانية عام 1987، وتم الاتفاق بين المجلس الأعلى للآثار والجمعية الجغرافية الأمريكية على عمل مشروع لتصوير محتويات الحفرة الثانية دون المساس بمحتوياتها أو حدوث تغيير فى مناخها وبيئتها، وادخال الأجهزة القياسية لمعرفة الحرارة والرطوبة داخل حفرة المركب، وقام المهندس ( بوب مورس ) المتخصص فى تكنولوجيا الحفر بتصميم الجهاز الذى سوف يستخدم فى ثقب الحفرة دون المساس ببيئتها أو تسريب الهواء إلى داخلها.

وبدأ فريق العمل المصرى اليابانى العمل منذ عام 1992 وحتى تاريخه، وقد وضعت الخطة المقترحة لهذا المشروع بالكشف عن المركب ثم ترميم وتجميع اجزائها.

 وفى عام 2008 تم وضع خطه عمل خاصة بسير العمل فى المشروع والتى تتضمن عدة مراحل رئيسية الأولى تجهيز الموقع بعمل (هانجر) يحيط بموقع الحفرة كاملا وبجواره أماكن لبناء معمل ترميم ومخازن وبداخل الهانجر الكبير تم عمل تغطيه (هانجر) صغيرة على حدود الحفرة فقط لتقييد الظروف البيئية للحفرة عند رفع البلاطات الحجرية التى تغطى حفرة المركب، وفى عام 2010 تم رسم مساقط أفقية لسور الهرم المحيط والذى كان يغطى الحفرة، وعمل توثيق للسور الأثرى باستخدام الليزر سكان بالتعاون مع اكاديمية مبارك للعلوم، بعدها تم فكه ورفعه وإعادة بنائه على بقايا امتداد نفس السور فى المنطقة غرب الهانجر وتم عزل السور القديم عن السور الذى تم نقله باستخدام طبقه من البلاستيك. 

أما المرحلة الثانية فبدأت عام 2011، حيث تم رفع الغطاء الحجرى الذى يغطى حفرة المركب والذى يقدر بعدد 44 كتله حجريه كانت تغطى حفره المركب وتتراوح أوزانها بين 11 الى 18 طنا وتم وضعه خارج الحفرة، كما تم ضبط درجات الحرارة والرطوبة داخل الهانجر قبل بدء اعمال الرفع، وعزل سقف حجرة الدفن بالواح خشبيه معالجه كيميائيا، تم استيرادها من اليابان للحفاظ على معدل الحرارة والرطوبة، ثم وضع الألواح الخشبية فور رفع الغطاء الحجرى، وانشاء وتجهيز معمل للترميم ومخزن مؤقت بالموقع لحفظ اخشاب المركب بعد معالجتها لحين اعادة التركيب.
المرحلة الثالثة بدأت 2012 وهى التى تم فيها أخذ عينات من الأخشاب وإجراء كافة التحاليل العلمية والمعملية فى مصر واليابان، لتحديد مظاهر التلف المختلفة وأنواع التلف الميكروبيولوجى، متمثلا فى الإصابات الفطريات والحشرية التى توجد بالأخشاب وعلى نتائج تلك التحاليل تم وضع خطة الترميم المناسبة لبدء العمل فى ترميم ومعالجة أخشاب المركب، مع الانتهاء من تجهيز معمل الترميم والمخزن الخاص بالأخشاب بالموقع لتكون جاهزة قبل البدء فى اعمال الترميم.

أما المرحلة الحالية فيجرى فيها رفع الاخشاب من حفرة المركب الى معمل الترميم وبداية ترميم وتقوية الاخشاب قبل اعادة التركيب، والتى تم من خلالها عمل الدراسة دراسة وتقييم مواد التقوية المستخدمة، وتم البدء فى أعمال الترميم الأولى والتدعيم للقطع المتدهورة داخل الحفرة قبل رفعها والبدء فى اجراءات الترميم داخل المعمل، وعمل رسم يدوى وتوثيق باستخدام التصوير ثلاثى الأبعاد لكل قطعة، تمهيدا لتجميع المركب باستخدام برامج الحاسب الآلى قبل البدء فى تجميع المركب على الواقع. وتشمل الخطة المستقبلية أعمال الترميم النهائى، ودراسة الحامل «الأستنلس» الحامل لأخشاب المركب، وكذلك الطرق العلمية الأخرى التى تضمن تجميع المركب بالأسلوب الامثل، وتجميع المركب داخل مبنى مراكب الملك خوفو الجديد بالمتحف الكبير، ومن المتوقع استغراق هذه المرحله حوالى 4 سنوات كى تكون المركب جاهزة للعرض. ​