أحمد إبراهيم
أثار فيلمى “مش أنا” و”وقفة رجالة” حالة من الجدل الواسع فى الأيام القليلة الماضية بعد تحقيقهما إيرادات كبيرة فى التوزيع الخارجى وتحديدا بدول الخليج، وهو الامر الذى يفتح المجال مجددا للأفلام المصرية أن تلقى قبول بالعرض الخارجى بعد سنوات من العجاف التى سيطرت على صناعة السينما بشكل عام بسبب جائحة كورونا، وفى هذا التحقيق نرصد بعض آراء المنتجين حول هذه التجربة، وإعادة فتح سوق الخليج مجددا لاستقبال الأفلام المصرية.
أعلن تامر حسني منذ أيام عن تصدر فيلمه “مش أنا” لشباك التذاكر في مصر والخليج، حيث حقق الفيلم في أسبوعه الثاني إيرادات بلغت 111 مليون جنيه، وهي أعلى إيرادات في ظل انتشار فيروس “كورونا”، مضيفا أن الفيلم حقق تلك الإيرادات في فترة قصيرة، رغم أن نسبة الاشغال في دور العرض المصرية بلغت 70 % t، وأن النسبة لو كانت في وضعها الطبيعي، لتضاعفت الأرقام، خاصة أن الفيلم لم يطرح بكامل قوته في دور العرض حتى يتاح عرض أفلام لـ”زملاء آخرين”، ويقصد هنا فيلم “البعض لا يذهب للمأذون مرتين” لكريم عبد العزيز، وكانت القناة السعودية الإخبارية قد سلطت الضوء في نشرة النهار، على الإيرادات القياسية التي حققها فيلم “وقفة رجالة” لبيومي فؤاد وماجد الكدواني وسيد رجب، حيث تناولت النشرة تحقيق الفيلم إيرادات هي الأعلى في تاريخ المملكة، وذلك بتوزيعه أكثر من مليون تذكرة رغم قيود فيروس “كورونا”، والتي تنص علي تحديد سعة قاعات العرض للنصف فقط، لذلك – وبعد الإيردات الضخمة التي تحققها الأفلام المصرية في الخليج - تطرح “أخبار النجوم” تساؤل عن إمكانية طرح مزيد من الأفلام المصرية بالخليج، وما العائد على السينما المصرية من إعادة غزو السوق الخليجي بالأعمال المصرية؟، وهل تعتبر هذه خطوة لعودة الإنتاج السينمائي الضخم مرة أخرى؟.. هذا ما سيرد عليه صناع السينما في مصر..
في البداية يقول المنتج صفوت غطاس أن السوق الخليجي دائما ما يحتضن الأفلام المصرية والتي تلقى رواجا وتحقق إيرادات تفوق المتوقع، وهو ما يفتح المجال أمام شركات الإنتاج لتقديم مزيد من الأعمال ضخمة التكاليف لأنها تعرف تماما أن التوزيع الأكبر سيكون في الخليج، إلى جانب التوزيع الداخلي في دور العرض المصرية.
ويضيف غطاس، أن الأزمة أن الأسواق الخليجية لا تستقبل إلا أفلام النجوم الكبار، مثل فيلم “مش أنا” لتامر حسني، وأفلام كريم عبد العزيز وأحمد حلمي وأحمد السقا، أي النجوم السوبر ستار، وأفلام هؤلاء النجوم هي الأكثر تحقيقا للإيرادات في شباك التذاكر هناك، وللآسف مصر ليس لديها سوى 5 أو 6 أسماء سوبر ستار يصلحوا للتوزيع الخارجي في الخليج، وهي أرقام ضعيفة جدا.
يعتبر المنتج محمد فوزي السوق الخليجي من أهم ركن في التوزيع الخارجي لشركات الإنتاج، خاصة أن الفترة الماضية كانت هناك أفلام مصرية ذات تكاليف إنتاجية مرتفعة حبيسة الأدراج، ليس بسبب الاجراءات الاحترازية في مصر فقط، لكن بسبب حالة الغلق التي كان عليها العالم، وحالة الشلل الذي أصاب الصناعة العام الماضي، وشركات الإنتاج لا تغامر بأموالها وأفلامها، ولكن خبرة السنوات منذ بداية صناعة السينما جعلت هناك ما يسمى بدراسة حالة السوق، فالمنتج قبل الإقدام على خطوة التعاقد مع بطل معين، أو فيلم ما، يدرك ما سيعود عليه بالنفع من تلك الخطوة، فهناك نجوم محبوبين في السوق الخليجي، وفي دول معينة، لذلك تلجأ إليهم شركات الإنتاج، وتسعى للتعاقد معهم مهما بلغت أجوره.
ويضيف فوزي أن التوزيع الضخم بالسوق الخليجي سينعكس بالإيجاب على السينما المصرية التي تحتاج لانتعاشة من الخسائر التي لحقت بها بسبب الاجراءات الاحترازية و”كورونا”، وظهرت أثارها في حالة البطالة التي أصابت الكثير من صناع العمل، كالممثلين والفنيين والديكور وغيرهم، وعندما تعود بقوة وتحقق شركات الإنتاج مكاسب مرة أخرى ستسعى لإنتاج مزيد من الأعمال الضخمة طوال العام، مما يحقق انتفاضة للسينما المصرية، وهو ما سينعكس بالإيجاب على الاقتصاد المصري، والمستوى المعيشي للعامل في تلك الصناعة.
في حين يقول سيد فتحي - مدير غرفة صناعة السينما - أن هناك تعطش وشغف لدى الخليجيين للسينما، وتحديدا الفيلم المصري، مشيرا أن الفيلم المصري له سوق كبير في الخليج، لما تمتلكه مصر من تاريخ في الصناعة يتخطي 100 عام، وليس غريب أن يحقق فيلم “مش أنا”، ومن قبله “وقفة رجالة” هذا الرقم القياسي، وأعتقد أن تلك الأرقام إذا كانت صحيحة، فأنها مكسب للسينما المصرية، لأنها تعويض عن الأضرار التي لحقت بالصناعة بسبب “كورونا”، بالإضافة أنها ستشجع شركات الإنتاج على طرح أفلامهم “المخزنة” لفترة طويلة بسبب الخوف من الخسارة بسبب “كورونا”، وتشجيعها على العرض، لكن على شركات الإنتاج أن تدرس الوضع في الخليج بالفترة المقبلة، خاصة أن هناك قرارات يومية جديدة بسبب الاجراءات الاحترازية، لذلك فأن شركات الإنتاج لابد وأن تأخذ احتياطاتها، لأن المنتج قد يجازف بإنتاج ضخم على أمل تعويضه بأرباح من السوق الخليجي، إلا أنه سيتعرض للطمة ونكسة وخسارة كبيرة بسبب أحد القرارات المفاجئة، لكن إذا سارت الأمور كما هي، فأن الخليج بوابة السينما المصرية، والحديث هنا ليس عن 3 أو 4 أفلام طوال العام فقط، لكن عن ما يزيد عن 15 أو 20 فيلم. كما هي، فأن الخليج بوابة السينما المصرية، والحديث هنا ليس عن 3 أو 4 أفلام طوال العام فقط، لكن عن ما يزيد عن 15 أو 20 فيلم.