«الإفتاء» تنشر خواطر إيمانية من سورة يوسف

 دار الإفتاء
دار الإفتاء
نشرت دار الإفتاء خواطر إيمانية من سورة يوسف وبدأت بقوله تعالي ﴿إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَاأَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ﴾ [يوسف: 4]
 
 وأوضحت دار الإفتاء المستفاد من هذه الأية الكريمة أنه كان بين رؤيا يوسف وخضوع إخوته إليه مدة أربعين سنة وقيل: ثمانين؛ وهذا من رحمة الله تعالى.
 
وأشارت الدار، إلى قول بعض الحكماء: إن الرؤيا الرديئة يظهر تعبيرها عن قريب، والرؤيا الجيدة إنما يظهر تعبيرها بعد حين؛ لأن رحمة الله تقتضي ألا يحصل الإعلام بوصول الشر إلا عند قرب وصوله حتى يكون الحزن والغم أقل، وأما الإعلام بالخير فإنه يحصل متقدمًا على ظهوره بزمان طويل حتى تكون البهجة الحاصلة بسبب توقع حصول ذلك الخير أكثر وأتم.
 
 وفيه قوله تعالي ﴿وَجَاءُوا عَلَى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ﴾ [يوسف: 18]، ﴿وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ أَهْلِهَا إِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ قُبُلٍ فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنَ الْكَاذِبِينَ ۝ وَإِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ فَكَذَبَتْ وَهُوَ مِنَ الصَّادِقِينَ﴾ [يوسف: 26، 27]، ﴿اذْهَبُوا بِقَمِيصِي هَذَا فَأَلْقُوهُ عَلَى وَجْهِ أَبِي يَأْتِ بَصِيرًا وَأْتُونِي بِأَهْلِكُمْ أَجْمَعِينَ﴾ [يوسف: 93]
 
قالت دار الإفتاء أن القميص كان سببًا في الحزن وإثبات براءته وشفاء أبيه، "فلا تعلق قلبك بالأسباب وتعلق بالمسبِّب".
 
وأشارت دار الإفتاء، في قوله تعالي ﴿وَاسْتَبَقَا الْبَابَ وَقَدَّتْ قَمِيصَهُ مِنْ دُبُرٍ﴾ [يوسف: 25]
الي أنه بادرَ كلٌّ منهما إلى الباب ليسبق صاحبه فإن سبق سيدنا يوسف فتح الباب وخرج، وإن سبقتِ المرأةُ أمسكتِ الباب لئلا يخرج، فالفعل واحد والغرض مختلف، فدعِ الحكم على الناس واتركهم لرب الناس
 
اقرأ أيضا
 
 
وفي قوله تعالي ﴿فَلَمَّا رَأَى قَمِيصَهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ قَالَ إِنَّهُ مِنْ كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ﴾ [يوسف: 28]
 
قالت دار الإفتاء أنه لما خافت امرأة العزيز من افتضاح أمرها، بادرت برمي سيدنا يوسف بالفعل القبيح، لكن صار فعلها وبالًا عليها، فكان بلاؤها من حيث طلبت نجاتها، قال تعالى: «وَلا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ»