الأديب أحمد الصادق «صائد الجوائز»: الفن أمر نسبي.. وصعب تحجيم مخيلة الكاتب

 أحمد الصادق
أحمد الصادق

يتعامل مع الكتابة الأدبية على أنها جزء أساسى من حياته، مثل الهواء الذى يتنفسه، وذلك ما جعل قلمه ذا أسلوب مميز،وحس عاطفى يصل إلى القلب دون مجهود.. إنه الأديب أحمد الصادق، أو صائد الجوائز، كما اعتاد الكثير من جمهوره مناداته، نظرًا لما حصدته أعماله الأدبية من جوائز،آخرها جائزة الدولة التشجيعية عن روايته «هيدرا.. أوديسا الفناء والخلود» .. «الأخبار» تحاور الأديب أحمد الصادق عبر هذه السطور ليجيب عن الكثير من الأسئلة الشائكة حول مسيرته الأدبية.


 كيف كانت بداياتك مع الكتابة؟
- فى الثانوية العامة كنت أتنافس مع صديقى فى كتابة فقرات مكونة من جمل وتراكيب ليس لها معنى،من باب التسلية، كان التحدى اليومى بالنسبة لكلينا،من فينا سيبدع نصًا لا معنى له وبعدد كلمات أكبر من الآخر؟ حتى جئت إليه ذات يوم بنص مكون من 6 صفحات، قرأه باندهاش، وقبل أن يفكر فى التعليق،سبقته بالقول «سأحول النص إلى رواية،وهذا فصلها الأول».
بعد ذلك قررت أن أكتب أول قصة قصيرة لى فى السنة الجامعية الأولى،كانت عن موقف حقيقى حدث لي،ومن بعدها بدأ الخيال يقوم بدوره فى قصص أخرى.. وتضاءل أمامى بُعبُع الرواية المخيف،وأصبح جنيًا صغيرًا خادمًا لي.


 حدثنا عن مجمل أعمالك الأدبية وعدد طبعاتها؟
- صدرت أولى مجموعاتى القصصية «لغة كل شيء» عن دار العين 2015، بعد أن فازت بجائزتى المواهب بالمجلس الأعلى للثقافة،والمركزية بقصور الثقافة،وهى قصص متنوعة مكونة من 13 قصة مختارة بعناية من أوائل كتاباتى القصصية.
ثم رواية «رحلة داخل فوهة الماسورة»،عن الكتب خان 2017،ومجموعة «10 محاولات فاشلة للانتحار» 2019،مقسمة إلى جزئين «كوميديا»،و»سوداء».. وأخيرًا رواية «هيدرا .. أوديسا الفناء والخلود»،عن دار العين 2021،الرواية الفائزة بجائزة الدولة التشجيعية،وهى رواية خيال علمي،تتحدث عن خلود الإنسان،وتجيب عن السؤال «ماذا يحدث بعد أن يتوصل الإنسان إلى الخلود؟».


 ما هى الجوائز الأدبية التى حصلت عليها؟
- يمكننا أن نقول إن جائزة الدولة التشجيعية فى الآداب تنسخ وتجُبّ ما قبلها،فهى أكبر الجوائز التى نلتها حتى الآن،ولكنى حصلت على العديد من الجوائز الأخرى مثل:جائزة المجلس الأعلى للثقافة «المواهب» مرتين،الجائزة المركزية للهيئة العامة لقصور الثقافة، جائزة د. نبيل فاروق فى القصة،جائزة ساقية عبد المنعم الصاوى فى القصة مرتين،جائزة مركز رامتان الثقافى ثلاث مرات.


