كنوز| «الأضحى» فى حياة نجيب محفوظ

 نجيب محفوظ
نجيب محفوظ

روى الكاتب الكبير محمد سلماوى في مقال له بالزميلة «الأهرام»  حكاية أديب نوبل نجيب محفوظ مع صديق طفولته «الخروف» قائلا : « فى حى الجمالية بالقاهرة القديمة نشأت علاقة صداقة وطيدة بين خروف العيد الذي أمضي عدة أسابيع في بيت إحدى عائلات منطقة بيت القاضي وبين الابن الأصغر لتلك العائلة، وقد كان هذا الابن طفلا صغيرا يدعي نجيب محفوظ ، وهو الذى روى بعد ذلك بعشرات السنين حين صار أحد أكبر أدباء العالم أنه كان يطعم الخروف بنفسه كل يوم طوال تلك الفترة وكان يلهو معه وكأنه حيوان أليف سيمضي بقية حياته في هذا البيت، فتعود علي وجوده وصار يعود من المدرسة فيصعد إلي السطح ليطمئن علي الخروف وعلي أكله ، ثم يقوم بفك وثاقه ليلعب معه إلي أن يتنبه والداه لغيابه فينزلاه إلي البيت لكي يبدل ملابسه ويتناول طعامه ويقوم بواجباته المدرسية ، وكان الطفل يفعل كل ذلك ثم يصعد مرة أخرى إلي صديقه فوق السطح يلهو معه من جديد قبل النوم ، ولذلك فقد كان ذبح الخروف بالنسبة للطفل نجيب محفوظ عملية قاسية علي نفسه لم تقبلها طفولته البريئة فامتنع عن أكل لحمه ، وروى بخفة ظله المعهودة أن حزنه علي الخروف المذبوح سرعان ما كان يتبخر عندما تبدأ تتهادى رائحة الشواء فتملأ البيت ، وروى قصة الندبة التي تركها الخروف الراحل بأحد قرنيه علي جبهته الصغيرة أثناء لعبهما معا، وقد وصفها بأنها كانت بمثابة بطاقة معايدة من الخروف « ، وفي كتاب « أنا نجيب محفوظ « للكاتب إبراهيم عبد العزيز ، يقول نجيب محفوظ إنه حضر عيد الأضحى في طفولته بحي الجمالية ، ثم فى حى العباسية ، وحضره في الكبر فى أنحاء متفرقة من القاهرة والإسكندرية ، والذكريات المحفورة فى ذهنه هى ذكريات العيد في حى الجمالية عندما كان يشاهد مباهج العيد من خلف مشربية شبابيك البيت ، وعملية ذبح الضحية بعد صلاة العيد بميدان بيت القاضي الذي كانت تملؤه الزينات ، وحكى عن الجنيه الذهب الذى كان يأخذه من والده كعيدية ، وبدلة العيد التى كانت تبيت في حضنه حتى يرتديها صباح أول أيام العيد ، وقال إن رائحة ملابس العيد لم تكن تفارقه طوال ايام العيد .