زفة إلى الزنزانة

 شغف قلبه حبا عنيفا بابنة الجيران
 شغف قلبه حبا عنيفا بابنة الجيران

فاطمة عبد الوهاب 

شغف قلبه حبا عنيفا بابنة الجيران التى نشأت معه وسط تآلف بين الاسرتين . ..لم يخفى الأمر عن أحد المحيطين بل كان واضحا جليا لكل من يرى عيون الحبيبين.

ولأنه كان شابا فى مقتبل حياته ولانها كانت قرة عين والديها أدرك أن الوصول إليها صعب المنال ويحتاج لكثير من الجد والاجتهاد .

شاور والدته فى الأمر ورحبت كثيرا لكنها لم تخف  عنه أن ما باليد حيلة وأنها ووالده لا يملكان من حطام الدنيا سوى الشقة التى يعيشون بها،وان عليه أن يجد عملا يؤهله للتقدم لها ويسمح له باستئجار مسكن لهما كذلك.

أصابت كلمات الام قلب ولدها وشعر بغصة العجز فى جوفه فقد كان يأمل أن تساعده فى تحقيق حلمه ولو بشىء بسيط خاصة وأنها تملك قطعا من المصاغ معدودة على اصابع اليد الواحدة، ولكنه عندما لمح لها بهم أبلغته أنها تحتفظ بهم حتى تكمل ما يتعثر به والده فى طريق تعليم شقيقه الذى تكرر رسوبه وشقيقته الأصغر منه مثلما تعلم هو.

خرج الابن مهموما إلى الطريق يبحث عن صديقه ليبوح له بما يحزنه...فأشار عليه بما وصفه   بالمخرج مما هوفيه...اغراه بكونها عملية واحدة وستؤمن له مبلغا كبيرا من المال سيمكنه من شراء الشبكة ثم أخرى لتأثيث المنزل أما إذا أراد شقة تمليك بدلا من الايجار فالأمر يحتاج الى عملية ضخمة لنقل وتوزيع كمية كبيرة من «الهيروين».

وقعت الكلمة الأخيرة كالصاعقة على مسامعه وأدرك من فورها سبب توافر المال مع صديقه وملامح الثراء التى بدأت فى الظهور عليه بينما كان يظن أن سبب ذلك هوعمله فى وظيفتين كما كان يصرح للجميع عن سبب غيابه طوال اليوم.

فى البداية رفض الشاب مقترح صديقه وعاد مهموما إلى بيته لكن مكالمة حبيبته له لم تدع أمامه مجالا لرفض طريق الحرام الذى رسمه له صديقه وهيئته له دموع حبيبته التى أبلغته بأن هناك عريسا تقدم لها ووافق والداها  عليه بشكل مبدئى بينما هى اعترضت ولا تعرف إلى متى ستقاوم.


اغلق الخط واتصل بصديقه أبلغه بقبول اول عمليه لترويج الهيروين.. وبعد أيام من إتمامها كان قد تسلم المبلغ الذى كان بمثابة الطعم الذى ألقاه صاحب العمل بشكل فورى وكبير ليغريه باستكمال الطريق ..ثم توجه إلى بيت حبيبته وطلب يدها ولاقى قبولا من أهلها للود القديم بين الاسرتين وتم شراء الشبكة.

لم تعرف العروس سوى ان حبيبها يعمل بوظيفتين واقترض من أصدقائه جزءا من ثمن الشبكة ويحاول سداده بجهده المضني.

لم يتوقف نشاطه الشيطانى على ترويج هذه السموم على راغبيها بل جر شقيقه الى ذات الطريق بعدما اقنعه بسهولة جلب المال وتحقيق الاحلام بهذه الطريقه بعيدا عن التعليم ورسوبه المتكرر فيه.

انطلق الشابان فى طريق الظلام دون دراية الاهل ظنا منهم أن الولدين يعملان فى أعمال سمسرة الى جانب وظيفة الابن الاكبر وانه يشرك شقيقه الصغير معه ليساعده وليتعلم تحمل المسئولية.. ولكن بسبب خطأ بسيط من الاخ الاصغر وصلت معلومات عن نشاط الشقيقين الى الشرطة .

تمت مراقبتهما وبعد التحريات تأكدت المعلومات وتم القاء القبض عليهما وبحوزتهما مخدر الهيروين .

أحيل المتهمان الى محكمة جنايات سوهاج التى قضت بمعاقبة الشقيقين بالسجن المؤبد.. نزل منطوق الحكم كالصاعقة على قلب الام الملتاعة التى افنت عمرها وزوجها فى تربية ولديهما ثم ضاع مستقبلهما فى نهاية المطاف بعد أن استجابا لنداء الشيطان.

صدر الحكم برئاسة المستشار عماد نجدى وبعضوية المستشارين احمد عبد التواب وروميل شحاته.