 هل ترى أن كثرة الجوائز تعنى تميز العمل وتعبرعن براعة المؤلف؟
- الجوائز فى المطلق ليست معيارًا،إنها ضربات حظ،فذائقة المحكمين تختلف باختلاف الجوائز،والأدب فن،والفن أمر نسبي،ولكن فوز عمل ما بجائزة يعطينا صلاحية بأن نقول إن هذا العمل كان أفضل الأعمال من وجهة نظر لجنة التحكيم، وبالتالى وبمنطق رياضى بحت،فإن حصل نفس الأديب على عدد كبير من الجوائز،بأعمال مختلفة،ولجان تحكيم متغيرة،وأذواق متنوعة،إذن فى الأغلب هذا المبدع جيد،حسب قوانين الاحتمالات والوسط الحسابي.


 البعض يرى أن رواية هيدرا تتعارض مع الدين فى فكرة خلود الإنسان.. ما ردك ؟
- الأدب خيال وفن،لا يمكن بأى حال من الأحوال أن أقوم بتحجيم مخيلتى ككاتب بناء على فتاوى،فضلًا عن أن الخلود لم تصدر فيه فتوى لأنه لم يتحقق بعد،ولكن بنفس المنطق،أليس من حق الكاتب مثلًا أن يكتب عن مدينة تعاقر الخمور وتنتشر فيها الفواحش والآثام والقتل والظلم والقهر؟ تخيل،هذا نوع أدبى قائم بذاته وهو أدب «الديستوبيا»،حيث المدينة الفاسدة إنما يكمن المعنى فيما وراء الكتابة.


 فى رواية «رحلة داخل فوهة الماسورة» البعض يرى عدم وضوح الفكرة.. ما ردك؟
- ربما لأنها تتحدث عن رواية داخل رواية،فهى عبارة عن روايتين متداخلتين،أولأن فكرتها إنسانية نفسية،والإنسان أعقد المخلوقات،لا نستطيع أن نفهم تصرفاته بسهولة،أولأنها رواية بلا حبكة،ولكني،بوصفى كاتبها،أرى حبكتها جلية أمامي.


 لماذا سحبت منك جائزة المواهب الأدبية من المجلس الأعلى للثقافة؟
قدمت بمجموعة «لغة كل شيء» فى مسابقتين،المجلس الأعلى وقصور الثقافة،لم أكن أتوقع أن أفوز بكليهما،وكانت الجائزتان تفتحان باب التقديم فى نفس الوقت،كما أعلنت النتائج لكلا الجائزتين فى نفس الأسبوع تقريبًا،كانت اللوائح تنص على ألا يكون النص قد فاز من قبل،وهذا أمر معروف،فعندما فزت بقصور الثقافة وتلتها مباشرة جائزة المجلس،كان قرار الحجب من جائزة المجلس له وجاهته،ولكن الغريب أنه تم حجب الجائزتين معًا!.


 هل تفضل نزعة الخيال العلمى فى أعمالك القادمة؟
- أفضّل أن أقوم بتجربة كل أنواع الكتابة، فأنا أحب التنوع،هيدرا هى أولى أعمالى فى مجال الخيال العلمي،وقمت بكتابة رواية فلسفية نفسية،وهناك مخطط لرواية اجتماعية،وأسعى لكتابة رواية تاريخية،ورواية سيرة،وأحب أن أخوض غمار الفانتازيا والديستوبيا وأدب نهاية العالم،وما بعد نهاية العالم،ولكن ليس لدى مانع فى خوض تجربة الخيال العلمى مرة أخرى،وربما سيكون خلال جزء ثان لرواية هيدرا.

استخدام حس الدعابة فى مجموعة «10 محاولات فاشلة للانتحار» أضعفها.. ما ردك؟
- بالنسبة لى كأديب،وبالنسبة لعدد لا بأس به من القراء،فقسم «كوميديا»الذى يحتوى على قصص كوميدية ساخرة،هى أقوى قصص المجموعة،فالضحك والمتعة هدف فى حد ذاتهما،فضلًا عن أنها كانت الأكثر إمتاعًا أثناء الكتابة،لم أستمتع فى حياتى من قبل بقدر ما استمتعت بكتابة «يوميات صحفى متطرف» مثلًا.