خارج النص

احذروا.. فخ المصطلحات!

د.أسامة السعيد
د.أسامة السعيد

مصطلحات كثيرة نتداولها فى حياتنا اليومية، أو عبر المنصات الإعلامية المختلفة، ولا ندرى أن ظاهرها الرحمة، وباطنها فيه العذاب. ومن تلك المصطلحات ما يشيع استخدامه فى الفترة الأخيرة مثل مصطلح المرأة القوية المستقلة (Strong Independent Woman)، أو مصطلح «الاغتصاب الزوجى».
وبداية لا أحتاج إلى تأكيد انحيازى التام لحصول المرأة العربية ـ وليس المصرية فقط ـ على كامل حقوقها، بما يليق بمكانتها وعطائها على كل المستويات، لكننى أخشى أن يمر السعى نحو تلك الغاية النبيلة، بالكثير من الدروب التى تؤدى إلى الجحيم!
ويستخدم الكثير من أساليب الدعاية الذكية لنشر أفكاره، وفى مقدمتها أفلام هوليوود، ومؤخرا وسائل التواصل الاجتماعى.
وأستعيد هنا تحليلات مهمة ومتعمقة قدمها الراحل الكبير د.عبد الوهاب المسيرى فى موسوعته الفكرية «العلمانية الجزئية والعلمانية الشاملة»، إذ يشير إلى أن أحد التيارات المتطرفة من الحركة النسوية (الفيمينيزم)، لم يعد يكتفى بالمطالبة بفكرة المساواة بين الرجل والمرأة فى الحقوق والواجبات، لكنه يذهب إلى أبعد من ذلك بتأسيس عالم «يتمركز حول الجسد الأنثوى»، وبحيث لا تجد المرأة أى حاجة نفسية أو اجتماعية أو حتى جسدية تجمعها بالرجل.
ويتمثل أحد أهداف تلك الحركة المتطرفة فى بناء «السوبر وومان» التى تتمرد على الأدوار التى تراها تقليدية وهى أدوار الأم والأخت والزوجة، لصالح دور واحد فقط هو كونها «امرأة»، وبسقوط أدوار المرأة كزوجة وأم تسقط الأسرة، ويتحقق استقلال المرأة المنشود من وجهة نظرهم، لتصبح كائنا طبيعيا مستقلا تماما عن عالم الرجل، بل إن متطرفى تلك الحركة يذهبون إلى أبعد من ذلك، فيشيرون إلى أن ممارسة الشذوذ الجنسى هى أعلى درجات تحرر المرأة واستقلاليتها!!
وللأسف ينساق البعض سواء فى المؤسسات الحقوقية أو الروافد الإعلامية وراء ترديد مصطلحات من عينة «المرأة المستقلة» و»الاغتصاب الزوجى» وغيرها، دون إدراك حقيقى لما وراء المصطلح والأهداف الخبيثة التى يسعى إلى تحقيقها.
دعم حقوق المرأة واجب على الجميع، لكن الحذر من السقوط فى ذلك الفخ الذى  يتنافى وكل الأديان والأعراف والأخلاق واجب أكبر.