إثيوبيا علي حافة التقسيم.. كواليس التحالفات ضد «آبي أحمد»

استسلام القوات الاثيوبية في مقاطعة التيجراي
استسلام القوات الاثيوبية في مقاطعة التيجراي

يبدو أن الصراع الإثيوبي – الإثيوبي الدائر منذ نحو 8 أشهر بين جبهة تحرير تيجراي وجبهة تحرير الأورومو من جهة، وبين الحكومة المركزية في أديس أبابا من جهة أخري، يوشك علي الانتهاء.

فبعد هزيمة الجيش الإثيوبي النظامي علي أيد مقاتلى التيجراي، والاستيلاء علي معداتهم الحربية إضافة إلي أسر المئات منه، ثم الدخول في تحالف مع حزب "جبهة تحرير أورومو" و"مؤتمر أورومو الفيدرالي" الذي قام بالفعل بإعلان الانفصال عن الدولة الإثيوبية وتشكيل حكومة انتقالية جديدة في الإقليم، إضافة إلي عدم الاعتراف بانتخابات يونيو، وتجنيد المئات من الشباب القادرين علي حمل السلاح بالإقليم.

كل تلك الخطوات نتج عنها تأسيس جبهة حرب جديدة، فتحها آبي أحمد علي نفسه لتؤرق نومه وترفع حالة الاستنفار الأمني بالعاصمة أديس أبابا وكل المناطق المحيطة بها.
 

النزاعات العرقية 


تأتي أزمة التوترات العرقية في كثير من المناطق الإثيوبية مثل أوروميا وتيجراي وبني شنقول وأمهرة خاصة في مناطق جنوب "ولو" ومنطقة أورومو الخاصة وشيوا الشمالية، حيث يكون وقود تلك التوترات هم السكان المحليون والميليشيات المحلية وبعض القوات الخاصة التابعة للإدارات الإقليمية، وفي بعض الأحيان يتم استخدام المدفعية الثقيلة في بعض تلك المواجهات.
 

أوروميا تُهدد العاصمة 

ويشن جيش تحرير أوروميا هجماته خلال الشهور الأخيرة في بعض المناطق مثل WollegaوArsi وBale، كما دخلت بعض قواته إلى منطقة أمهرة، ووصلت بالقرب من العاصمة أديس أبابا مما يهدد بمواجهات عسكرية مع الجيش الإثيوبي في حال تصاعدت التوترات مع الحكومة الفيدرالية.


تيجراي تكسب أرضًا جديدة


شنت قوات التيجراي هجوما معاكس ليسيطروا على بلدة ألاماتا الرئيسية في جنوب الاقليم وفق ما أفاد جيتاتشو رضا الناطق باسم الإقليم لوكالة فرانس برس ، بعد أقل من أسبوعين على هجوم أول اضطر حكومة أبي احمد إلى إعلان وقف إطلاق نار ، وأن القتال دار أيضا في غرب تيجراي، وذلك وفقا للمتحدث باسم الجبهة للوكالة الفرنسية.


وأضاف: لقد وعدنا بتحرير كل متر مربع من التيجراي ومؤخرًا تم شن هجوم في المنطقة الجنوبية وتمكنا تماماً من هزيمة قوات الدفاع الفيدرالية وفرقة قوات خاصة من ألامهرة.

اقرأ ايضا الجيش الإثيوبي يقلب الحقائق.. انسحابنا من تيجراي لأسباب إنسانية
وأردف المتحدث باسم جبهة تحرير تيجراي: لقد تمكنا من تأمين معظم جنوب تيجراي بما في ذلك كوريم وألاماتا (المدينة الرئيسية في المنطقة) وما زلنا في مطاردة ساخنة للمقاتلين الموالين للحكومة، كما اننا لا نريد منحهم فرصة لإعادة تجميع صفوفهم.

استنفار في الأمهرة
وأصدرت إدارة منطقة شمال جوندر في ولاية أمهرة الإقليمية دعوة لحمل السلاح عبر صفحتها الرسمية على فيسبوك، ودعت الإدارة سكان المنطقة الذين يمتلكون أسلحة نارية حكومية أو خاصة إلى الوصول إلى مايتبري، قائلة "نحن ندعو جميع الناس للمساهمة في العمل والمال والغذاء والنقل لدعم المقاتلين."


التيجراي تسيطر علي أسلحة ثقيلة
تمكنت قوات إقليم تيجراي من السيطرة على صورايخ من نوع "S-75" بعد الاستيلاء عليها من القوات النظامية التي انسحبت من الإقليم بالإضافة إلي عدة مدرعات و أسلحة دفاع جوي لتضيفها الي ترسانة اسلحتها التي استولت عليها من قوات ابي احمد .

 

وعلى مدار 8 أشهر من الدماء وانتهاك حقوق الإنسان أصبح الوضع داخل إقليم تيجراي حديث العالم كله، وذلك على الرغم من الإعلان عن وقف لإطلاق النار عقب الهزيمة الكبيرة التي تلقاها الجيش الإثيوبي بالإقليم المشتعل.

وبعد جولات طويلة من الصراع في الإقليم أعلنت في 28 يونيو ومع تقدم قوات دفاع تيجراي، غادرت الإدارة الموقتة التي عيّنها آبي أحمد في تيجراي عاصمة الإقليم ميكيلي، ما شكّل منعطفا في النزاع.

وأعلنت الحكومة الفدرالية "وقفا لإطلاق النار من جانب واحد"، وافق عليه ثادة الإقليم "من حيث المبدأ" لكنّهم تعهّدوا مواصلة القتال إن لم تُلبَّ شروطهم.

في 13 يوليو شنت القوات بتيجراي هجوما جديدا وأعلنت أنها سيطرت في الجنوب على ألاماتا، كبرى مدن المنطقة وأنها تخوض معارك أخرى في غرب الإقليم.