لم يرحم طفلة أو مسنة.. أسباب زيادة التحرش في المجتمع

أرشيفية
أرشيفية

قد لا يمر يومًا دون أن تسمع عن حالة تحرش بطفلة هنا أو فتاة كبيرة هناك أو سيدة متزوجة والغريب من هذا وذاك أننا سمعنا ذات مرة التحرش بمسنة قد بلغت من الكبر عتيًا، وتقدم بها قطار العمر، حتى أنها فقدت كل المفاتن التي من شأنها أن تجذب المتحرشين صوبها.

إلا أن ضعاف النفوس والمرضى النفسيين تخطوا حدود المعقول وراحوا يرتكبون الفظائع التي لا تخرج من صاحب عقل ناضج، فالكثير يتساءل كيف لشخص تطاوعه نفسه على هتك عرض طفلة بريئة، أو مسنة تعامله كابن له أو حفيدها.

اقرا ايضا|قبول طعن متحرش المعادي على سجنه 10 سنوات

في سطور التقرير التالي نستعرض بعضا من تلك الوقائع التي حدثت في مصر بالآونة الأخيرة، وكذلك تعليق علماء الدين على من يربطون بين زيادة تلك الحوادث ويعلقون ويربطونها بأن المجتمع متدين بطبعه أو أن مصر بلد الأزهر، ومن هذه الحوادث حادث الاغتصاب الذي تعرضت له سيدة مسنة تبلغ من العمر 90 عامًا بالفيوم على يد شخص يبلغ من العمر 45 عاما.

وعن الجرائم التحرش بالأطفال فهي كثيرة أشهر طفلة أوسيم أو طفلة المعادي أو المتحرش بطفل في القطار والقائمة تطول في عرض الأطفال ضحايا التحرش.

وفي هذا الإطار، قال الدكتور أحمد كريمة أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، إن من يقول على مجتمعنا إنه متدين بطبعه فهذا كلام مبالغ فيه، حيث إن هناك فارق بين إقامة الدين أو ممارسة بعض الشعائر.

وأكد على أن التحرش جريمة منكرة وله انماط وأنواع، فربما يكون من أجل الإيذاء البدني أو لأمور تمس العرض أو ربما لأسباب مادية أي يكون بدافع السرقة، مشددًا على أنها جريمة مجرمة في التشريع الإسلامي.

وأرجع أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، أسباب زيادة التحرش إلى زيادة التعداد السكاني، وزيادة مواقع التواصل الاجتماعي وكثرة الانفتاح إليها ووجود مواقع تحبب وترغب وتزين ممارسة الرذيلة، وتابع حديثه قائلًا: إن الأزهر قائم برسالته التعليمية والدعوية على أكمل وجه، مستنكرًا في الوقت ذاته من يربط من يتحدث عن كثرة مثل هذه الجرائم في بلد الأزهر.

وشدد على أن الأزهر ليس له وصاية على تصرفات الناس، موضحًا أن هناك من يقول أن المجتمع المصري متدينًا بطبعه ولا يعلم الفارق بين من يقيم الدين أو من يقيم بعض الشعائر ليتظاهر بتدينه.

وضرب المثل بمن يشغل إذاعة القرآن الكريم خلال قيادة السيارة الأجرة أو في المحال التجارية ولكن يفعل عكس ما يظهر، قائلا إن هؤلاء يعانون من انفصام مروع بين الظاهر والباطن أو بين الأفعال والأقوال والله لعن هؤلاء.

وختم كلامه قائلًا: إن كثرة هذه الجرائم ليس بسبب تقصير من المؤسسات الدينية أو دور العبادة، وإنما لغياب دور الأسرة في التربية السلوكية لأولادهم.