نصف الحلم لا معنى له، نصف الحقيقة جريمة، نصف الكلام أكاذيب، ولذا فلا تجالس أنصاف العشاق، ولا تصادق أنصاف الأصدقاء، لا تقرأ لأنصاف الموهوبين، لا تعش نصف حياة ولا تمت نصف موت ولا تختر نصف حل، ولا تقف عند منتصف الحقيقة، ولا تحلم نصف حلم، ولا تتعلق بنصف امل.
إذا أردت أن تصمت فاصمت حتى النهاية وإذا تكلمت فتكلم حتى النهاية، لا تصمت كى تتكلم ولا تتكلم كى تصمت، إذا رضيت فعبر عن رضاك، ولا تصطنع نصف رضا، إذا رفضت فعبر عن رفضك، وتعلم أن نصف الرفض قبول فالحق دائماً يحتاج إلى رجلين، رجل ينطق به ورجل يفهمه.
هذه سطور وكلمات من نور، وقاموس ورحلة لحياة، وأبجدية سلوك، ومشوار عمر لإنسان وفنان دقيق المشاعر، كتبها برقى وروعة فيلسوف بل شاعر عظيم، هو الأديب والمفكر اللبنانى الراحل جبران خليل جبران، شاعر للهجر، والذى عاش حياته فى أمريكا، لكنه حمل وطنه لبنان فى قلبه، وأسكنه فى وجدانه، ودافع عنه وعن تاريخه وثقافته بعقله.
ولذا أقول.. رحل جبران ومازالت حروفه وكلماته باقية، وعليك أيها الإنسان أن تزرع أثراً طيباً حتى وإن كانت كلمات فى سطور لتبقى فى العقول والصدور.
