عاجل

أضواء

العنصرية البريطانية فى كرة القدم

عبدالله حسن
عبدالله حسن

بريطانيا العظمى كانت تستعد منذ أسبوعين للاحتفال بالفوز بكأس أوروبا لكرة القدم فى بطولة نهائى كأس الأمم الأوروبية (اليورو ٢٠٢٠) التى لم تحصل عليها منذ انطلاق هذه البطولة عام ١٩٦٠.
البريطانيون كانوا يحلمون بالحصول على هذه الكأس هذه المرة واعتبروا أن الظروف مواتية لتحقيق هذا الحلم الذى طال انتظاره، فالمباراة تقام على أرضهم وعلى ملعب ويمبلى الشهير الذى يسع لأكثر من سبعين ألف متفرج، وتذاكر المباراة نفدت قبل المباراة بأسبوع بعد انتهاء القيود الصارمة التى فرضتها بريطانيا على التجمعات والتحركات بسبب وباء كورونا اللعين، والفريق الخصم وهو منتخب إيطاليا لا يضم نجوما بحجم ميسى ورونالدو وبالتالى قد يكون من السهل الفوز عليهم والحصول على الكأس، رئيس الوزراء بوريس جونسون قرر أن يكون يوم الإثنين التالى للمباراة عطلة رسمية فى أنحاء البلاد على أمل أن الاحتفالات والأفراح الصاخبة ستجتاح بريطانيا طوال الليل احتفالا بالفوز الكبير، ولكن أتت الرياح بما لا تشتهى السفن، وعلى الرغم من أن المباراة بدأت ساخنة وحماسية واستطاع المنتخب البريطانى أن يسجل هدفا فى مرمى إيطاليا بعد دقيقتين فقط وتوقع البريطانيون المزيد من الأهداف، وتعادل المنتخب الإيطالى فى الشوط الثانى وتمتد المباراة لوقت إضافى نصف الساعة ويلجأ الفريقان إلى ضربات الجزاء الترجيحية واضطر المدرب قبل نهاية المباراة لاستبدال ثلاثة لاعبين من ذوى البشرات السوداء المتخصصين فى تسجيل الأهداف من ضربات الجزاء، وأمام الضغط العصبى الذى تعرض له اللاعبون أضاع هؤلاء الثلاثة ثلاثة أهداف ليتبدد الأمل وتفوز إيطاليا بالكأس.
وظهرت العنصرية البريطانية فى أجلى صورها حين تعرض اللاعبون الثلاثة لهجوم شرس من الجمهور واتهموهم بأنهم وراء ضياع الحلم البريطانى الذى طال انتظاره وكأنهم تعمدوا إضاعة الأهداف الثلاثة، ولم يشفع لهم أنهم كانوا نجوما طوال البطولة وشاء حظهم العاثر أن يكونوا سببا فى ضياعها.
رئيس الوزراء البريطانى الذى شهد المباراة فى استاد ويمبلى وكان يستعد للاحتفال مع الفريق بالكأس انتقد هذه التصريحات العنصرية كما انتقد أعمال العنف التى وقعت ضد المشجعين الإيطاليين وقال إن بلاده ترفض العنصرية فى جميع أشكالها.